انتشر بعض الانباء التي تأكد عن قرب اقتراب الصين من إقناع المملكة بإنهاء أسطورة الـ ” بترو دولار ” ، أو سيطرة الدولار على سوق النفط، والاستعاضة عنه باليوان الصيني.

وقام أحد محللي وكالة ” بلومبيرج ” ، المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، إلى تحليل ما إذا كانت المملكة ستتخذ هذا القرار أم لا.

وبحسب الكاتب والمحلل الاقتصادي “دافيد فيكلينج”، فإن سبب اتجاه البعض للحديث عن قرب ظهور الـ ” بترو يوان ” ، أو محاولة الصين إقناع المملكة بفكرة التعامل داخل سوق النفط العالمي باليوان بدلًا من الدولار، هو تنامي تعاقدات النفط الخام بين الصين والمملكة.

وفي هذا السياق، أشار “فيكلينج” إلى رغبة اثنتين من كبرى شركات النفط الصينية (بترو شينا وسينوبك) في الاستحواذ على جميع أسهم شركة أرامكو، التي تخطط المملكة لطرح نسبة 5% من أسهمها للاكتتاب العالمي قريبًا.

لكن محلل بلومبيرج يرى أن الصين لن تتمكن من إقناع المملكة بإنهاء سيطرة الدولار على سوق النفط في الوقت الحالي، إذ ” يمكن لبكين أن تحقق مكاسب كبيرة من استمرار الوضع الراهن دون الحاجة للاستعاضة عن الدولار باليوان ” حسب قوله. مشيرًا إلى أن ” الصين ليس لها قوة تأثير حقيقة وقوية على سوق النفط لتطالب بمثل هذا التغيير ” .

ويستند ” فيكلينج ” في تحليله إلى أن وضع الصين بسوق النفط مغاير تمامًا عن نظيره بسوق المعادن، فالسوق الصيني يستحوذ على نصف الاستهلاك العالمي من المعادن، لكنه في سوق النفط لا يزيد عن كونه واحدًا من بين عديد من أسواق الدول المعروفة باستهلاكها الكبير.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى احتلال الصين للمركز الثاني بعد الاتحاد الأوروبي في استهلاك النفط الخام خلال عام 2016؛ فبينما بلغ استهلاك الاتحاد الأوروبي 613 مليون طن متري بلغ استهلاك الصين 579 مليون طن متري.

أما الولايات المتحدة، فقد احتفظت بمركز الصدارة، حيث بلغ استهلاكها من النفط الخام خلال عام 2016 حوالي 863 مليون طن متري، ما يعني أن نسبة استهلاك الصين من النفط الخام بالسوق العالمي لا تتجاوز 13%.