قال مصدر بارز في الجبهة الجنوبية السورية المعارضة (جيش حر)، أمس، إن ” مباحثات حثيثة تقودها المملكة الأردنية بين الجيش الحر والنظام السوري ودول صديقة “.

وكشف المصدر أن المباحثات تدور حول إعادة فتح معبر نصيب الرابط بين البلدين، نافيا في الوقت ذاته التوصل إلى ” أي اتفاق حتى الآن، بسبب الخلاف على من يدير المعبر وأي علم يرفع ولمن تعود الرسوم والموارد “.

ومن القضايا قيد البحث بين الأردن ودول كروسيا وأمريكا، -حسب المصادر- كيفية حماية البضائع في منطقة خربة غزالة اتجاه الأردن، ومن السيناريوهات المطروحة، تقسيم المعبر إلى نقطتين الأولى في المعبر تخضع للجيش الحر، والثانية في منطقة الصنمين تخضع لقوات النظام، وسيعمل الطرفان على تأمين سلامة هذه البضائع.

وأغلقت الأردن معبر نصيب في سبتمبر 2015، بعد سيطرة فصائل سورية معارضة على المعبر، وقالت السلطات الأردنية في حينها إن الإغلاق يأتي، بسبب “الأحداث العنف التي يشهدها الجانب الآخر “.

وترتبط الأراضي السورية مع الأردنية عبر معبرين، الأول ” نصيب ” المسمى بمعبر ” جابر ” على الطرف الأردني، إلى جانب معبر ” درعا ” القديم، الذي يقابله ” الرمثا ” في الأردن.

ويشرف مباشرة على المعبر في هذه الأيام الجيش الحر ممثلا في فصائل: فلوجة حوران، وجيش اليرموك، وأسود السنة، وفوج المفعية.

المعارضة متمسكة بالمعبر

من جهته، أكد قائد فرقة فلوجة حوران، رائد الراضي (أحد المشرفين على المعبر)، أن ” الفصائل السورية المعارضة لن تتخلى عن مبادئ الثورة، إذ أن هدفها ليس فتح معابر حدودية في الجنوب السوري، بل إسقاط النظام وأعوانه ولا يوجد أي شيء جديد بالنسبة للمفاوضات حتى اللحظة بخصوص معبر نصيب الحدودي “.

وأضاف: ” نحن كجسم عسكري ومعارضة ما زلنا نرفض فتح المعبر الحدودي حتى تحقيق وتبيين ما هو مصير النظام وأعوانه بسوريا لأننا لن نتخلى عن أي شبر من أرض سوريا، فسوريا لكل السوريين “.

وشدد الراضي على ” أنهم مع أي قرار سياسي أو عسكري يخدم مصلحة الشعب السوري ويحقق مطالب الشعب، مازلنا قادرين على قتال من يشردوننا من أرضنا “.

سفارة سوريا: سلمنا الأردن مذكرات

بدوره، قال القائم بأعمال السفارة السورية في الأردن، أيمن علوش، في حديث لوكالة ” سبوتنيك ” الروسية، إن ” إغلاق معبر نصيب، لم يكن برغبة أردنية، بل بضغوط خارجية مورست على الأردن “.

وأكد أنه ” سلم الخارجية الأردنية أكثر من سبع مذكرات لفتح المعبر ” ، قائلا: ” حسب كلام رئيس الوزراء الأردني السابق، قال سنشاور حلفاؤنا لأنهم لا يسمحون لنا “.

وأضاف أن ” موضوع إغلاق معبر نصيب لم يكن بناء على إرادة أردنية، وقبل إغلاق المعبر كانت تسيطر عليه جبهة النصرة وكانت الأردن تصدر عبر جبهة النصرة لمدة سنتين، وهذا الكلام قاله لي أحد المسؤولين الأردنيين “.

علاقة متوترة بين الأردن وفصائل البادية السورية

وكانت غرفة أصدقاء سوريا المعروفة إعلاميا بـ ” الموك ” والمتواجدة في الأردن، طلبت في بداية سبتمبر من جيش ” أسود الشرقية ” وقوات أحمد العبدو، التوقف عن قتال النظام في البادية السورية والدخول إلى الأردن خلال 48 ساعة، إلا أن هذه الفصائل رفضت ذلك.

وطالبت الموك فصائل البادية بالدخول إلى الأردن لفترة مؤقتة بينما يتم مناقشة وقف إطلاق النار على الحدود، وخلق منطقة عازلة تستطيع بها الفصائل العودة إلى سوريا، وتأمين حماية هذه المنطقة.

وبحسب الخبير الاستراتيجي، عامر السبايلة فإن ” الموقف الأردني باتجاه تلك الفصائل تغير بسبب تغير الموقف الأمريكي والسعودي منها، إذا لا يستطيع الأردن أن يتحمل كلفة الدعم المادي واللوجستي والسياسي لهذه الجماعات، إلى جانب أن روسيا باتت أمرا واقعا في هذه المنطقة والأردن معني بالتنسيق معها “.

وتأتي محاولات فتح معبر نصيب من قبل الأردن لفك الحصار عن الاقتصاد الأردني الذي تضرر من جراء إغلاق المعابر من سوريا والعراق بسبب الأوضاع الأمنية.

ويحاول الأردن التوصل لاتفاق لإعادة التبادل التجاري بين البلدين، خصوصا أن المملكة نجحت في التوصل مع الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق، في السابع من يوليو ، بوقف إطلاق النار في جنوب سورية، وإقامة منطقة ” تخفيف توتر ” في درعا والقنيطرة والسويداء.