قال وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور علي بن ناصر الغفيص، إن الوطنُ العزيز يعيش هذه الأيام مناسبةً غالية على الجميع، وهي ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية التي جاءت ــ بفضل الله تعالى ــ على يد المؤسس الفذ والقائد المحنك الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، الذي شهد له جده الإمام فيصل بن تركي القائد الملهم، كما شهد جَدُّ الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة السعودية الثانية بتميزه شجاعةً وأنفةً وإصراراً وحنكة وشكيمة.
وأضاف: ” والملك عبدالعزيز ــ رحمه الله تعالى ــ جمع هذه الصفات وكان ــ بتوفيق الله تعالى ــ أهلاً ليحمل عبء توحيد المملكة واستعادة ملك أبائه؛ فتحقق له ما أراد ــ بفضل الله تعالى ــ وقد كان منذ نعومة أظفاره يحمل هماً ثقيلاً أرّقه؛ إذ كان يفكر فيه وهو صبي صغير بعقل رجل رزين حنّكته التجارب.. لم يعرف طيش الشباب ولم يخلد للعيش الهانئ؛ وإنما كانت همته كلها لتحقيق غاية سامية وهي توحيد الوطن وبناؤه؛ فقام مستعيناً بالله تعالى متوكلاً عليه وهو شاب يافع بجمع وبناء وطنه ليكتمل بإعلان دولته باسم المملكة العربية السعودية التي أصبحت ــ بفضل الله ــ أنموذجاً للدولة الفتية ذات الجذور العميقة في التاريخ أصالةً ومجداً ” .
ومضى بالقول: ” واستكمل مسيرة البناء أبناؤه الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله ــ رحمهم الله ــ.. ثم استلم القيادة الملك سلمان ــ حفظه الله ــ الذي حمل همَّ الوطن وأوقف وقته على تحقيق رفاهية المواطنين؛ فعهده الميمون امتداد للعهود المباركة من قبله، وهو عهد شهد نقلة تنموية رائدة ــ شكلاً ومضموناً ــ فعلى الرغم مما يشهده عالم اليوم من اضطرابات إلا أنه ــ بفضل الله تعالى ــ استطاع بحكنته أن يبقي هذا الوطن بعيدًا عن كل ما يكدر صفوه، يعيش أمناً واستقراراً وبناءً ” .
وتابع حديثه: ” ويأتي احتفال الوطن في هذا اليوم الثالث من محرم للعام 1439هـ بيومه الوطني السابع والثمانين، وقد استطاعت هذه الدولة ــ بفضل الله تعالى ــ الرقي والتطور بمستويات سريعة وشاملة وعميقة ارتفع خلالها وعي الإنسان السعودي بأهمية الاستفادة والتعاطي الحضاري مع وسائل التطور الذي يشهده العالم في كل مرحلة؛ فمنذ عهد المؤسس ــ رحمه الله تعالى ــ إلى هذا العهد الميمون والمملكة آخذة في المضي بخطى راسخة وواثقة في طريق التطور الحضاري محافِظًة على تميزها نظاماً وشعباً في الالتزام والاعتزاز بالقيم والمبادئ الفاضلة المستمدة من الدين الحنيف ” .
وقال إن هذه الذكرى التي نحتفل بها ذكرى غالية علينا جميعاً، ارتقت خلالها مسيرة التنمية بمشروعات كبرى وإنجازات عظيمة، وقد شهد المجتمع السعودي نهضة حضارية جديدة نتجت عن النمو الهائل لتطوير واستخدام التقنيات الحديثة، كما شهدت المملكة نهضة تنموية عظيمة وأصبحت تقف في مصاف الدول المتقدمة في العديد من المجالات في ظل عملية التطوير والتحديث اللتين تمر بهما بلادنا؛ تماشياً مع رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020.
واستطرد قائلا: ” وإننا نشعر بالفخر والاعتزاز بما حققته المملكة من منجزات حضارية فريدة انعكست على تنمية المجتمع، وما شيدت من قواعد متينة لحاضر زاهر وغد مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة العطاء والخير والنماء، ومنها ما تحقق من  منجزات في منظومة العمل والتنمية الاجتماعية بالمملكة في ظل الدعم السخي والاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ لهذا القطاع للتغلب على ما تواجهه منظومة العمل والتنمية الاجتماعية من تحديات والعمل على تطويرها لمواكبة مبادراتها ومشاريعها وبرامجها مع رؤية المملكة الطموحة 2030 والسعي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمنظومة بما يخدم أبناء وبنات هذا الوطن ” .
مضيفا: ” وتتضمن الخارطة الاستراتيجية لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية عددًا من التوجهات الاستراتيجية تتمثل في: تنمية المجتمع ــ سوق العمل ــ والقطاع غير الربحي؛ إذ تعمل الوزارة من خلال هذه العناصر على الإسهام في بناء مجتمع متماسك واعٍ، إضافة لتوفير الرعاية التنموية الدائمة للأفراد والأسر، وتطوير آليات التنمية والحماية الوقائية للمجتمع، وكذلك تسهيل حصول المواطنين على فرص عمل مناسبة، من خلال الالتزام بتطبيق السياسات والتشريعات، كما تعمل الوزارة على تطوير القطاع غير الربحي وزيادة إسهامه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتشجيع العمل التطوعي.. والشراكة مع القطاع الخاص.. والذي جاء نتيجة للرعاية الكريمة والدعم اللامحدود والمتواصل من القيادة الرشيدة ” .
وتابع: ” وبهذه المناسبة أرفع باسمي ونيابة عن جميع منسوبي وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أسمى التهاني لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ــ حفظهم الله ــ وللشعب السعودي الكريم داعياً الله سبحانه وتعالى أن يوفق قيادتنا لكل خير، وأن تتمكن بلادنا من مواصلة مسيرة البناء والنهوض الحضاري والتقدم، وأن يحفظ للوطن أمنه واستقراره ” .