تمضي السعودية بجهودها لاستئصال الإرهاب فكراً وتنظيماً داخلياً وخارجيا ً، وقد واجهت عشرات العمليات الإرهابية خلال عقدين من الزمن.

واستطاع جهاز أمننا التصدي لذلك، وتفكيك الخلايا الإرهابية وتوجية ضربات إستباقية لها ، رغم أن قصة حرب السعودية ضد الإرهاب كانت مؤلمة على من تضرر منه سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، إلآ إنه كان سجل حافل بالنجاح للقطاع الأمني الذي لم يكتفي بالإنتصارات في الميدان بل مضى لوأد الفكر والقضاء عليه.

ومن جهود السعودية في وأد الفكر المتطرف أفتتاح مركز أعتدال ومركز الحرب الفكرية لحماية المجتمع من أضرار التطرف ودحض فكرهم بالدليل وكشف خدعهم وشبهاتهم، ومن منطلق أن التعليم هو صمام الأمان لفكر أجيالنا القادمة أطلقت وزراة التربية والتعليم برنامج (حصانة) وهو برنامج للتوعية الفكرية يهدف للوصول إلى بيئة تعليمية آمنة فكريا ً، وذلك بتقديم برامج توعوية ووقائية تسهم في تحقيق الأمن الفكري، ويتعدى البرنامج المستوى المدرسي إلى نشر الوعي في البيئة الأسرية ببرامج توعوية.

ومن أهدافه رصد الفكر المتطرف في بيئة التعليم ومحاولة تصحيحها والرفع للجهات ذات الشأن لعلاج ذلك التطرف سواء كان من معلم أو متعلم.

ولم يقتصر البرنامج على التلاميذ بل يستهدف المعلمين بكثير من البرامج التوعوية لضمان سلامة فكرهم، بهذا البرنامج سوف نصل لتحصين وحماية فكر تلاميذنا من الإرهاب والتطرف ، وأيضاً ضمان أن بيئة التعليم خالية من أي فكر ضال.

لكن بوجهة نظري لن يحقق البرنامج النجاح إلآ إذا أُحسن أختيار من يطبقه فهو الأداة لنجاحه أو تهميشه وأخفاقه.

وذلك بوضع آلية لأختيار منسقين حصانة وإجراء المقابلات الشخصية والتأكد من سلامة فكرهم ولا يكفي فقط سلامة الفكر، يجب وجود الحماس لتطبيق البرنامج ومعرفة فوائدة المستقبلية لبلادنا، فكثير من البرامج دفنت بتهميشها أو عدم التطبيق لها إلا شكلياً أو تسليمها لمن ليس بأهل لتطبيقه.