أثارت تغريدة للدكتور عبد الرازق الصاعدي حفيظة لغويين يميلون إلى اعتماد الرسم الإملائي المتفق عليه في الكتابة بعد أن قطع الصاعدي بصحة كتابة ” أنتي ” (بالياء) وأنه لا تصح تخطئة كاتبها قائلا: ” إن رأيت من يكتب للمخاطبة ” أنتي ” فلا تخطّئه لأنها لغة، قال ابن الأثير في البديع: قد أُلحقت تاء المؤنث في بعض اللغات ياء، فقالوا: ” أنتي فعلتي ” ، مضيفا أن ‏ ‏قياس ياء (أنتي) في الخط كقياس الألف في (أيها) الرجل. والغرض التفريق بينها وبين المذكر (أنت)، ولذا أستحسن كتابتها بالياء، ولا أعده خطأ، مستشهداً بأنها لهجة قديمة وسائدة الآن في عامة لهجاتنا، لأن المطل في نحو (أنتِي) أسهل على اللسان من أنتِ.
هذا الرأي من الصاعدي، الذي عرف بمواقفه المنحازة للغة العربية، إلا أن هذا الانحياز لا يخلو من المرونة، قوبل باحتجاج من قبل لغويين يرون أن الصحيح كتابتها ” أنتِ ” (بالكسر لا بالياء)، وكذلك الخطاب للمذكرِ، فنقول: ” أنت ” بالفتح، ولا يصح أن نقول: أنتا، وهو ما رد عليه الصاعدي بقوله: إن العرب لم تقل أنتا، وقالت: ” أنتي ” .
فيما رأى آخرون أن (الياء) لا تكتب بعد ضمير المخاطبة إلا في حالة فعل الأمر، فتُكتب: (لكِ، أنتِ، كتبتِ) و(اذهبي، أحضري، اجتهدي)، ورد الصاعدي بقوله: الياء في (أنتي، كتبتي) ليست ضميرا، هي حرف زائد للدلالة على المخاطبة، والضمير التاء.
إلا أن هناك من رأى طرح الصاعدي غريبا ويفتح بابا لكل شخص يخطئ وسيجد لخطئه مخرجا في إحدى لغات العرب، والفيصل هو استخدام اللغة في كل كتابته، لأن الأمر ليس انتقائيا .
قال فيه الدكتور محمد بن ردة العمري إن ‏الحكاية لا تسوغ كتابة كل مسموع على صورة سماعه وهذا الحراك اللغوي يحظى بالمتابعة والاختلاف من قبل الدارسين وعشاق اللغة، ويسعى لتبسيط اللغة العربية كتابة ونطقا، إلا أن التنازع اللغوي ما زال قائما بين متعصب لم يخرج من عباءة القدامى وباحث عصري يرى أن الاجتهاد في اللغة مشروع ومتاح ما لم يخرج عن إطاره العلمي وفضائه.