أكد مصدر في ليبيا، أن النتائج الأولية للتحقيقات مع عناصر ” داعش ” المقبوض عليهم في عملية البنيان المرصوص، قادوا للكشف عن المقبرة الجماعية التي دُفن فيها جثامين مَن قتلوا ذبحًا على أيادي عناصر التنظيم، تلك العملية التى أطلق عليها ” رسالة موقَّعة بالدماء ” .

وأضاف المصدر اليوم السبت، أنه التقى أحد عناصر ” داعش ” باعتباره أحد شهود العيان على الجريمة المروعة، حيث كان جالسًا خلف كاميرات التصوير ساعة الذبح، كما كان حاضرًا ساعة دفنهم جنوب سرت، مشيرًا إلى أنه تم القبض عليه فى 2016.

وقال المصدر: إن شاهد العيان أكد أن أمير الديوان ” هاشم أبو سدرة ” طلب تجهيز سيارته وتوفير معدّات حفر ليتوجهوا إلى شاطئ البحر خلف فندق المهاري بسرت، وعند الوصول للمكان شاهد عددًا من أفراد التنظيم يرتدون زيًّا أسود موحدًا، وواحدًا وعشرين شخصًا آخرين بزي برتقالي واتضح أنهم مصريون، ما عدا واحدًا منهم إفريقيًّا.

وتابع: وقفت مع الواقفين خلف آلات التصوير، وعلى رأسهم المدعو أبو المغيرة القحطاني والي شمال إفريقيا، وعرفت من الحاضرين أن مشهدًا لذبح مسيحيين سيتم تنفيذه لإخراجه في إصدار للتنظيم.

واستطرد أن الشاهد أوضح أن محمد تويعب، أمير ديوان الإعلام، وأبو عبدالله التشادي ” سعودي الجنسية ” هما مسئولا التصوير، فيما كان أبو معاذ التكريتي والي شمال إفريقيا بعد مقتل القحطاني، المخرج والمشرف على كل حركة في المكان؛ فهو من يعطي الإذن بالتحرك والتوقف للجميع، فقد أوقف الحركة أكثر من مرة لإعطاء توجيهات خاصة لأبو عامر الجزراوي والي طرابلس ليُعيد الكلام أو النظر باتجاه إحدى الكاميرات.

وواصل: وقد توقّف التصوير في إحدى المرات عندما حاول أحد الضحايا المقاومة فتوجه إليه رمضان تويعب وضربه، أما بقية الضحايا فقد كانوا مستسلمين بشكل تام، إلى أن بدأت عملية الذبح حيث أصدروا بعض الأصوات قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة.

وأكد شاهد العيان أنه بعد انتهاء العملية أزال الذين شاركوا في الذبح أقنعتهم، وتبيَّن لى أنهم كل من: وليد الفرجاني، جعفر عزوز، أبو ليث النوفلية، حنظلة التونسي، أبو أسامة الإرهابي وهو تونسي، أبو حفص التونسي، فيما كان الآخرون سمر البشرة، وكان أبو عامر الجزراوي قائد المجموعة، وهو من كان يلوّح بالحربة ويتحدث باللغة الإنجليزية في الإصدار، وفي النهاية أمر القحطاني بإخلاء الموقع فكانت مهمتي أخذ بعض الجثث بسياراتي والتوجه بإمرة المهدي دنقو لدفن الجثث جنوب مدينة سرت في المنطقة الواقعة بين خشوم الخيل وطريق النهر.

يُشار إلى أن هذه الشهادة المهمة هي من قادت النيابة العامة إلى مكان دفن الجثت والعملية بأكملها، وستستكمل باقي الإجراءات من أخذ الحمض النووي ثم تسليم الجثت إلى ذويها، ليسدل الستار على جريمة بشعة أرّقت الرأي العام عامين كاملين.