ظهر قبل أيام وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى بتصريح غريب قال فيه: لقد وصلتني اليوم أعداد الطلاب الغائبين عن الحضور لليوم الدراسي في إشارة لمتابعته الدائمة للطلاب وشؤونهم.

وأنا أقول يا معالي الوزير: هناك أمور أهم بكثير من حضور الطلاب وغيابهم، فالحضور والغياب من السهل أن تتم معالجته ولا يعتبر أمر مؤرق مقابل ما نراه من الوزارة من أخطاء بدأت من معاقبة مدراء بأخطاء طلاب وخارج أسوار المدرسة، فهذا المدير ليس مسؤولاً عن تربية الطلاب وبيئاتهم خاصة وأن ما حدث كان خارج المدرسة وليس بداخلها فكيف يعاقب شخص بخطأ غيره وكذلك يا معالي الوزير ما حدث من أخطاء فادحة في الكتب المدرسية وعدم مراجعتها بالشكل المطلوب، إضافةً إلى المباني المتهالكة والتي عانى منها الطلاب والمعلمين لافتقارها للجاهزية من تكييف ودورات مياه نظيفة وبيئة تعليمية جاذبة وليست منفرة كما هو الحال في أغلب مدارسنا التي تحتوي على فصول يوجد بها من 40 إلى 50 طالب، وساحات خارجية تهلك الطالب من حرارة الجو في الصيف وبرودته القارس في الشتاء، فأي تخريج علمي جيد تريده الوزارة بعد هذا الجذب في مدارسها.

يا معالي الوزير: تم إضافة ساعة نشاط للطلاب أو إن صح التعبير ساعة لتضيع الوقت وفرد العضلات من الوزارة فمن هم في المكاتب منعمين لا ينبغي أن نقارنهم بمن هم داخل الفصول يواجهون الطلاب لمدة تزيد عن سبع ساعات بسبب أن تعادل ساعات عملهم ساعات عمل الموظفين الإداريين.

يا معالي الوزير: ليس من مهامك وصميم عملك أن ترد على كل ما يذكر ضد الوزارة، فهذا من مهام المتحدث الرسمي لوزارتك وأنت عليك العمل والتطوير بعيداً عن المهاترات الصحفية التي لا تزيد الوضع إلا احتقانا بين الوزارة ومعارضيها فنحن ننظر إلى وزارة لها رؤية مستقبلية وإلى تعليم متطور وليس إلى وزارة محتقنه تعادي من يعاديها وعلى رؤوس الأشهاد في الصحف مع الأسف.