العديد من المشكلات قد تواجهك كقائد للسيارة ومستخدم لها، فهنالك المشكلات الفنية الداخلية في السيارات مثل تعطل مثبت السرعة والتي تتعلق بالتقنيات الحديثة للسيارة، أو بعض الأمور الخارجية المحيطة التي قد تصيب السيارات بنوع آخر من المشكلات الخارجية لا تتعلق بتقنيات السيارات وأجهزتها، مثل انفجار أحد إطاراتها. وتعطل مكابح السيارة “ الفرامل ” ، أو عدم عملها بشكل صحيح، لتأدية الغرض والحاجة التي صممت لأجلها، والتي قد تتسبب في كوارث ومصائب للسائق ومن حوله على الطريق، ورغم أنها تعتبر من المشكلات “النادرة الحدوث”، إلا أنها إن وقعت فستكون ودون أدنى شك ذات نتائج وخيمة إن لم يحسن السائق التصرف معها، ولم يسيطر على السيارة بشكل صحيح ومناسب، بحيث يخفف سرعتها للحد الذي يمكنه من إيقافها بشكل تام، دون أن يضر نفسه أو من حوله من سيارات أو مارة.

رغم التطور التكنولوجي والتقني الهائل فيما يخص تقنيات وتكنولوجيا السيارات، إلا أن هذه الأخيرة مازالت تفاجئنا في كل مرة بمشكلة ومعضلة جديدة، تجعل أغلب السائقين لا يعرفون كيف يتصرفون، ولا يدرون ما التصرف الأنسب والمناسب للمشكلات الجديدة التي تواجههم في سياراتهم، سواء المتخمة بالتقنيات الحديثة والتكنولوجيا المعقدة الجديدة، أو سياراتهم القديمة التي لا تمتلك من هذه التكنولوجيا سوى الأساسي والرئيس منها فقط، بدون الإضافات والكماليات والابتكارات الحديثة.

ومن النادر أن نسمع عن تعطل الفرامل في إحدى السيارات، سواء كانت جديدة أم قديمة، وأكثر ما يمكن سماعه في مثل هذه المشكلة، قد يكون عدم استجابة الفرامل وعملها بشكل صحيح، الأمر الذي قد يؤدي إلى صعوبة إيقاف السيارة في الوقت والمكان المناسب أو التخفيف من سرعتها أثناء السير بها. ولكن ماذا لو تعطلت الفرامل بشكل كلي وكامل في سيارتك؟ وماذا لو لم تستجب هذه الأخيرة لضغط قدمك عليها، ولم تنفذ الأمر المطلوب منها في تخفيف سرعة السيارة، أو الوقوف التام بها؟

أسئلة من المحتمل أنها بدأت تدور في بال المئات من السائقين، وخصوصاً بعد سماعهم لمشكلات “ مثبت السرعة ” ، وغيرها من المشكلات التقنية والفنية، التي تفاجئ بعض وكالات السيارات بين الفينة والأخرى، باستدعاء بعض سياراتها لإجراء بعض التصليحات الجوهرية والجذرية التي لا يمكن السكوت عنها في هذه السيارات. وحتى تحاول السيطرة على سياراتك التي لا تعمل الفرامل بها بشكل كامل أو جزئي، هنالك مجموعة من الخطوات الواجب استيعابها وتنفيذها بشكل كامل، لمحاولة التخفيف من سرعة السيارة لأقصى درجة ممكنة وإيقافها بشكل كامل، في حال تعطلت الفرامل بها وأنت تقودها، والخطوات هي:

◆ الخطوة الأولى: تعرف إلى المشكلة، وذلك بإدراك ومعرفة ردة فعل دواسة الفرامل عند الضغط عليها، حيث إن هنالك أربعة أنواع لمشكلة الفرامل:

– النوع الأول، أنك بمجرد الضغط على دواسة الفرامل، تنزلق رجلك للأسف مع الدواسة، دون أن يؤثر ذلك على سرعة السيارة والتخفيف منها، وهي من أخطر وأكبر المشكلات فيما يتعلق بالفرامل، فقد يكون ذلك بسبب عطل في نظام الهيدروليك أو تسريب في زيت الفرامل بسبب تلف في خزان الزيت، أو مشكلات في “وسائد الفرامل” بأن تكون قد سقطت من مكانها، أو عيوب في الدسك الرئيس للإطارات أو أحدها.

– النوع الثاني، فهو مثل الأول إنما ستلاحظ أنك عندما تدوس على الفرامل ستجد أن الدواسة تتجاوب معك في بعض المرات، أو أن عملية انزلاقها للأسفل ليست بسرعة انزلاقة المشكلة الأولى، وقد تكون أسباب هذا النوع من المشكلات هي الأسباب المصاحبة نفسها للمشكلة الأولى، إنما بشكل أقل نوعاً ما، بأن يكون زيت الفرامل قد قارب على الانتهاء، أو أن وسائد الفرامل لم تسقط من مكانها أو لم تنتهِ بشكل كامل.

– النوع الثالث، فهو أن تضغط على دواسة الفرامل، وتجدها صلبة أو غير قابلة للضغط عليها أبداً. مثل هذه المشكلة مرتبطة في قيادة السيارة على الطرقات الجبلية والمرتفعة، والتي تتطلب من السائق استخدام الفرامل بشكل مستمر وبكثرة وخصوصاً عند النزول من مرتفع وفي أوقات تكون بها الحرارة مرتفعة، فقد يحصل هنا ما يعرف بالعامية “تبليط البريك” أي أن وسائد الفرامل قد التصقت من الضغط المستمر عليها والحرارة العالية، بالديسك الرئيسي للإطار، مما يؤدي إلى عدم استجابة دواسة الفرامل وعدم قابلية تحريكها بشكل كامل عند الضغط عليها.

– النوع الرابع، فهو قريب إلى النوع الثالث، وذلك بأن تجد دواسة الفرامل صلبة، ولا تستجيب بشكل طبيعي عند الضغط عليها، فقد يكون هنالك شيء عالق أسفل الدواسة، وخصوصاً في السيارات العائلية، حاول أن تتفحص أسفل الدواسة بطرف رجلك أو أجعل أحد الركاب يقوم بذلك للتأكد من عدم وجود عائق في مسار الدواسة.

◆ الخطوة الثانية: حاول “رغم صعوبة ذلك أثناء المشكلة” أن تسيطر على أعصابك، ولا تقلق، ولا تشعر من حولك بالمشكلة التي تواجهك، فمعظم المشكلات البسيطة قد تكبر في حال فقدانك السيطرة على أعصابك، وعدم تركيزك، الأمر الذي قد يجعلك ترتكب أخطاء أخرى أكثر خطورة من المشكلة التي تواجهك. وقم عند شعورك بالمشكلة بتشغيل “الإضاءة الرباعية” لإشعار من حولك من سيارات بأنك تواجه مشكلة.

◆ الخطوة الثالثة: أن ترفع رجلك عن دواسة البنزين بشكل فوري ومباشر عند شعورك بأن هنالك مشكلة في الفرامل، بعد محاولتك تخفيف سرعة السيارة. أيضاً قم بتعطيل وإقفال مثبت السرعة إذا كنت تستخدمه، بشكل كامل، وخصوصاً إذا لاحظت أن السيارة لم تخفف من سرعتها عند الضغط على الفرامل.

ملاحظة “معظم السيارات تفصل مثبت السرعة أوتوماتيكياً عند الضغطة الأولى على الفرامل”.

◆الخطوة الرابعة: الضغط المتواصل وباستمرار على دواسة الفرامل، وهي الخطوة المهمة التي يجب عليك إتباعها فيما يتعلق بأنواع المشكلات الثلاث الأولى، لمحاولة تخفيف سرعة السيارة، فهذا الضغط المتواصل على دواسة الفرامل قد يولد ضغط كافي لنظام الفرامل بالسيارة، يجعلك قادر على التخفيف من سرعتها أو إيقافها.
يجب عليك أن تقوم بهذه الحركة لأكثر من مرة وبشكل مستمر، وحتى في السيارات الحديثة المجهزة بنظام “ABS” الذي لا يعمل إلا بعد الضغط بحده على دواسة الفرامل، فعملية الضغط بقوة وبأقصى درجة ممكنة وبشكل مستمر في مثل هذه السيارات أو غيرها، قد تأتي بنتائج إيجابية واستجابة ولو قليلة من هذا الضغط الناتج عن هذه الحركة، الأمر الذي قد يحرر وسائد الفرامل العالقة بالديسك الرئيس للإطار كما في النوع الثالث من هذه المشكلة.

◆ الخطوة الخامسة: استخدام الغيار “ناقل الحركة” العكسي، وهي الخطوة التي تجعل من محرك السيارة يخفف من سرعتها، وبغض النظر إن كانت السيارة ذات ناقل حركة أوتوماتيكي أو يدوي أو التي تجمع بين الإثنين، مع الأخذ بعين الاعتبار خطورة هذه الخطوة حيث أن ناقل الحركة مصمم لزيادة سرعة السيارة وليس لتخفيفها إلا للضرورة.
وفي حال واجهتك مشكلة عطل الفرامل، فيمكنك اللجوء فوراً إلى هذه الخطوة، التي تعتبر من الخطوات الرئيسية والمهمة للتخفيف من سرعة السيارة وإيقافها بشكل شبه تام.

فإذا كانت سيارتك ذات ناقل حركة أوتوماتيكي، يمكنك الانتقال من وضعية الناقل الأوتوماتيكي “D”، إلى السرعة الأقل “حسب المتوافر بالسيارة” وبشكل تتابعي، أي الانتقال من D إلى 4 ثم 3 ثم 2 ثم 1، للوصول إلى الوقوف التام، مع مراعاة عدم الانتفال من D إلى السرعة 2 أو 1، والسيارة تسير على سرعة 100 كيلومتر في الساعة، الأمر الذي قد يؤدي إلى كسر أو تلف ناقل الحركة بشكل مباشر، حيث إن درجات ناقل السرعة 1 و 2 مصممة للسرعات الأقل من 60 كيلومتراً في الساعة في أغلب السيارات. وقس على ذلك في السيارات ذات ناقل الحركة اليدوي، أو السيارات التي تجمع ما بين الناقل اليدوي والأوتوماتيكي.

◆ الخطوة السادسة: استخدام فرامل الطوارئ أو “فرامل اليد” أو “فرامل الوقوف”، وبغض النظر عن التسمية، فمثل هذه الفرامل لا يجوز استخدامها أثناء سير السيارة وخصوصاً على السرعات التي تتجاوز 120 كيلومتراً في الساعة، حيث إن هذه الفرامل اليدوية لا ترتبط مباشرة مع نظام الهيدروليك الخاص بالفرامل. ولكن إذا دعت واقتضت الحالة فقد تكون الحاجة لاستخدام هذه الفرامل ضرورية وأساسية. فإذا واجهتك أي من مشكلات الفرامل، قم برفع ذراع الفرامل اليدوية، بشكل خفيف تشعر معه بتخفيف سرعة السيارة، وقم بزيادة معدل رفعك لهذه الفرامل شيئاً فشياً وكلما خفت سرعة السيارة بشكل أكثر.

واحذر من رفع فرامل اليد بشكل كامل وقوي للأعلى، الأمر الذي قد يوقف دوران العجلات الخلفية التي تتحكم بها هذه الفرامل مما قد يؤدي إلى فقدانك السيطرة وبشكل كامل على السيارة، بالإضافة إلى حصول مشكلات أخرى خطيرة وكبيرة، خصوصاً في السرعات العالية. وقس على فرامل اليد هذه فرامل الرجل الفرعية “فرامل الوقوف” والتي تأتي ببعض السيارات مثل مرسيدس ودودج وفولكسفاجن، حيث يتم التحكم بها بالرجل وليس باليد.

◆ الخطوة السابعة: إذا قمت بعمل الخطوات السابقة كافة، ولم تفلح بإيقاف السيارة بشكل تام لسبب أو لآخر، قم وحسب الظروف المحيطة بك، ونوعية الشارع والمكان الذي تسير عليه، بتحريك السيارة بشكل غير فجائي وغير مباشر إلى اليمين واليسار، مع الانتباه بشكل كامل لمن حولك ومن يحيطك من سيارات، حيث إن مثل هذه الحركة قد تساعدك على التخفيف من سرعة السيارة خصوصاً عندما تصل سرعة السيارة إلى 40 كلم فما دون.

أو قم مثلاً بالسير على الطبع والعلامات النافرة في الشارع إن توفرت، الأمر الذي يزيد من احتكاك الإطارات بها، بالتالي يخفف من سرعة دورانها، الأمر الذي يخفف بالضرورة من سرعة سير السيارة، مع تأكيد أن تنفيذ مثل هذه الخطوة يجب أن يكون بمهارة عالية وعلى سرعات قليلة وبشكل هادئ وغير فجائي، مع التأكد من عدم وجود سيارات محيطة أو مارة على الطريق.

سلامة الفرامل
يتغاضى الكثير من سائقي المركبات على اختلاف أنواعها، خصوصاً السيارات الجديدة، عن تفقد وفحص الفرامل وما يتعلق ويرتبط بها من أنظمة وقطع غيار، وذلك لقلة المشكلات المرتبطة والمتعلقة بالفرامل. ورغم قلة مثل هذه المشكلات وقلة سماعنا عن الحوادث الناجمة عنها، إلا أن مشكلات الفرامل قد تحدث في أي سيارة، جديدة أم قديمة، وفي أي وقت ودون سابق إنذار، وذلك على غرار ما سمعنا عنه مؤخراً في نظام مثبت السرعة والأعطال التي أصابته وفي أكثر من مثال ونوع من السيارات. ولهذا فعملية تفقد الفرامل وكل ما يتعلق بها من أنظمة وقطع غيار وزيوت بشكل دوري منتظم، هي من الأهمية التي توازي أهمية تفقد إطارات السيارة وضغطها، وماء تبريد المحرك وزيته، والتي لو أهملت قد تكون ذات نتائج سلبية خطيرة لا يحمد عقباها.