لم تشفع له خدمة 20 عاماً والمشاركة بتحرير الكويت وبالرغم من ذلك سحبت جنسيته و طرد من بلده مشرداً هو وعائلته تلك الجريمة لم يقر على ارتكابها سوى نظام ” الحمدين ” وكررها مع الآف العائلات قصة مأسوية وهو أبن لأحد الجنود القطريين .

وقال عبدالهادي صالح العرق الغفراني، وهو أحد أبناء الجنود القطريين الذين سُحبت جنسياتهم؛ حيث يقول: ” عاش والدي رجلاً شجاعاً مدافعاً عن وطنه محباً لدولته قطر، نفذ أوامرها، وشارك في جهود تحرير الكويت، وعاد إلى بلده مظفراً بالأوسمة والنياشين؛ نظير بسالته وشجاعته غير المستغربة .

وتابع واصل في خدمة بلده، وحصل على شهادات عليا في تخصصه العسكري من ألمانيا وفرنسا والأردن، ثم عاد للوطن مجدداً، وشارك في إلقاء القبض على مجموعات مخربة في الدوحة، وساهم في إفشال مخطط إرهابي كان يستهدف قطر .

وأضاف لكن كل هذه البطولات لم تشفع له أن ينجو من الإجراءات القمعية التي تبناها نظام الحمدين، ففي إحدى الليالي المظلمة ألقي القبض عليه في منزله ووسط أطفاله، وتم سحبه معصوب العينين ليجد نفسه في أحد السجون السرية في الدوحة .

وأكمل ولمدة ثلاثة أشهر مكث هناك تعرض فيها لشتى أصناف القهر والتعذيب؛ حيث لم يكن يعلم أهله عن مكانه شيئاً، حتى استُدعِي من مقر التعذيب، وتم تخييره بين وطنه الذي أفنى عمره في خدمته بشرط أن يبقى في أقبية التعذيب السرية حتى الموت أو الرحيل من غير جنسية .

وواصل: تعرّض للإذلال والإهانة، فأخلي سبيله بشرط إسقاط جنسيته عنه وعن والده ووالدته وجميع أطفاله، خرج من دولته هائماً على وجهه، متيقناً بأن الدنيا أقفلت في وجهه؛ فلا نصير ولا معين إلا الله، لكنه وجد وطناً بديلاً احتضنه على أمل أن تتحسن الأوضاع، ويرجع الحق لصاحبه، وانتظر طويلاً لكن الأجل لم ينتظر، فمات قهراً وألماً على ضياع سني عمره ومستقبل عائلته .

هذه تفاصيل من حياة القطري صالح محمد العرق الغفراني، الذي خدم في القطاع العسكري القطري عشرين عاماً انتهت به مطروداً منبوذاً من وطنه، ليحل محله مرتزقة من الأجانب استقدمهم نظام  ” الحمدين “.

ويضيف نجله ” عبدالهادي ” دون أدنى سبب أدخل أبي السجن، وتم تعذيبه بكل قسوة ودون رحمة، وبعد ثلاثة أشهر تم طرده من وطنه، وسحبت جنسيته، وصودرت ممتلكاته ومنزله الكبير، خرجنا من قطر بطريقة مذلة جداً ومحزنة، لا مكان لنا إلا صحراء المملكة، عشنا هناك حياة قاسية مهمّشة لا نملك لا ناقة ولا جملاً، وتعرّض بعض من أفراد عائلتنا السبعة إلى أمراض نفسية؛ بسبب الوضع المزري الذي عشناه .

وأردف : احتضنتنا المملكة، وساهمت في التخفيف من معاناتنا، وأنقذتنا من الموت جوعاً في صحاري الربع الخالي .

وحول مطالبته الحالية ردّ قائلاً: ” أتعهد بالمضي قدماً في المطالبة بحق والدي حتى أحصل عليه أو أموت دونه ” ، مضيفاً: ” شاركت في وفد آل مُرّة، وسلّمنا مطالبنا إلى الفدرالية العربية لحقوق الإنسان في جنيف، وتم تقديم كامل المستندات والوثائق، كما سيتم رفعها إلى منظمة حقوق الإنسان الرئيسة في جنيف ونيويورك “.
وأختتم قائلاً: ” أرفع شكري وتقديري لخادم الحرمين الشريفين والحكومة الرشيدة على الاهتمام الكبير بقضيتنا، لقد ساهموا بإيصال أصواتنا إلى كل المنظمات الدولية والحقوقية عبر العالم، وهي جهود ليست غريبة على آل سعود، حفظهم الله “.