هل ركز المخطط القطري علي شراء الإعلاميين فقط ليصبحوا الذراع الإعلامي للدولة التي تفتقر إلي مقومات البقاء.. الإجابة غير معلومة مؤكدة أن بورصة الشراء القطرية تجاوزت الإعلاميين والحزبيين والمعارضين والمشاهير في العالم، وربما يأتي ذلك لوعي قطر علي أهمية سيطرة الإعلام فى الوقت الراهن، لاسيما الإعلام الغربى الذى يرسم سياسات بعض الدول الغربية، وهو ما دفع حكومة الدوحة إلي الاستحواذ على الأصوات الأعلامية والشخصيات المؤثرة والمشاهير، وكذلك شراء أسهم فى عدد من الصحف الغربية، وهو ما كشفت عنه بعض الصحف صحيفة ” نيويورك تايمز ” الأمريكية، التى كشفت عن تمويل قطر لبعض مراكز الأبحاث والدراسات وعلى رأسها معهد البحث والدراسات فى أمريكا وهو معهد بروكنجز.

وقالت الصحيفة إن قطر دفعت ما يقرب من 15 مليون دولار فى منحة على 4 سنوات من أجل إنشاء مركز بروكنجز الدوحة.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الباحثين الذين يعملون فى مركز بروكنجز كشفوا عن وجود اتفاقات ضمنية تقضى بألا يكون هناك انتقاد للحكومة القطرية المانحة فى التقارير التى يصدرها المركز.

فيما كشفت تقارير إعلامية أن الحكومة القطرية نجحت فى شراء الـ%20 المتبقية من صحيفة الجارديان البريطانية لتصبح الآن خاضعة لملكيتها الخاصة، موضحة أن الدوحة نجحت فى إتمام صفقة شراء نسبة %20 المتبقية من الجارديان لتصبح خاضعة لسيطرة الحكومة القطرية، وذلك فى محاولة منها لبث سيطرتها ونفوذها على أكبر الصحف العالمية انتشارا، وتوجه انتقادات حادة للحكومة العربية، التى تريد الحكومة القطرية استهدافها وعلى رأسها مصر.

وتسعى قطر لبسط نفوذها وفرض رأيها على العالم الخارجى من خلال السياسات الزائفة، التى تتبعها حكومة قطر تجاه بعض الدول العربية التى تريد استهداف جبهتها الداخلية والعبث بأمنها واستقرارها ولا سيما مؤسسات الدولة المصرية، التى كان لها نصيب الأسد من التقارير الهجومية غير الحيادية، إضافة للترويج لتحليلات تستند لوجهة النظر الواحدة، وأضحت الصحيفة البريطانية تابعة للأسرة الحاكمة فى قطر.

فيما تضخ الحكومة القطرية أموال كبيرة لتطوير قناة الجزيرة ومنصتها الإعلامية فى الترويج للسياسة القطرية فى الدول العربية، إضافة لمحاولة خلق كيانات إعلامية فى لندن لتشكيل شبكة إعلامية قوية، وتأتى فى مقدمتها جريدة العربى الجديد، وقناة العربى، التى يمتلكها مستشار أمير تميم، عضو الكنيست الإسرائيلى السابق، عزمى بشارة، إضافة لتمويل مراكز أبحاث ودراسات فى الدوحة تصدر تقارير بحثية حول الأوضاع الجارية فى الدول العربية، وفى مقدمتها دول الربيع العربى.

وتنفق الحكومة القطرية ملايين الدولارات على مركز أبحاث ودراسات الجزيرة والذى يصنف كأهم مراكز الأبحاث، التى تعتمد الحكومة القطرية على الدراسات الصادرة عنها، ووفقا للموقع الرسمى للمركز فهو يضم عددا كبيرا من الباحثين من مختلف الدول العربية والإسلامية، الذين يقومون بإعداد أبحاث ودراسات عن الأوضاع داخل البلدان العربية بما يتفق مع رؤية الحكومة القطرية.

وبرز فى السنوات الأخيرة دور المركز العربى للدراسات والأبحاث، الذى يضم عددا كبيرا من المتخصّصين العرب فى العلوم الاجتماعية والإنسانية بصورةٍ عامّة، وبينهم وبين قضايا مجتمعاتهم ودولهم، وأصبح للمركز ثقل كبير فى الشرق الأوسط بسبب الأموال الضخمة التى تضخها الحكومة القطرية لصالح مدير المركز عزمى بشارة المستشار الخاص لأمير قطر تميم بن حمد.

ويهتم المركز العربى بالأبحاث والدراسات، التى تنتقد دور الجيوش العربية فى المنطقة ومهاجمة المؤسسات العسكرية فى المنطقة العربية، وعلى رأسها مصر وسوريا والعراق، إضافة لتركيز أبحاث المركز على قضايا الأقليات بشكل كبير والتركيز على وجهة نظرها فقط وتناول قضيتها من زاوية واحدة.

وأكدت مصادر خليجية أن دولة قطر أنفقت ما يقرب من 9 مليارات دولار فى منظومة الإعلام الاجتماعى، لاسيما مواقع التواصل الاجتماعى ” فيس بوك ” و ” تويتر ” و ” إنستجرام”، موضحة أن الدوحة أدركت أهمية الإعلام الاجتماعى فى الترويج للأفكار والمعلومات، التى ترغب الدول فى نشرها بصورة أكبر فى المنطقة، وذلك بعد وصول عدد مستخدمى الإنترنت إلى 3 مليارات، فى حين وصل عدد مستخدمى الإعلام الاجتماعى 2 مليار من بينهم 6.1 مليار مستخدم عبر الهواتف الذكية.

وأشارت المصادر إلى أن السلطات القطرية أولت اهتماما كبيرا بـ ” السوشيال ميديا ” فى العديد من مراكز الأبحاث، التى تم تدشينها خصيصا لتحقيق أهداف ومصالح تخدم أجندة الدوحة فى المنطقة، موضحة أن بداية الدورات، التى تمت كانت تركز حول أهمية مواقع التواصل الاجتماعى فى حشد الجماهير حول قضية أو هدف محدد وكيفية توجيه تلك الآراء لخلق قضية رأى عام فى المجتمعات العربية، موضحة أن بعض مراكز الأبحاث القطرية عقد دورات حول أهمية التواصل الاجتماعى فى المجتمع وديمومة الاتصال بالإنترنت ومتابعة كل جديد وكيفية الحشد على مواقع التواصل الاجتماعى، وشملت الدورات التحدث عن مواقع التواصل مثل ” تويتر ” و ” فيس بوك ” و ” الانستجرام ” و ” التيليجرام ” و ” السناب شات ” و ” الواتس آب” والتدريب عليها بشكل مكثف وتخصيص ميزانية مالية فى الموازنة العامة للحكومة القطرية.

وأوضحت المصادر أن الدوحة شاركت فى إعداد دراسات وأبحاث بالتعاون مع دول غريبة لها فى كيفية حشد الجماهير حول قضايا اجتماعية تهم المواطن العربى، لاسيما قضايا العمال وكيفية الحشد لها على مواقع التواصل الاجتماعى، إضافة لآلية حشد أكبر عدد من الجماهير للنزول للتظاهر والاحتجاج على ظروف معيشية ببث مقاطع مصورة تثير عاطفة المواطنين وتكسر حاجز الخوف بداخلهم للتظاهر وسبل مواجهة قوات الأمن بنشر توجيهات لشل حركة القوات واستهدافها بشكل مباشر وكسر الحاجز النفسى بين ضابط الشرطة والمواطن البسيط.

اسلام لطفى
وأكدت المصادر أن دول الربيع العربى نجحت فى حث عدد كبير من المواطنين للنزول للشوارع للتظاهر ضد الأنظمة العربية، موضحة أن الدوحة تعد أحد رؤوس حربة فى دعم الحسابات الشخصية لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعى فى دول الربيع العربى وتزويدهم بدراسات تساعدهم فى حشد الجماهير فى الميادين العامة ونشر توصيات الدراسات، التى أعدتها المراكز البحثية فى كيفية اقتحام المنشآت الحكومة والشرطية لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعى وتوظيف الإعلام الاجتماعى فى نشر السلبيات، التى ضربت المجتمعات العربية.

وأشارت المصادر إلى أن قطر ساعدت الجماعات المسلحة، التى تقاتل فى المنطقة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعى باحترافية ساعدت فى استقطاب عدد كبير من الشباب العربى والأجنبى للقتال فى الدول، التى تشهدت صراعات مسلحة، لاسيما فى سوريا وليبيا والعراق، مؤكدة أن الدوحة كان له دور كبير فى ضم عدد كبير من الشباب العربى، الذى يقاتل فى صفوف التنظيمات الإرهابية، وذلك من خلال سيطرتها على جماعات تيار الإسلام السياسى لتشكيل جيوش إلكترونية تستخدم فى توجيه الرأى العام نحو قضية بعينها ودعمها بالمقاطع المصورة لترسيخ الفكرة فى عقول شبابنا العربى.

وتعد قطر أحد أكبر الدول الداعمة لحسابات مواقع التواصل والمنصات الإعلامية المؤثرة للعبث بأمن الدول العربية، لاسيما دول مجلس التعاون الخليجى ودول الربيع العربى، التى تشهد صراعا مسلحا لخدمة أجندتها الإقليمية فى المنطقة وتوجيه الرأى العام ضد قضايا محورية تخدم مصالح الدوحة فى الدول العربية.
عزمى بشارة
وتمتلك قطر عددا ضخما من مؤسسات الإعلام الاجتماعى لتوجيه فكر الشباب العربى نحو قضايا بعينها وحشد مواقع التواصل الاجتماعى حول قضايا سياسية تتبناها الدوحة للترويج لها بشكل أكبر على مواقع التواصل الاجتماعى، التى باتت مصدرا رئيسيا وأساسيا للمواقع الإخبارية العالمية.

يذكر أن حالة من الغضب تنتاب الشارع القطرى بسبب سياسة الدوحة التى تتبعها فى دعم التنظيمات المسلحة والإنفاق على مشروعات واهية لا تخدم الاقتصاد القطرى، فى الوقت الذى سجلت فيه الموازنة العامة للدولة عجزًا بلغ 13 مليار دولار للمرة الأولى منذ 15 عاما، مرشحا للزيادة، فى الوقت الذى بلغ فيه سعر برميل النفط 48 دولارا.