أظهرت شركة ” فيفاكولومبيا ” للطيران في كولومبيا، أن التطور قد يقود للأسوأ، فمع تنافس العديد من شركات الطيران على مستوى العالم لتوفير أقصى معايير الرفاهية والأمان للركاب، أعلنت الشركة الكولومبية في يونيو الماضي عزمها اعتماد نظام جديد في الطائرات لإخلائها من أية مقاعد للجمهور، إلا أن ذلك لم يلق قبولًا واضحًا لدى المتخصصين.

ووفق ما ورد في صحيفة ” الإندبندنت ” البريطانية، فإن شركة الطيران الكولومبية عكفت منذ يونيو الماضي على دراسة خطط لإزالة جميع المقاعد من طائراتها وجعل الركاب يقفون، حيث كانت تأمل في أن تؤدي هذه الخطوة إلى خفض الأسعار عن طريق السماح لعدد أكبر من الركاب في كل رحلة، وفتح رحلات جوية للطبقة العاملة من الكولومبيين، غير أن تلك الخطط باءت بالفشل بعد تحذيرات مكثفة من المسؤولين الفنيين.

وتحت ضغط الميزانية المحدودة، لم تجد الشركة سوى إزالة المقاعد لتوسيع نطاق نشاطها بشكل أكبر، ولتبدأ أيضًا في سلسلة من الإجراءات التسويقية التي تستهدف الطبقات الفقيرة في بلادها، غير أنها لا تزال تدرس مدى إمكانية تطبيق ذلك على مستوى معايير السلامة والأمان للركاب، خاصة وأن السفر عبر الطيران يستلزم ربط أحزمة المقاعد عند الانطلاق أو الهبوط.

وقال مؤسس شركة فيفاكولومبيا والرئيس التنفيذي لشركة ويليام شاو لميريال هيرالد، إن شركة الطيران تبحث إمكانية وضع الركاب بشكل عمود في الطائرة ” واقفين ” ، مشيرًا إلى أن “هناك أشخاصا الآن يبحثون عما إذا كان بمقدور الإنسان أن يركب الطائرة واقفًا، فنحن مهتمون جدًا بأي شيء يجعل السفر أقل تكلفة ” .

وأضاف منذ عدة أشهر: ” من يهتم إذا لم يكن لديك نظام ترفيهي للرحلات الجوية لمدة ساعة واحدة؟ من يهتم أنه لا توجد أرضيات رخامية … أو أنك لا تحصل على الفول السوداني مجانًا؟ ” .

ويبدو أن الشركة الكولومبية قد تراجعت عن الفكرة بشكل رئيسي خلال الأشهر الماضية، لا سيما في ظل تحذيرات كبيرة من المسؤولين الفنيين عن سلامة الركاب من اتخاذ تلك الإجراءات، كما أن الهدف الرئيسي هو إيجاد وسائل تجمع بين التطوير والسماح للطبقات الفقيرة باستخدام الطيران.

وعلى الرغم من اعتقاد الكولومبيين بأن فكرتهم التي تم طرحها في يونيو الماضي تبدو جديدة، إلا أنها تم تطبيقها فعليًا منذ 7 سنوات تقريبًا، عندما خصصت شركة ” إير باص ” أماكن مخصصة للوقوف مع تزويدها بكافة العوامل التي تحفظ سلامة الركاب، إلا أن تلك الفكرة سرعان ما اندثرت في 2010، بعد ضعف الطلب على تلك المقاعد.