” ناصر العمري ” هذا الشاب الصغير، الذي لم يتجاوز 19 عاماً، له قصة عاشها كشاهد على عصرين والتي أوضح من خلالها تأسيس المملكة ، توفي عام 2004راوياً العديد من المواقف مع الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، من خلال تعاملاته المباشرة مع الملك في أمور عدة.

ويتحدث العمري الذي غادر الحياة عام 2004 عن قصة ” المهفة ” وهي مروحة من الخوص، أخذها، ووقف عند رأس الملك المؤسس وبدأ يحركها، ليبرد الهواء الحار أثناء زيارة الملك المؤسس للقصيم.

وله قصة أخرى مع الملك المؤسس عندما أرسل برقية للملك عبدالعزيز، بعدما أمره بإزالة مساكن بنيت في مسيل بالرياض، فأرسل له العمري حول سكن هؤلاء، وكانت البرقية تحمل صراحة وصدقاً، ليستجيب الملك عبدالعزيز ويرد عليه البرقية بواحدة مماثلة، يطلب من الصبي الصغير فيها أن يقدم اقتراحاً وحلاً للمشكلة.

وقال العمرى إنه كتب للملك عبدالعزيز ” أن تُقدر مساكن الأهالي، ويُعوض أهلها ويعطون أرضاً يبنون عليها منازل جديدة ومسجداً لهم في الحارة الجديدة، ويُحفر بئر يشربون منها ” ، فوافق الملك عبدالعزيز على الطلبات، وطلب من العمري، اقتراح الأرض، وتم اختيار الأرض التي تقع شمال قصر المربع (حلة القصمان) الآن في الرياض، حيث يعتبر هذا العمل أول نزع ملكية في المملكة في ذلك الوقت.

ساهم العمري بأعمالٍ مختلفة من أهمها تأسيس صحيفة فردية، مع بداية ظهور الصحافة بالمملكة، وحملت اسم ” القصيم ” ، لكنها توقفت مع توقف صحافة الأفراد.

وكذلك عبر التعليم بتأسيس العديد من المدارس إلى جانب أخيه صالح في مواقع متعددة من المملكة، وعمل في أعمال حكومية إبان حكم الملك عبدالعزيز، والملك سعود، إلا أنه فضل العمل التجاري فيما بعد.

وسجل العمري العديد من المشاهد لصالح دارة الملك عبدالعزيز، يروي فيها مشاهداته خلال ” 9 ” عقود من حياته، عن بداية تأسيس المملكة .

وثق أبناء الشيخ ناصر العمري، سيرة والدهم في تاريخ المملكة، بفيلم، يحكي قصة حياة هذا الرجل ومساهمته في مشاريع كان لها أثر على تنمية المملكة.

في هذا السياق، أوضح ماجد العمري، أن توثيق سير الرجال في مسيرة هذا الوطن، هو جزء من تاريخ لابد أن يحفظ للأجيال القادمة، ليكون نبراساً في مراحل المملكة اللاحقة: ” نحن على عتبات تطلعنا الجديد في 2020 الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان “.