إن مع مرور الوقت وتعايش الإنسان في هذه الحياة يمر بمراحل عديدة ومنها ما يكون محزنًا ويعصف بنا بأمواج الدموع ورياح الجروح.

فيسقطنا على تلك الجزيرة المشؤومة فلا ندري ما نصنع في شؤومها وحزننا حينها.

فننكوي ونحترق محاولين إشعال فتيل نار هادئة تحسسنا بدفء الذي فقدناه وسبب لنا الحزن.

وبعد كل هذا التعب والكفاح للعيش بعدما كنا نريد الموت بل نتمناه من شدة الحزن ننام نوم هادئ طويلا، ونستيقظ على أصوات العصافير وتكسر موج البحر من حولنا.

فنعشق حياتنا بعد ذلك محاولين التعايش بما هو جديد حولنا، فنتعاون مع كل الكائنات من حولنا حتى نرمم حزننا وجرحنا بمساعدتهم.

فنطعم ذلك الطائر ونتلطف حتى مع الفراشات والمخلوقات الصغيرة ونجلس متأملين بالثعبان بعدما كنا نخافه ونهرب.

ونجبر غصن تلك الشجرة المكسورة بعدما كنا نهمله، وننظر للقمر والنجوم، بعدما كنا نتجاهلها.

أصبحت حياتنا هادئة بعدما كانت مليئة بالضجيج أصبحت نبرات أصواتنا لطيفة بعدما كانت تلوح بالصراخ.

أصبحت ترتب سريرك بعدما كنت تتركه بعد نومك بلا ترتيب!.

ماذا حدث لك يا إنسان?!

لقد عانقت الحزن ولم أصبح أسيره.

لقدم تعلمت من الحزن ولم اتألم كثيرا.

لقد تجاوزت حزني ولم ايأس.

هكذا هي طبيعتنا مع الحزن التي تدلنا على الطريق الصحيح ولكن ثمة بعض من الناس لا يفعل هذا وينحاز بعيدا عنه.

فيصبح أسير قضبان الحزن مكبلا بدموعه ومشاكله، فهو هنا عانق شيطانه ولم يعانق إسلامه الذي علمه أن يصبر ويتفائل ولا يجزع.

والعجيب أن بعض الحزن يكون ناتجًا عن نظرتنا القاصرة، وفكرتنا السلبية، واعتقادنا الخاطئ، مما يسبب لنا التوتر والحكم المتسرع الخاطئ اتجاه هذا الموقف المحزن بالنسبة لنا.

فليس كل ما يحزنك يحزن غيرك وليس كل ما يسعدك يسعد غيرك، طبيعتنا هي الاختلاف بيننا نحن البشر.

الحزن هو قارب أنت من تقوده وسفينة أنت قبطانها تبحر إلى وجهة مجهولة لكنك على ثقة أن ما كتبه الله لك هو خير.