خسر داعش خلال الأيام الماضية معركته الإعلامية، التي وفر لها التنظيم طاقات كبيرة سواء مالية أو بشرية، منذ أن صعد البغدادي على منبر الجامع الكبير بالموصل 2014، ليعلن عن تعيينه رئيس ما يسمى بـ ” الدولة الإسلامية ” ، مبتكراً منافذه الإعلامية ومؤسساته الترويجية، إضافة إلى مناصريه الإلكترونيين المنتشرين حول العالم.

ولعل دعوة البغدادي مقاتليه في التسجيل الأخير المنسوب إليه، إلى استهداف المؤسسات الإعلامية، تشكل برهاناً ساطعاً على تهشم ” بروبوغندا ” التنظيم. إذ قال في التسجيل الأخير: ” اثبتوا يا جنود الإسلام وأنصار الخلافة في كل مكان كثفوا الضربات تلو الضربات واجعلوا مراكز إعلام أهل الكفر ودور حربهم الفكرية ضمن الأهداف ” .

وأتى تهديد البغدادي بعد تهاوي ماكينته الإعلامية، منذ انطلاق عمليات تحرير المدن والمواقع الخاضعة لسيطرته، خصوصا مع بدء عمليات تحرير الجانب الأيمن من الموصل، ليشتد وقع الأمر ويصبح أكثر إيلاما مع حرص وسائل إعلام عالمية (غربية وعربية)، على تغطية جوانب من هذه المعارك، فكان ما ذكره أحد مناصري داعش الإلكترونيين والمسمى ” دراغنوف الدولة ” قائلا: “ما يصدر من بيانات واشتباكات داخل الموصل هي أكاذيب، وكل قنوات الأخبار لم تعرف ما يجري داخلها، أما مراسلوها في أطرافها فاكتفوا برؤية لهيب المفخخات”.

وتعد وكالة أعماق الإخبارية، بمثابة وكالة الأنباء الرسمية للتنظيم، التي كان أول ظهور لها في أغسطس 2014 م، ومهمتها نشر أخبار التنظيم السياسية والعسكرية على مدار الساعة، وبثّ تسجيلات مصورة لمعاركه وما يتعلق بها، كما ولها تطبيق خاص يمكن تنزيله من ” متجر غوغل ” على أجهزة أندرويد، بالإضافة الى مكاتب إعلامية فيما يعرف بالولايات الخاضعة لسيطرة التنظيم، وشبكة مناصري تنظيم الدولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.