أعوام مضت والوظيفة حلم يراود الكثير من خريجات الوظائف النسائية دون أمل بتحقيقه، حيث أغلقت الكليات التي تخرجن منها، فكانت تابعة لوزارة المعارف آنذاك إلا أن الأمر تبدل بعد ذلك وصدرقرار إلحاق تلك الكليات بالتعليم العالي ومن هنا بدأت المأساة ، إنّهن خريجات كلّيات التربية المغلقة1428 .

عشرة أعوام مرّت على إغلاق تلك الكلّيات أبوابها في وجه بنات المملكة،و بعضهن لم يجدن وظيفة منذ أكثر من 14 عامًا، مأساة تتجدّد مع بداية ونهاية كل عام دراسيّ يمر وهن لا يجدن مكانًا لهن على الكادر التعليمي، على الرغم من مؤهلاتهن العالية.

بدأت الحكاية عندما تم تحويل الخريجات إلى ديوان الخدمة المدنية، والذي لم يفرق بدوره بين خريجة لها سنوات سابقة وبين حديثة التخرج وأخضعهن لنظام المفاضلة، فتفاقمت المشكلة بسبب شروط التعيين بإثبات شروط السكن في منطقة التعيين.

وهو ما أصبح عثرة أخرى أضيفت إليهن، فأخر تعيينهن لسنوات لحقت، ثم جاء الأمر الملكي في العام ١٤٣٣هـ بإلغاء هذا الشرط، واعتماد الأقدمية والمعدل، وبالرغم من هذا الحل، إلا أنه لم يخلو في تنفيذه من الصعوبات أيضا، فقد قامت الجهات المنفذة بوضع عراقيل أخرى، تمثلت في احتساب عشر سنوات فقط على التخرح وما زاد عنها، يلغى ولا يكون له أية قيمة، وهو حرق لسنوات من العمر دون النظر بعين الرحمة.

لم تتوقف معانات خريحات كليات التربية إلى هذا الحد، بل ازدادت ألما في العام ١٤٣٥ وهو العام الذي صدرت توجيهات بحصر أسماء خريجات الكليات المتوسطة، فتم تعيينهن، وكذلك تعيين المعلمات البديلات، دون الخضوع لنظام ديوان الخدمة المدنية.

وهذا ما دفع بهن الى المطالبة بالمساواة المشروعة بمثيلاتهن من طالبات الكليات المتوسطة بحصرهن وتوظيفهن دون العودة لنظام وزارة الخدمة المدنية الحالي وقد ارتفعت أصواتهن، وتتابعت مطالباتهن، مع مرور السنوات التي لا تعرف الظروف، فتمر وتتراكم وهنا ظهرت قضيتهن .

في الوقت الذي قمن فيه بمخاطبات كافة الجهات ذات العلاقة مطالبين بإحقاق الحق، وإبراز العدل .

فأصدرمجلس الشورى توصيته بمساواتهن مع خريحات الكليات المتوسطة وحصرهم لتوظيفهم مباشرة، والرفع بهذه التوصية لوزارة الخدمة المدنية.

وبتصوري أنه لا حل منصف غير حل العدل، وتنفيذ وصية مجلس الشورى، في تعيينات هذا العام، بحصرهن وتوظيفهن مباشرة، وحفظ ما تبقى من سنواتهن التي ذهبت، وأحلامهن التي تلاشت وأيضاً لم تنفذ التوصية وبالتالي رجع الأمر كأنه لم يكن وهذة معاناة خريجات التربية .