احتضنت مساء اليوم السبت الثالث والعشرين من سبتمبر الجاري وقائع الندوة الأولي نوعها للشعب الأحوازي في العاصمة المصرية ” القاهرة ” ، والتي جاءت بعنوان ” الاحتلال الإيرانية في الوطن العربي ” ، وذلك برعاية وتنظيم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، والمنظمة العربية الأوربية لحقوق الإنسان، وبمشاركة نخبة من الشخصيات العربية والخليجية.
وتحدث حبيب اسيود، نائب رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، في كلمته الافتتاحية للندوة، مؤكداً على أهمية انطلاق هذه الفاعلية من القاهرة أرض الكنانة ومهبط الحضارة الانسانية لما لها من مكانه خاصة في قلب كل عربي.
وأكد باسم الشعب الأحوازي وأبطال المقاومة العربية الأحوازية، أن القاهرة هي عاصمة العروبة وملهمة الثوار التي رسمت للشعوب العربية خطواتها الأولى للتحرر من عبودية الانسان لأخيه الإنسان والأرض التي يوجد بها الازهر الشريف منارة الإسلام والجامعة العربية التي اقترب الشعب الأحوازي أن يكون قاب قوسين او ادنى ان يتبوأ فيها مقعد.
وعاتب اشقاءه العرب على تقصيرهم تجاه القضية الأحوازية على مدى عقود طويلة ماضية، ملمحاً إلى وجود مواقف عربية يعتز بها الأحوازيون تجاه قضيتهم، فمصر على سبيل، في مطلع الستينات حيث كان نشاط الأحواز في أوجه إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي طلب لقاء قائد المقاومة الأحوازية آنذاك محيي الدين أبو ناصر، وبحثا سبل تطوير المقاومة، وتقدمت مصر بدعم للمقاومة تمثل في أسلحة رشاشة، لافتاً إلى ان هذا هو الموقف العربي الوحيد المضيء تجاه المقاومة العربية الأحوازية.
وأضاف أنه حين وقع الأحواز تحت وطأة الاحتلال تزامنا مع الحرب العالمية الأولى، حيث ابت القوى العالمية ظهور قوة سياسة تنافسها في النفوذ داخل المنطقة العربية خلال الحرب الكونية الأولى، وسعت لخلق قوة تنفذ مخططها وإحباط المشروع القومي الأقوى المتمثل في الإمارة الأحوازية في ذلك الوقت، مشيراً إلى القوة السوداء تمثلت في الفرس لما عرف عنها من ممارسة المؤامرات وكرهها للعرب.
وأوضح انه كان من الغريب استمرار الاحتلال الفارسي للأحواز دون ان يحرك العرب ساكناً، الامر الذي أدى مع الوقت إلى نسيان مع حدث تجاه الشعب الأحوازي من الظلم.
واعتبر ان وقوفه في ندوة تحتضنها القاهرة بحضور رموز السياسة والفكر والإعلام للحديث هو علامة فارقة لتجاوز الحدود والحواجز التي تمنع وصول الرسالة الأحوازية لأشقائهم العرب.
وشدد على أن ما انجز خلال المؤتمرات الماضية يطمئن على مستقبل النضال الأحوازي ومايحتاجه أبناء الأحواز حالياً هو المزيد من المبادرات العملية والمتابعة والتقييم حول ما تم إنجازه في كل مرحلة من مراحل العمل.
ونوه بان الازمات التي تعيشها الدول العربية في الوقت الراهن مصدرها إيران، مشيراً إلى الدول العربية التي كانت ناجحة في السابقة أصبحت عكس ذلك بسبب تدخلات مليشيات تعمل بأوامر ولاية الفقيه، أرادوا إشاعة الفوضى والفساد كمقدمة لتحقيق حلمهم الامبراطوري الفارسي.
وأوضح أن الإمبراطورية الفارسية لن تقام إلا على انقاض العرب، مشددا على أن هذا الحلم لن يتحقق إلامن الوعي بمشروعهم والأخذ بالأسباب لمواجهته من خلال مشروع عربي .
وقال إنه من خصال العربي الحميدة حفظ حق الجيرة واحترام العقود والمواثيق ليس على مستوى الافراد والجماعات فقط بل والدول أيضاً، بينما ثبت علمياً أن علم السياسة لايخضع لهذه القواعد، حيث لا يعطي لعالم القيمة المعنوية معنى فليس هناك من لايبدالك بالمثل.
وتحدث بقوله أن ايران بدأت منذ ثورة الملال الاعتماد على شعارات براقة مثل رمي اسرائيل في البحر وهناك من العرب من سار خلف هذه الشعارات الكاذبة الامر الذي سهل مهمة هذا الاحتلال وظهرت ايران على انها المخلص والمنقذ، وذلك قبل ظهور بعض المؤشرات التي تفضح مخططات ايران الشريرة ولكن بعد أن وقعت الفأس في الرأس، وتمكنت ايران عبر عملائها وخلاياها من تدمير دول عربية وتشريد أهلها وقتلهم.
كما أكد على أن المخططات الإيرانية ليست ببعيد عن مصر فهي على سبيل المثال أكثر استهدافاً من قوى الإرهاب، مؤكداً ان الحفاظ على مصر في وجه الإرهاب هو حفاظ على العالم العربي وضمان لمستقبله، ويجب الوقوف إلى جانب مصر في مواجهة الإرهاب.
وتسائل عما يمكن أن يفعله العرب تجاه المشروع الإيراني الفارسي، والإجابة باختصار هي بنفس اسلوبهم باختراق ايران عبر الشعوب التي ترضخ للاحتلال الفارسي كما قامت ايران بصناعة عملاء قادرين على خيانة أوطانهم، مؤكداً أن أسباب النجاح متوفرة لهذا المخطط، على عكس مخطط ايران الذي فشلت فيه.
كما شدد على رغبة الأحوازيين في التعاون مع الشعوب والحركات العربية الرافضة للمخططات الإيرانية، مؤكداً على الاستعداد لتأسيس جبهة واحدة للشعوب العربية الأحوازية والغير أحوازية وكل المتضررين من الغطرسة الفارسية داخل وخارج إيرانية،.
وأكد أن الأحواز هي الخط الأول في مواجهة المخطط الإيراني، مطالباً من المشاركين في الندوة بالخروج بنتائج تبرز قضية الأحواز وتضعها في أهميتها المناسبة وتطور النظرة تجاه القضية في المنطقة العربية.
من جانبه أوضح النائب محمد إسماعيل، عضو مجلس النواب المصري، على أهمية المؤتمر نظراً لإقامته في القاهرة، من أجل الوقوف ضد المخطط الإيراني الذي يستهدف طمس الهوية العربية من خلال منع تعليم اللغة العربية أو الحديث بها وكذلك تغيير أسماء الشوارع العربية ، مشيراً إلى ان العرب بعيدون تماماً عن مثل القضية الأحوازية لانشغالهم بالصراع مع العدو الصهيوني .
كما أضاف محمد أبو اليزيد، نائب البرلمان المصري، أنه منذ اكثر من 35 عام ابان الحرب الإيرانية العراقية، ظهرت وصايا المرشد العام الإيراني بالدخول في حروب جديدة مع دول العالم العربي لبسط الحركة الإيرانية في مصر والعراق وسوريا.
وتوجه المفكر الاستراتيجي والكاتب، طلعت رميح ، بالتحية لأرواح شهداء الأحواز، مشيراً إلى ان الحركة الأحوازية القومية المقاومة للاحتلال الإيراني لم تنشأ في الخارج فقط بل كان مصدرها من الداخل مما يثبت ان قضية الأحواز ليست قضية مصنوعة من الخارج ومجموعات نخوبية تقوم عليها ولكنها قضية تحرير وطني .
أما محمد رمضان رفاعي، مساعد جمعية من أجل مصر، فطالب بضرورة التكاتف العربي لدحر وتجفيف الإرهاب، مطالباً بإيقاف المخططات إيرانية تجاه المنطقة العربية.
وبدوره قال حامد الكناني، الكاتب والناشط الأحوازي، عن محطات لابد من ذكرها لتوضيح الصورة للمشاهد العربي عن التمدد الإيراني والتوسع الفارسي، وهو مالم يكن وليد فكرة ولكنه منهج يعتمد لى عامل الفرس ورغبتهم في التمدد والتوسع ، والعامل الثاني الدعم الأجنبي والعامل الثالث دور الأقليات الموجود في المنطقة الإيرانية ومقاومتها لهذا الاحتلال الغاشم.
وأوضحت شذا جريسات ، محامية وحقوقية اردنية، ان القضية الأحوازية غابت عن المسئولين العرب ولم يعيروها الاهتمام الكافي فهي قضية مهملة منذ 90 عام كما تم مع القضية الفلسطينية، على الرغم من كون الأحواز حائط الصد الأول للعالم العربي ضد المشروع الفارسي.
وقال سعودي الغربي، عضو مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين، إن تنظيم هذه الندوة مهم جداً لالقاء الضوء على منهجية القتل والتهجير والتصفية للشعب العربي بأكمله، في ظل مشروع ايراني تمددي جند له كل شيء الدين والمال والاعلام، مؤكداً أن الاعلام الإيراني منبثق من المشروع الأيديولوجي الفارسي ، في حين نجد الاعلام العربي عادي ومرتجل ويفتقر للمتخصصين.
وأضافت ندا بشناق ، كاتبة وصحفية أردنية، أن العرب بمنطقة الأحواز العربية الواقعة تحت الاحتلال الفارسية يمرون بظروف بالغة الصعوبة نتيجة لوقوعهم تحت احتلال فارسي حاد قل نظيره، مؤكدة أن الشعب الأحوازي يفتقر لأقل حقوق الحياة من حرمان من التعليم باللغة العربية ومنع من ارتداء الملابس العربية وتسمية أطفالهم بأسماء عربية اصيلة ومصادرة المياة للمدن الايرانية، وسياسية الاعتقالات والإعدامات والتعذيب في حق الإحوازيين.
وأضاف أسامة سرايا، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الاهرام السابق، بأن الفعالية تتحدث عن جزء من قضية عربية هامة وهي الأحواز، مشيراً إلى أن الحكومات العربية والمنظمات العربية هي المتسببة في تغييب قضية الأحواز، مؤكداً ان الأحواز ليسوا ورقة ضغط على ايران ولكنها قضية عربية خالصة.
ونوه مختار سالم، الصحفي والإعلامي، بالتقصير من الجان العربي لدرجة انه رجل الشارع البسيط لا يعرف شيء عن هذه القضية، مطالب برأي عام للتركيز على هذه القضية بمباركة الحكومات العربية.
كما تحدث طه الياسين، نائب رئيس المنظمة الأوروبية لحقوق الانسان، بأن اللغة العربية تعد من أبرز الأسلحة التي ستخدمها الشعب الأحوازي في مقاومتهم ضد إيران في ظل محاولات فارسية لطمس الهوية العربية والثقافة العربية ممثل في لغتهم.