لدي تساؤل يحيرني وهو موجه مني كمواطن لشخص المسؤول الذي اقترح ان تكون رواتب الموظفين الحكوميين متوافقة مع أشهر السنة النجمية (الأبراج) بدل ما كانت حسب أشهر السنة القمرية (الهجري) والتساؤل هو: لماذا لا يكون تقاعد الموظف الحكومي حسب عمره بالسنة النجمية وليس حسب عمره بالسنة القمرية؟ نعم الحقيقة تقول انه يوجد اختلاف في عمر الانسان بالسنة النجمية والسنة القمرية وكذلك السنة الشمسية. ربما رد علي احدهم بقول: انه شيء معروف ان ايام السنة القمرية اقل من ايام السنة الشمسية لكن السنة الشمسية تتساوى مع السنة النجمية بعدد الأيام فكلاهما عدد أيامه بالسنة الواحدة 365 يوم، أذن كيف تدعي ان عمر الانسان يختلف بينهما؟

وأرد عليه قائلا: صحيح ان عدد ايام السنة النجمية والشمسية متساويان ولكنهما ليسا متفقان بتاريخ اليوم والشهر بل يوجد اختلاف كبير ومن المستحيل ان يكون التاريخ النجمي مطابق لتاريخ الشمسي مثل ما جرى في بعض الأعوام بأن أتفق تقويم التاريخ الشمسي والقمري في نفس الشهر او اليوم او كلاهما معاً، مثلاً اليوم هو الثالث والعشرين من الشهر للثاني عشر من سنة 1438 هجري (قمري) الموافق لليوم الرابع عشر من الشهر التاسع من سنة 2017 ميلادي (شمسي) الموافق لليوم الثالث والعشرين من الشهر السادس من سنة 1396 فارسياً (النجمي).

وبهذا نعرف ان اختلاف عدد التاريخ اليومي واختلاف عدد التاريخ الشهري وايضاً يوجد اختلاف في عدد إيام الشهور، وهذا ما جعل عمر الانسان يكون اقل بالسنة النجمية عن السنة الشمسية التي هي أقل من السنة القمرية. وبعملية حساب بسيطة وعشوائية، إذا كان عمرك بالسنة القمرية 34 سنة يكون عمرك بالسنة الشمسية 33 سنة ويكون عمرك بالسنة النجمية 32 سنة وتسع أشهر! ومن المعروف ان التقاعد للموظف الحكومي في سن الستين حسب السنة القمرية ولكن بالسنة الشمسية لا يزال العمر لم يتجاوز الثامنة والخمسون وفي السنة النجمية لا يزال العمر في السابعة والخمسون وست أشهر ولم تصل إلى سن التقاعد بعد. وبما أن الموظف الحكومي يتقاضى راتبه حسب تقويم السنة النجمية يجب ان يكون سن تقاعده حسب عمره في السنة النجمية.

كذلك هناك حقائق اخرى لا يعرفها الكثيرين عن هذه التقاويم وهي ان عدد ايام وأشهر السنة الشمسية ثابتة وغير متغيرة لانها تعتمد على دوران الارض على الشمس بدورة واحدة لسنة الواحدة، ومن اجل هذا الدوران تظهر لنا الفصول الأربعة مقسمة على الأشهر الاثني عشر بواقع ثلاث أشهر لكل فصل.
أما السنة القمرية فيوجد بها اختلاف طفيف بعدد الأيام لكن عدد الأشهر ثابت ولا يزيد او ينقص، وهذا الاختلاف البسيط بعدد ايام الشهر ناتج من أن السنة القمرية تعتمد على منازل القمر في ثلاثين أو تسع وعشرين يوماً بالشهر، وينقص تمام الثلاثين أحياناً بسبب عدم رؤية القمر أما بسبب النشوء في البداية أو التلاشي بالنهاية.

وأما ما يخص السنة النجمية وهي مربط الفرس فأنه يوجد اختلاف كبير فيها بعدد ايام الشهر وعدد أشهر السنة وأما إيام السنة فهي ثابتة، وهذا الاختلاف والثبات جاء بسبب ان السنة النجمية تعتمد على دوران الشمس داخل مجرة التبانة وهذا الدوران يستغرق بالدورة الواحدة 365 يوم اي عدد ايام السنة الشمسية وهذا ما جعل ايام السنة ثابتة، أما الأشهر هي الأبراج او المجموعة النجمية التي تمر عليها الشمس اثناء دورانها واختلاف عددها هو بسبب ان المنجمين وضعوا 12 برجاً وهي التي قالوا ان الشمس تمر بها اثناء دورانها وهذا القول بعيد عن الحقيقة حتى لو كان فيه جزء منها لان عدد الأبراج التي تمر عليها اكثر من 12 بل قد يصل إذا دققنا الرؤيا إلى 88 مجموعة نجمية (برج) واتضح كذب المنجمون لانهم بهذا يريدوا ان يكون عدد الأبراج مثل عدد شهور السنة، وأما اختلاف عدد ايام الشهر وهو بسبب ان المنجمون يضعون ايام ثابتة لكل شهر نجمي وهي الأيام التي تقضيها الشمس في دورانها مروراً بالبرج (الشهر النجمي) والحقيقة عكس ذلك تماماً لان الشمس لا تقضي ايام متساوية مروراً بهذه الأبراج الحقيقة تقول: بأن الشمس تقضي سبعة ايام مرورا ببرج العقرب وخمسة وأربعون يوماً بالعذراء، وهذا ليس متوافق مع التقويم النجمي (الأبراج) لان التقويم يذكر ان ايام برج العقرب 30 يوم وبرج العذراء 31 يوماً.
اتضح الزيف والخداع الان وهو ان هذه السنة النجمية هي السنة الشمسية لكنها متنكرة بشوية كذب وخداع على شوية أساطير، لذا وجب علينا القول يا سادة يا مسؤولين: امنعونا من السنة المخادعة ورجعوا رواتبنا على الأشهر القمرية (الهجرية).