الزواج كما هو معروف علاقة شرعية راقية لاستمرار النسل البشري والمحافظة عليه ضمن ضوابط وأصول شرعية وإجتماعية وثقافية وقانونية.

فماذا نعني بكلمة زواج؟

الزواج في اللغة العربية يعني الإقتران والإزدواج فيقال زوج بالشيء وزوجه اليه قرنه به ،وتزواج القوم وازدوجوا:تزوج بعضهم بعضا،والمزاوجة والاقتران بمعنى واحد
اصطلاحا:فان الزواج عادة مايعني العلاقة التي تجمع فيها رجل يدعى (الزوج)وامرأة تدعى (الزوجة)لبقاء العائلة.

قال تعالى(ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة) فالزواج استقرار نفسي وعاطفي اساسه المودة والرحمة والعشرة الطيبة بين الزوجين والتي تقوم على التفاهم والاحتواء والحب وتكوين عائلة يسودها جو السعادة والأمان لكن للأسف نلاحظ في الآونة الاخيرة ارتفاع نسبة الطلاق بصورة كبيرة جدا ترى ماهو سبب ذلك؟

هل للطريقة التي يتبعها الكثيرون وخصوصا في مجتمعنا وهو الزواج التقليدي او الأسري عن طريق الاهل حيث تقوم نساء العائلة باختيار الزوجة المناسبة لابنهم من وجهة نظرهم متناسيين ان هناك معايير يجب الأخذ بها مثلا هل هناك توافق فكري وعاطفي بينهما؟هل سيجد كل منهما في الآخر مايبحث عنه؟هل كل منهما مكمل للآخر؟

اسئلة يجب ان تأخذ في عين الاعتبار خصوصا في الزواج الأسري قد يفرض على الطرفين زواج نتيجة العادات والتقاليد والمطلوب منهما التعايش معه أنا لاأنكر ان بعض الزيجات التقليدية كتب لها النجاح إما ضربة حظ أو تمتع أحد الأطراف بالذكاء العاطفي الذي وفقه لإحتواء الطرف الآخر وإكمال مسيرة هذا الزواج لكن كثيرا مانسمع أن هناك من استمر نتيجة رضوخه للامر الواقع والاستسلام والخوف من تفكك العائلة وضياع الأطفال ومنهم يقاوم ويحاول تصحيح الخطأ باتباع الطريقة العصرية او الزواج العصري عن طريق اختيار شريك الحياة بنفسه وبكامل ارادته واقتناعه فيحاول بقدر الامكان ان يجعل من فترة الخطوبة المرحلة الاولى من مراحل التقرب الفكري والوجداني بينه وبين الطرف الاخر فيقوم كلا من الطرفين بمناقشة امور مستقبلهما الاسري وأخذ مساحة كافية من الحوار ودراسة الشخصية بتمهل قبل اتخاذ قرار الزواج ومحاولة التفاهم على الافكار او العادات التي لايتقبلها احد الطرفين والوصول الى حل وسطي يرضي جميع الأطراف دون ضرر لاحدهما سواءا الزواج الاسري او العصري كل منهما يحتاج الى صفاء النية والرغبة الحقيقية في علاقة شرعية جدية تستمر امدا يسودها المودة بين الطرفين ايضا الحوار الراقي واعطاء الفرصة لكل منهما فهم الطرف الاخر وعدم التسرع في اتخاذ قرار الزواج الا بعد التاكد من حصول التوافق بينهم في جميع النواحي وعلى الاهل ايضا مراعاة ذلك في الزواج الاسري قبل اختيار الفتاة المناسبة دراسة جميع جواب شخصيتها قبل التقدم لخطبتها وهل فعلا تتوافق مع تفكير واسلوب حياة ابنهم وفي النهاية لاننسى ان للنصيب حظ اوفر في هذه العلاقة والتوفيق بيد الله لكن على العبد الاخذ بالاسباب والتوكل على الله سبحانه وتعالى اذا لنحاول بقدر الامكان ان نسمو بهذه العلاقة الراقية الشرعية لتكوين مجتمع مترابط يسوده المحبة ويتصف افراده بالاستقرار النفسي والعاطفي.