من المعروف أن ملابس الأميرة ديانا، كانت تشهد ثورة حقيقية في نمط أزيائها خلال الستة عشر عاماً التي أمضتها تحت الأضواء .

صحيح أن اللايدي ديانا ماتت في سن مبكرة جداً (36 عاماً)، لكنها استطاعت خلال ستة عشر عاماًَ أن تتحول من شابة رزينة وخجولة إلى أيقونة موضة عالمية.

عندما كانت ديانا سبنسر معلّمة في حضانة للأطفال، اقتنت عدداً ضئيلاً جداً من الملابس الرزينة والمتواضعة.

وفي السنة الأخيرة من حياتها، امتلكت اللايدي ديانا كماً هائلاً من الفساتين الراقية التي ملأت خزاناتها في قصر كنسنغتون، بحيث تم بيع العديد منها في مزاد خيري في كريستيز بعد وفاتها.

وقد يكون الفستان الأسود الذي ارتدته اللايدي ديانا حين رقصت مع جون ترافولتا في البيت الأبيض عام 1985 الأشهر بين تلك الفساتين، بحيث تم بيعه بمبلغ 325000 دولار أميركي. ولعل هذا أكبر دليل على رمزية ذلك الفستان.

بالفعل، أصبحت ديانا رمزاً للأناقة في القرن العشرين، لاسيما حين بدأت تختار المجوهرات الملونة والإطلالات الجريئة التي عكست صورة المرأة المستقلة والمتحررة، وعرفت كيف تدمج الأسلوب الملكي مع الطلات المعاصرة وغير التقليدية.

كانت الأميرة ديانا خبيرة في لغة الملابس، ومدركة تماماً للتأثير الكبير الذي تخلّفه طلاتها ، لذا، كانت تحرص دوماً على انتقاء ملابسها بعناية، والتفكير ملياً في التعليقات التي يمكن أن تصدر بعد ظهورها. هناك عدد من المصممين الذين ساعدوا اللايدي ديانا في هذه الثورة، أبرزهم فيرساتشي، وجاك أزاغوري، وكاترين والكر.

جياني فيرساتشي والثورة الحقيقية
كان جياني فيرساتشي صديقاً مقرباً للأميرة ديانا قبل موته المأساوي عام 1997. لذا، اعتمدت عليه لتصميم الكثير من فساتينها التي اعتبرت ” ثورية ” نوعاً ما. فمن منا لا يذكر ذلك الفستان الأسود القصير الذي صممه لها عام 1995 وخطف أنظار العالم بجرأته وروعته، أو الفستان الأزرق بالكتف الواحد الذي عكس جمال عينيها الزرقاوين عام 1996، أو الفستان الضيق باللون الأزرق الشاحب والمرصع بالخرز الذي تم بيعه في المزاد العلني بأضعاف السعر الذي كان متوقعاً… ارتدت ديانا ذلك الفستان خلال جلسة تصويرية مع المصور الشهير باتريك دومارشولييه عام 1991، ولم تنشر تلك الصورة إلا بعد ستة أعوام، وتحديداً في نوفمبر 1997، عندما ظهرت الصورة على غلاف مجلة Haper’s Bazaar تخليداً لذكرى ديانا التي توفيت في حادث سير مأساوي في باريس قبل ثلاثة أشهر.

أراد جياني فيرساتشي إبراز جمال القوام الممشوق لديانا، وإضافة الطابع الجذاب إلى فساتينها، الأمر الذي يتنافى مبدئياً مع التقاليد الكلاسيكية المعتمدة لدى العائلة الملكية البريطانية.
جاك أزاغوري والأنوثة الفائقة.

بين 1987 و1997، بات المصمم الإنجليزي جاك أزاغوري (Jacques Azagury) أحد المصممين المفضلين عند اللايدي ديانا. والواقع أن بعض تصاميمه بقيت محفورة في أذهان محبي أميرة القلوب.

تعرّف المصمم أزاغوري إلى اللايدي ديانا عام 1987 عن طريق آنا هارفي، رئيسة تحرير مجلة Vogue البريطانية آنذاك. كان المصمم أزاغوري متأثراً جداً بتصاميم فالنتينو وتييري موغلر، ومشهوراً بفساتينه السوداء المقولبة للجسم والفائقة الأنوثة. أما اللايدي ديانا فكانت لا تزال خجولة جداً في تلك الفترة، تمشي وهي تخفض عينيها.

ساعدها المصمم أزاغوري، بالترافق مع كاترين والكر، المصممة الأخرى المفضلة أيضاً عند اللايدي ديانا، على تخطي ذلك الخجل وفرض هوية جديدة لها في عالم الموضة إلى أن أصبحت أيقونة عالمية.

وأول فستان أسود صممه لها المبدع أزاغوري كان في شهر نوفمبر 1995، ارتدته خلال سهرة خيرية عاد ريعها لجمعية تعنى بمرضى السرطان. أرادت اللايدي ديانا يومها فستاناً أسود جذاباً، لأنها باتت امرأة حرة وقادرة على ارتداء ما تشاء.

مع تصاميم أزاغوري نجحت اللايدي ديانا في إضافة الطابع العصري على صورة الأميرة التقليدية، وبقيت امرأة فريدة ومميزة يصعب على أية امرأة أخرى محاكاتها.