اتّهمت الكاتبة «أريان فارينا» واسمها الحقيقي «ألكسندرا بوسون»، وهي ابنة الوزير الفرنسي سابقًا للهجرة «إريك بوسون»، وزير الدّفاع والدّاخليّة سابقًا بالتحرّش بها.
وقالت في تدوينة لها، انتشرت بسرعة البرق، إنّ ذلك حصل عام 2010؛ وكان عمرها وقتها 20 عامًا وكانت في الأوبرا لحضور حفل وأخذت لها مكانًا في القاعة، في انتظار قدوم والدها الوزير، الذي تأخر بسبب مشاغله، ولم يتمكن من الدّخول إلا في فترة الاستراحة بين جزئي الحفل.
وأضافت أريان أنها جلست في المكان المحدّد لها، وكان بجانبها على اليمين رجل وقور ومعه زوجته، ولم تكن تعرف من هو وانطفأت الأضواء، وبدأ الحفل وسط صمت الحاضرين المطبق، فحفلات الأوبرا لها طقوس خاصّة، وبعد مضيّ عشر دقائق – كما تقول أريانا- أحسّت أنّ يد الرجل، الذي كان بجانبها في القاعة، تسللت إليها في حركة وقحة، وقد صدّته، ولكنه أعاد الكرّة ثانيّة وثالثة، ثم تجاسر أكثر برفع الفستان الذّي ترتديه من على ركبتيها، وعندها صرخت صرخة مكتومة، وهو ما لفت نظر الجالسين بالقرب منها، ورغم ذلك، وبعد برهة من الزّمن، كرّر فعلته الشّنيعة، فما كان منها إلا أن غرست أظافرها بكلّ قوّة في يده المتسلّلة إليها تحرشًا، وهو ما جعله يكفّ عن فعلته.
وقالت «أريانا» إنها لم تكن تعرف الرّجل، ولكنها طلبت من رجل الأمن المكلف بحراسة والدها الوزير، عند قدومه، الاسترشاد عن هويّة الجالس بجانبها، فاستفسر واعلمها بهويّته. وتقول إنّها لم ترغب وقتها في إثارة «زوبعة» حول ما حصل، مراعاة لموقع والدها الوزير، وفضّلت الصمت.
وقد أخذت هذه القضيّة صدى واسعًا في فرنسا، وأصبحت قضية رأي عام، باعتبار أنّ المتهم شخصيّة مرموقة ومعروفة، وهو رجل يبلغ اليوم من العمر 82 عامًا، وكان عمره عندما حصلت الحادثة 75 عامًا، وهو وزير معروف في عهد الرئيس «فرانسوا ميتران»، وقد اضطلع تباعًا بحقيبتي وزارتي الدّفاع والدّاخليّة، كما تولى رئاسة محكمة المحاسبات وعضوية المجلس الدستوري، وهو الآن محام في باريس، وقد أنكر تهمة التحرش، ووصف المدعيّة بالكذب والافتراء، مؤكدًا أنه سيرفع شكوى بها إلى القضاء في الادّعاء بالباطل، وذكر أنه سيحرر ردًا كتابيًا على ما وصفه بالافتراءات.