حين يجمع القدر قلبين نقيين .. على مرفأ الشفق .. ويبحران على بياض حديث ناعم .. بعيدًا عن رسومات الوجوه المغشوشة .. وبعيدا عن مقبرة الجيف التي لفّها الدود والنتن .

*

صفحتان من البياض تروي لبعضها من أحاديث العمق التي كانت تخرج مرتعدة خشية أن تقع في شباك الأعراف المتحجرة  .. لا حواجز ستمنع أي طرف من البوح بما في داخله للطرف الآخر .

*

سنرسخ للعالم ثقافة أخرى أكثر مصداقية وهي ” ثقافة القلوب المفتوحة ” و سنسير عليها من النفق المظلم باتجاه الضوء .. باتجاه أفق آخر من النقاء .

*

حجر الزاوية في هذه الثقافة هي كلمة ” الحب ” ..التي كانت في وقت مضى أكثر ما  يرعبنا من الكلمات .. لعلها تكون هذه المرة هي المنجية من كل تلك الهجمات المتبادلة على بعضنا …

*

” الحب ”  الكلمة التي كلما كانت خفيةً كلما كان تأثيرها أكثر إيجابية .. لكون التصريح بها في الغالب لا يكون إلا لغرض قبيح.

*

هذه محاولة أخرى للتقدم للأمام .. قد لا يخلو ما نسير إليه من شوائب .. ولكن ذلك الأمر لم يعد اختياريا بالنسبة لنا ..

لنخلق زوايا أخرى من التسامح .. نلجأ لها عندما لا تصدق الوجوه .. وعندما تكون الأنفس أكثر غلظة.