تعد البندقية إيه كيه -103 إصدار حديث من السلاح الآلي إيه كيه-47 الذي اشتهر حول العالم باسم ” رشاش كلاشينكوف ” .
وتتميز النسخة الحديثة بأنها سلاح رشاش سهل الاستخدام، وعلاوة على كونه ذا فاعلية كبيرة فهو قليل الأعطال ويتحمل الظروف الجوية المختلفة، سواء كانت درجات حرارة مرتفعة أو رياح وعواصف رملية. ويمكن إضافة قطع تكميلية، يسهل تركيبها على الرشاش إيه كيه-103، مثل منظار رؤية الليلية وقاذف قنابل صغير وكاتم للصوت.

وتلقت التعديلات الجديدة على الإصدار إيه كيه-103 استحسانا واسعا، نظرا لأن القطع البلاستيكية البديلة للأجزاء الخشبية في النسخ السابقة ساهمت في خفة وزن السلاح. تزن البندقية وهي تحمل المخزن 4.1 كغم وبدون المخزن لا يزيد وزنها عن 3.6 كغم.

كما تم تقليل الارتداد حيث تتميز بارتداد خفيف بعكس الإصدارات القديمة وكذلك البنادق المنافسة. تم إضافة مانع وميض جديد للسلاح الذي يستخدم طلقات من العيار السوفيتي الشهير X397.62 . وتتصف إيه كيه-103 بسرعة رمي تبلغ 600 طلقة في الدقيقة ويصل مدى الرمي إلى 800 متر.

وعن اختراع الكلاشينكوف
شارك ميخائيل كلاشينكوف في معركة بريانسك عام 1941 ضد الألمان، وجرح خلال المعركة ثم نقل بعدها إلى أحد المستشفيات الروسية لتلقي العلاج، ويقول كلاشينكوف في مذكراته: ” هناك (في المستشفى) وعلى الرغم من الآلام التي كنت أعاني منها بسبب جروحي كانت هناك فكرة وحيدة تسيطر على ذهني طيلة الوقت وهي كيف يمكن اختراع سلاح يسمح بقهر الأعداء ” .

وبدأت تلك الفكرة في هذه الفترة وبعد جهود استمرت 5 سنوات توصل كلاشينكوف إلى اختراع البندقية الرشاشة الهجومية إيه كيه-47 التي حملت اسمه.

وكلاشينكوف لم يكمل تعليمه إلا أنه بات مخترعاً عظيماً بعد ذلك وحصل في العام 1949 على جائزة ستالين التي وفرت له مبلغ 150ألف روبل (ما يعادل 2500 دولار أميركي)، أي ما كان يشكل ثروة حقيقية بالنسبة له وما عبر عنه هو نفسه بالقول: ” بواسطة هذا المبلغ كان يمكنني شراء 10 سيارات ذات أرقى طراز ” .

وآنذاك كان كلاشينكوف يحمل رتبة عريف فقط وقد تفرغ منذ ذلك الوقت لتحسين تقنيات صناعة سلاحه والتفكير باختراع نماذج جديدة منه. لم يحصل كلاشينكوف على أي مكافأت أو أي نسبة على المبيعات مقابل اختراعه الذي دخل ضمن قائمة الاختراعات الـ 20 الأكثر تأثيرا على حياة البشرية في القرن العشرين، والذي أنتج وبيع منه ما يزيد عن مئة مليون قطعة، بما يمثل 80% من مبيعات البنادق الآلية في العالم.

وولد كلاشينكوف لأسرة فقيرة يعمل أفرادها في الزراعة. وقد أنجبت أمه 18 طفلاً، وكان هو أحد الـ8، الذين بقوا فقط على قيد الحياة.

بدأ ميخائيل حياته المهنية عندما عمل فنياً في محطة للقطارات في كازاخستان حيث تعلم الكثير عن الميكانيكا.
وانضم كلاشينكوف للجيش في العام 1938 وعمل في وظيفة تقني لدبابة هجومية وفي هذا الموقع أظهر مهاراته العالية.
وعكف كلاشينكوف على تطوير وتحسين اختراعه وابتكار نماذج جديدة منه في قرية صغيرة في شرق روسيا.

الغريب أن الاتحاد السوفيتي حرص على إخفاء هوية كلاشينكوف، باعتباره سراً عسكرياً، حتى إنه عند قيامه بأول رحلة له خارج البلاد في العام 1970 برفقة زوجته إلى بلغاريا تلقى أمراً بالمرور على مقر جهاز الاستخبارات السوفيتية الـ(كيه جي بي). وكانت التعليمات واضحة، وهي أن لا يعرف البلغاريون أبداً هويته، لاسيما وأن المجموعة السياحية كلها كانت ستزور مدينة كازانليك، حيث يوجد مصنع لرشاشات كلاشينكوف. بل كان لا ينبغي أن يعرف أعضاء المجموعة السياحية أنفسهم هويته الحقيقية.

وقام الرئيس الروسي ديميري ميدفيدف في عام 2009، بمنح وسام ” بطل روسيا ” تكريما له في عامه الـ90، وعقب تقليده بالوسام ألقى كلمة تضمنت بعض أبيات من الشعر الوطني من تأليفه، حيث كشف مخترع الرشاش الآلي الأشهر في العالم، والذي عاش في الظل لأعوام طويلة، أنه كان يهوى تأليف الأشعار في شبابه، بل توقع له الكثيرون أنه سيصبح شاعرا ولم يحدث. ثم أمام الصحافيين عقب المناسبة، أجاب على سؤال عن التناقض بين الروح الإبداعية للشاعر، الذي كان يرغب أن يكونه، وبين اختراع سلاح يسقط الضحايا بالمئات والآلاف على يد رجال العصابات والمجرمين حول العالم، قائلا: ” إنني قمت باختراع سلاح للذود عن حدود وطني والدفاع عن أبنائه، أما أنه يستخدم في أماكن أخرى لأغراض غير التي صنع من أجلها فهذا الخطأ اقترفه الساسة وليس خطئي ” .

توفي كلاشينكوف في نهاية 2013 بمستشفى في مدينة إيجيفسك الروسية. أقيمت مراسم تشييعه في المجمع العسكري الفيدرالي بضواحي موسكو وحضر التشييع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سريغي شويغو ورئيس الديوان الرئاسي سيرغاي إيفانوف.