لااحبذ المحاضرات.. اعتقد ان فيها فلسفة زائدة .خاصة إن كان المحاضر دكتورا فهو يعلعل كبدي.. واكره الرياضيات منذ ان كانت جبرا وحولوها الى حديثة .. وكل اساتذتها اشبعوني ضربا.. وطرحا ..وقسمة.. حتى تسلخت قدماي من “الفلكة”..لن ادعي النبوغ بيد ان ميولي الادبية جعلت مني لصا اسرق مافي حصالة اخواتي لشراء مجلة العربي او قصص مجلد سمير…ارجو من اختي الكبيرة ان تسامحني فقد جلست تحقق مع البيت كله عن اختفاء اربعة قروش من حصالتها والى اليوم لاتعرف من هو !! ..المشكلة ان هذا المبلغ لم يعد موجودا حتى في وزارة المالية ليتسنى لي دفعه حتى لو عن طريق سداد التي برمجوها لمص دمائنا .. فأخترعوا لنا ساهر وساند وداعم وووووو ولم يتركوا شيء يمكن ان يجلب المال الا وصنعوا له برنامجا.. اعتقد ان المواطن “سيهلوس قريبا” مع الخصخصة القادمة وسنرى عودة حياة القرى والبادية هروبا من كل تلكم الاختناقات على كاهل الغلابة أمثالي.. في اواخر الثمانينيات هجرية من القرن المنصرم كان حلم والدي ان يحصل على جيب نوع “ويلز” من مخلفات الحرب العالمية الثانية لكن ثمنه الباهظ آنذاك يتجاوز الالف وخمسمائة ريال وراتب ابي بالكاد يصل للمائة وسبعون ريال فقط واحيانا يصرفون له تمر وأقط ودقيق في كيس تتفنن امي في خياطته لي كسراويل طويلة البسها للمدرسة ..ا

رجو ان لاتتخيلوا معاناتي مع تلكم السراويل التي عادة ماتكون من نصيبي كلمة دقيق “نخب اول” تحت خاصرتي من الخلف قليلا!!.. عزيمة أبي وإصراره على السيارة ساعدنا في شراء واحدة منها من نوع “كورولا” لكن سعرها تجاوز ثلاثة الالاف ريال مما حدا بأبي الذي بالكاد كان يقودها ان يستخدمها للكدادة فكنت أترجل معه في السوق صائحا ..اربعة قروش اربعة قروش ..باقي نفر .. لتجميع الركاب ..حتى استطاعنا التخلص من سداد قيمتها ..لكن للأسف كانت السيارة قد اهُلِكت ولم يترك ابي جدارا إلا وضربه بها ..انتهت حقبة الاربعة قروش التي انشأت جيلا عرف قيمتها وليتها تعود فقد انتزعت البركة من أموالنا وأوقاتنا …اليوم يغضب ابني في المرحلة المتوسطة من خمسة ريالات هي مصروفه الصباحي وخمسة اخرى للمساء لأنها لا تكفي احتياجاته على حد قوله ..ذهبت قروش زمان ببركتها لتحل فلوس اليوم بخيبتها ..ولم نعد نعرف الخطأ فينا ام بمافي ايدينا … وكفى ..