قبيل نحو عقد ونيف من الزمن إن لم تخني الذاكرة كان لقائي به عابرا.. كانت كل محاولاته هي الوصول بسرعة إلى المتلقي.. بدأ بالوفاق كموقع إخباري بسيط سرعان ما تطور الأمر إلى صحيفة إلكترونية لكنه واجه الكثير من العقبات والصعوبات التي تعترض كل ذي عزيمة وإصرار.. لم يجد علي الحازمي من يقف معه في بداية مشواره الصحفي لكنه تحدى كل تلكم الصعوبات وعندما فشلت الوفاق أو تعرضت للإغلاق لم يتوقف ذاك الفتى الجنوبي عن إصراره..

كانت كل المؤشرات الأولية تؤكد أن تأسيس صحيفة إلكترونية هو عبث لا مبرر له وأن الناس لن تقبل بذلك خاصة وأن الصحف الورقية والإعلام المرئي مكتسح للساحة بقوة.. التفت علي لكل تلكم الصراعات الإعلامية بهدوء الواثق ولملم كل أوراقه التي تبعثرت على طاولة أمل سابق لم يتحقق فيه النجاح المطلوب.. وكأي شخص ينظر بعين ثاقبة لكنه يشعر  بالفشل يحيط به كان علي يحمل بين جنباته كل قوة ليشق طريقة بين عباقرة الإعلام..

حاول البعض التقليل من مشروعه الإعلامي الجديد واتهمه آخرون بقلة الفكر في سوق إعلامي وتسويقي  قوي يسبقه بعشرات السنين ..لكن الرجل أسس مع من يثق فيهم “سبق” الاسم الذي اخترق مسمع المتلقي على حين غرة ليجده يسبق كل قول وكل “عمل بايت” ينتظر أذن الطباعة ليوم جديد.. كان علي يعمل منهمكاً طوال ساعات الليل ليصل إلى السبق الصحفي وكانت الوظيفة أحد عوائق نجاحه في مغامرة جريئة جعلته يتفرغ ليخطط لمشروع إعلامي ضخم .. وقفت معه شريكة العمر وساندته بكل ود وحب وتقدير ..لم تنظر هي الأخرى لبعض الكلام وبعض الشوائب التي اعترضت رفيق العمر ..كانت أم محمد أزاره الذي يشتد حول جسده كلما عكست الصورة بريق الخوف في نفسه ..ذات مساء تعرض علي لموقف في إحدى الدول العربية كأي شخص يحدث معه مثل هذه المواقف ..اختلس فيه ما له وتناقلت بعض الألسن البغيضة الإساءة للرجل ومحاولة التلفيق لسمعته .. كانت هذه أحد أهم علامات النجاح التي حققها رغما عن أنف أعدائه ..ووصل الأمر حتى لشريكة حياته التي انبرت بتصريح كان الأول من نوعه لزوجة إعلامي يشق طريقه نحو السؤدد.. قالت أم محمد كلمتها بثقة في حق الرجل النبيل علي الحازمي وأغلقت كل أبواب الاجتهادات الظالمة وأخرست الأبواق حين قالت ..ثقتي في زوجي وشريك عمري لا حدود لها ..هكذا هو علي الحازمي وهذه هي شخصيته حتى وأنت تختلف معه لن تجد الضغينة منه ولن يخذلك في موقف أنت تحتاجه ..وكثير من الزملاء في الوسط الإعلامي يعرفون هذا النبل في شخصه.. وأيم الله ليست لي مع الرجل مصلحة.. ومثلما هو ليس بحاجتي فأنا أيضا كذلك.. إلا بالود والصداقة التي يشوبها الفتور أحيانا ..نختلف مع علي مهنيا ..لكننا نحبه حتى الثماله ..ونتسابق معه في الطرح الاعلامي لكننا نسعد برؤيته في كل محفل .. نجح الرجل  في سبق بعد ان كاد يفقد كل شيء .. واستطاع ان يوصلها الى مصاف عالمية وأذهل بتخطيطه عباقرة الاعلام المحلي والعربي والدولي .. وعندما تتلاطم الامواج في بحر الظلامات وتضيق الاقفاص الصدرية بثقل الهموم ترى نور الله يسطع في الوجدان ليكون ذلك النبيل من سخره الله تعالى لينقذ اخا او صديقا او زميلا في مهنة .. هكذا يبقى علي الحازمي في قلوبنا ..نحبه ..ونتخاصم معه .. وننافسه.. ليسبقنا هو دوما بكل معايير الانسانية في الوفاء والعطاء.. شكرا علي على مواقفك  مع من عرفت ومن لااعرف بحجم السماء التي تشرق شمسها لتسطع على وجنتيك السمراء حروف ..التسامح ..والود .. ومن لايشكر الناس .. لايشكر الله ..وكفى ..