كشفت مجلة ” فورين أفيرز ” في تقرير أسباب إنشاء المملكة ائتلافات وتحالفات غير رسمية متعددة الأطراف؛ تشارك فيها مجموعات من مختلف الدول العربية والإسلامية وغيرها من الدول تحت قيادتها، مؤكدة أن المملكة تسعى منذ عام 2015 إلى تعزيز قوتها الإقليمية، بهدف تحقيق السيطرة والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضافت المجلة الأمريكية في تقريرها الذي جاء بعنوان ” التحالفات الأمنية السعودية ” ، أن أول تحالفات السعودية نحو تحقيق هذا الهدف هو ” التحالف العربي في اليمن ” ، الذي أُطلق في مارس 2015، وأعقب ذلك في ديسمبر 2015 التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب، وآخرها ائتلاف الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب لمواجهة الدعم القطري للإرهاب، الذي أنشئ في يونيو 2017؛ وذلك بعد أن تقاعس مجلس التعاون الخليجي عن أن يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية للمملكة.

وتابعت المجلة أن هناك عدة أسباب وراء استعداد المملكة العربية السعودية لاستثمار مصداقيتها ورأسمالها المالي والسياسي والعسكري، في أطر غير رسمية، مثل التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي يفصل بين أعضائه آلاف الأميال، ناهيك عن المصالح العسكرية الجذرية.

والسبب الأول هو أن السعودية كانت ترغب في دور أمني وعسكري أقوى لدول مجلس التعاون الخليجي، لكن ذلك لم يحدث. فمنذ ولادة مجلس التعاون الخليجي في أوائل الثمانينيات، طرحت الرياض عدة مقترحات كانت ستحول المنظمة إلى تحالف أمني جماعي، وهو ما رفضته الكويت وعمان وقطر والإمارات العربية المتحدة.

أما السبب الثاني -وفقًا للمجلة الأمريكية- في سعي السعودية إلى القيام بدور قوي في المنطقة، هو التطورات التي حدثت في المنطقة منذ ما أُطلِق عليه الربيع العربي 2011؛ عندما حذر الملك عبدالله شركاء دول مجلس التعاون الخليجي الذين لم يؤيدوا اقتراحه بتعميق التكامل؛ لأنهم سيجدون أنفسهم ” في الجزء الخلفي من درب القافلة ” ويمكن أن ” يضيعوا ” .

ومن الأسباب التي دعت المملكة، إلى إقامة تحالفات غير رسمية، فقدان الأمل من جانب السعودية في الولايات المتحدة كضامن أمني منذ الربيع العربي. ووفقًا للمسؤولين السعوديين، فإن الإيمان بواشنطن ” تبخر ” تمامًا بعد دور إدارة أوباما في أزمة الربيع العربي.

وقد تفاقمت هذه التوترات بسبب التصور المتزايد لإدارة أوباما كحليف غير موثوق به، بعد الموقف من الأسد في سوريا، والميليشيات الشيعية في العراق، أو إيران بشأن القضية النووية.

وشدد التقرير على أنه على مر السنين، حققت المملكة العربية السعودية نجاحًا كبيرًا في تحويل مكانها في قلب الإسلام، ووضعها كمنتج رئيسي للنفط في العالم وثروتها، إلى نفوذ في جميع أنحاء العالم. وقد حققت نجاحًا في بناء قدرة أمنية جماعية في جوارها المباشر، لكنه لا يزال في مراحله الأولى. وهي تعمل الآن على تطوير واستدامة شبكة من التحالفات غير الرسمية التي يمكن أن تستخدم القوة لتعزيز مصالحها الأمنية عبر العالمين العربي والإسلامي.