بحثت مؤسسة إسرائيلية طيلة 35 عاماً، عن طبيب مصري من أجل تكريمه بعد أن أخفى عائلة يهودية في عيادته الخاصة ببرلين، إبان المحرقة النازية، لأسباب إنسانية وبحكم عمله طبيباً.

وتسلّم حفيد شقيقة الطبيب الراحل، الدكتور محمد ناصر قطبي، ميدالية التقدير في احتفالية بوزارة الخارجية الألمانية، بحضور مسؤولين بالسفارتين المصرية والإسرائيلية.

وعن تفاصيل حياة الطبيب الراحل، ولماذا رفضت العائلة التكريم طيلة 4 سنوات مضت يقول أحد أقاربه.

إن الراحل، وهو خال والدته، لم ينجب، وزار مصر بعد خروجه من معتقلات النازيين عام 1950 .

ونشأ الطبيب الراحل في الإسكندرية، في مناخ عام من التسامح، حيث كان بها من مختلف الأعراق والأديان، وعندما سافر إلى ألمانيا لاستكمال دراسته حمل معه تلك الثقافة.

على أن الطبيب من عائلة تتمتع بنفوذ كبير في مصر، فحينما عُلم أنه تعرض للاعتقال لكونه أخفى يهوداً في عيادته تدخل الملك فاروق وساهم في الإفراج عنه.
وعندما زار الراحل مصر – لأول مرة بعد خروجه من المعتقل عام 1950 – روى القصة الكاملة، التي ساندته فيها زوجته الألمانية. وقد ضحت الأخيرة بجنسيتها وحصلت على ” المصرية ” لتتزوجه.

وقال قطبي إن خال والدته اعتبر أنه لم يكن أمامه غير خيار سوى مساعدة تلك العائلة اليهودية “فهو مسلم ودينه يحثه على نجدة ومساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف “، وفق قطبي.

وأضاف أن المؤسسة التي تتولى توثيق ذكرى الهولوكوست منحت جائزتها بعنوان “شرفاء بين الأمم” للطبيب محمد حلمي، وعندما توصلت المؤسسة إلى قطبي، باعتباره أحد أبناء العائلة، اشترط عدة شروط منها ألا يكون التكريم في إسرائيل، وأن يكون في ألمانيا محل الواقعة، فطلب الإسرائيليون أن يتم التكريم في سفارة تل أبيب ببرلين ولكنه رفض أيضاً، مطالباً أن يكون التكريم في مقر الخارجية الألمانية، وكان له ذلك بحضور مسؤول من الخارجية المصرية.