كشفت مصادر وثيقة الصلة بملف خلايا الاستخبارات أن القبض على أعضاء هذه الخلايا لم يكن لمجرد الاشتباه أو تصرفات متفرقة معزولة وإنما بأدلة وقرائن جمعتها الأجهزة المعنية بأمن الدولة وعلى مدى سنوات طويلة.

وأشارت مصادر ” صدى ” إلى أن ذروة عمل المقبوض عليهم كانت عام 2011 ضمن مخطط قطري مرسوم بدقة ويشمل توزيع الأدوار وصولًا للثورة وإغراق المملكة في الفوضى حيث كان كل واحد من المقبوض عليهم يعمل في خط متواز مع الآخر وبأدوار محددة ضمن المخطط.

وكانت بداية البحث هو السير خلف خيط رفيع عام 2011 تمثل في حوالات بنكية وعقارات وسيارات فارهة استلمها البعض من قطر متخفيًا وراء اعتباره داعية وإعلامي واقتصادي.

وحسب المصادر رافقت هذه العطايا الكثير حملات تحريض داخل المملكة من المقبوض عليهم سواء في الاعتصامات أو موضوعات أخرى تهيج الشارع وتضفي طابعًا سياسيًا على مشاغله.. وكان هدف الآخرين خلق أكبر قدر ممكن من السخط في الداخل بموضوعات اقتصادية واجتماعية وسياسية وصولًا إلى اندلاع الثورة.

وحسب المخطط كان البعض يمارس أدواره علانية حيث ساهم وشارك في مؤتمر إعداد قادة الثورات ” النهضة ” فيما تولى آخرون التحريض والتمهيد لساعة الصفر .

وأوضحت المصادر أن الأدوار كانت تؤدي بشكل مرتب وليس عفويًا ولا عبثيًا حيث عملت الخلايا الاستخبارية في الداخل بالتنسيق مع خلايا أخرى في لندن وكندا وواشنطن وكل منهم يوفر للأخر المادة التي يعتمد عليها في التحريض والأثارة إضافة إلى جيش الحسابات الوهمية لصنع مقدمات الثورة في المملكة عبر تشوية كل منجز واستغلال كل مشكلة وتمجيد التجربة التركية والإشادة بما يحدث في قطر.

وشددت المصادر على استغلال خلايا الداخل والخارج العاطفة الدينية واللعب على وتر الدين وإشاعة أن الدولة تحارب التدين والمصلحين كلما قبض على شخص أو أوقف مشبوه في إطار التركيز على دغدغة عواطف البسطاء والمراهقين لخلق الفجوة والعداء بينهم وبين الدولة.

وكشفت المصادر كيف استغلت هذه الخلايا اعتصام الإرهابيات في بريدة ليروجوا لأكذوبة أن الدولة تنتهك أعراض النساء حتى ظهرت الحقيقة وعلم المواطنون الشرفاء أن هؤلاء أما من خلايا القاعدة أو الدواعش.

وقالت المصادر إنه من أجل دويلة الحمدين عمد أعضاء الخلايا الاستخبارية إلى استغلال الوضع الاقتصادي في المملكة لتجييش الناس ضد الدولة عبر تقارير مضللة وتشويه الحلول المؤقتة والتنفير منها.

وأوضحت المصادر أن هؤلاء المجرمين عندما أجهضت خططهم على صخرة وعي المواطن واللحمة القوية في الشارع السعودي لجأوا إلى التمسح بالوطنية وإدعاء الدفاع عن الوطن عندما حان وقت الحساب لكن المواطنين لم تقنعهم هذه الأقنعة المزيفة والتفوا حول الأمن وأصبح كل مواطن رجل أمن، مشيرة إلى الأصرار على أن أموال قطر لابد أن تصادر ويحاسب هؤلاء بعد أن تضخمت ثرواتهم خلال فترة قصيرة وأصبحوا يمتلكون الملايين والعقارات والشقق وحتى الفنادق.

وأكدت أن الدولة رصدت كل تفاصيل جرائمهم وهم غافلون ويظنون أن الأجهزة المعنية يمكن خداعها بتغريدة أو اثنتين، مشيرة إلى أحدهم قبض عليه في المطار وحسابه يغرد عن الوطنية.

وكشفت المصادر بعض التفاصيل المهمة منها أن قطر كانت تحول الرواتب والحوافز لأعضاء الخلية في حسابات أوصتهم الدوحة في بنك ” فايدلس ” وهو أكبر بنك في تركيا برأسمال ثلاثة مليارات دولار وتمتلك قطر 98.81 % من أسهمه.

وأضافت المصادر أن الأموال التي حصل عليها أعضاء الخلية منذ عام 2012 وحتى الآن لا يزالوا لايستطيعون إدخالها للبنوك السعودية لخضوعها للرقابة المالية المشددة.

وحددت المصادر التي استخدمت لتبادل المعلومات بين بين الخلية والممولين طوال الفترة عام 2014 وحتى عام 2016 نوكيا 6260 سلايت المزود برقابة تشفير وآي فون وأتش تي سي وأم تي أس جولنهاس 945، وأكدت أن الأجهزة المعنية تمكنت من اختراقها منذ البداية وأن الدولة لديها صور فيديو تثبت حمل أعضاء الخلية لأجهزة بلاك بيري المتطور القادم من قطر والذي له خاصية حماية البيانات والقدرة على صد هجمات الهاكرز.

وفي مفاجأة مدوية كشفت المصادر أن 12 من أعضاء الخلية اكتسبوا الجنسيتين التركية والقطرية معًا دون اشعار الجهات المختصة في المملكة.