غلافا كتابين الأيمن بمنهاج النظام السوري
تشهد سوريا نوع أخر من الحروب الا وهى المناهج الدراسية التي تسعى للسيطلرة على عقول التلاميذ تبعاً لكل جهة يمثلها هذا المنهاج الدراسي أو ذاك، سواء في المناطق التي سيطر عليها ” داعش “، أو ” الإدارة الذاتية ” الكردية، أو التي هي ضمن سيطرة النظام.

وتتحدد ملامح هذة الحروب في ثلاثة مناهج تتصارع، تخفي خلفها حروب ثلاثة جيوش خصوصاً بعدماصرح وزير التربية في حكومة النظام السوري، السبت إن هنالك 50 كتاباً مدرسياً، حسب المنهاج الجديد والمعدّل للعام الدراسي 2017-2018، تم إنجازها وطباعتها، دفعة واحدة .

ويشار إلى أن قيام نظام بشار الأسد بتعديل وتغيير وطباعة خمسين كتاباً في التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، تعتبر أكبر عملية تغيير مناهج شهدتها البلاد منذ تأسيسها،على مستوى العالم العربي .

فما الذي يجري تحت ظلال آلة الحرب السورية، التي تخفي حرباً أخرى، في الكتب وأغلفتها ومناهجها؟

فقد حاول تنظيم ” داعش ” أن يفرض منهاجه التعليمي، في مسعى منه لفرض نظامه، في المناطق التي خضعت لسيطرته، في محافظة الرقة، حيث قام ” داعش ” بوضع كتاب ” السياسة الشرعية ” كبديل لكتاب النظام السوري ” التربية القومية ” .

وكذلك سعت ” الإدارة الذاتية ” الكردية في الشمال السوري إلى فرض منهاجها على التلاميذ في المناطق التي تخضع لسيطرتها، وباللغة الكردية، الأمر الذي دفع السوريين إلى التظاهر والتعبير العلني عن رفضهم التعلّم إلا عبر لغتهم الأم، العربية، خاصة بعد قيام “الإدارة الذاتية” في محافظة الحسكة بإغلاق عدد كبير من المدارس.

أما الجهة الأساسية في حرب المناهج، فهي تلك التي يخوضها نظام الأسد، بتركيز إعلامي، حاول من خلاله، فرض نظام تعليمي، مختلف كثيراً عن المنهاج السابق الذي تعود عليه السوريون، خصوصاً لجهة ” قدسية ” اللغة العربية.

فقد ظهر في الكتب المعدّلة وفق المنهاج الجديد، بأن الأغنية الشعبية، وبمفرداتها الدارجة، قدِّمت دروساً للطلاب، بتجاوز ما كان يُتعامَل به في سوريا، من ” قدسية ” للغة العربية، كانت تجعل حتى رئيس الدولة يشعر بالخجل والحرج إذا ما أخطأ في قراءة كلمة بوجه صحيح.

وكان المقرر التعليمي، في المرحلتين الأساسيتين، الإعدادية والثانوية، في سوريا سابقا، يعتبر الطالب راسباً إذا ما فشل بنيل الدرجة المطلوبة باللغة العربية وحتى لو نال الطالب الدرجات الكاملة، في جميع المواد، ولم يحصّل الدرجة المطلوبة باللغة العربية، فيعتبر راسباً، في شكل نهائي.

وثانياً، العودة بالتلاميذ إلى التاريخ القديم الذي سبق الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلامية، وتحديداً العودة إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، الأمر الذي أثار رعب تلاميذ سوريا عندما أدّت تلك العودة، إلى وضع صورة كاهن وثني وزعيم محلّي يسمّى مجازاً ” ملك مملكة ماري ” ، على غلاف كتاب التاريخ.
بالإضافة إلى أن وزير التربية في حكومة الأسد، وفي إطار دفاعه عن التغييرات التي أصابت مناهج التعليم في البلاد، أكّد وجود مطالبات كثيرة، أيضاً، بإلغاء مادة التربية الدينية من المنهاج الدراسي.

وكذلك ركّزت المناهج الجديدة التي عدّلها النظام السوري، على استخدام فكرة الخوف من الألغام المزروعة في مناطق الصراع العسكري، والتأثير غير المباشر على التلاميذ باتجاه فهم الألغام على أنها من مخلّفات خصوم النظام، فقط لصناعة صورة سلبية عن المعارضة السورية بحيث تصبح المناهج جزءا من دعاية النظام ضد معارضيه يستخدمها في حربه المتواصلة عليهم منذ عام 2011.