لاشك أن قضية الاسكان في السعودية من أهم القضايا التي تحمل الكثير من الشد والجذب بين المواطن والمسؤول. ووزارة الاسكان تعمل جاهدة بإيجاد الحلول والاستراتيجيات المناسبة والبرامج الداعمة لذلك.

ما أود طرحه يخص الاسكان لكن من زاوية السياسة العامة من منطلق مفهوم الصحة العامة في تبني وزارة الاسكان للإسكان المدعوم وتصدرها في تخصيص إسكان حكومي تقوم ببنائه هي وتوزعه على المواطنين وفق ألية معينة.

في زيارة لمحافظة من محافظات وطننا الغالي شاهدت إحدى المشاريع الاسكانية والتي قد أكتمل بنيانها وعمارها وتنتظر ساكنيها.

أخذت في النظر لهذا المشروع بعين أخرى وزواية تعني بمفهوم الصحة العامة وسلوك المجتمع والتأثيرات الناتجة عن مثل هذه السياسات.

وماهي الصور النمطية التي ستشكلها مثل هذه البرامج في أذهان الناس على المدى البعيد عن ساكني هذه المنازل المعزولة مكاناً والمختلفة تصميماً.

بلاشك فتصميمها العمراني المميز ومكانها المعزول ستحمل أبعاد نفسية صحية على ساكنين مثل هذه المجمعات.

السلوك المجتمعي والصورة النمطية تتشكل من خلال هذه السياسات وممارساتها دون وعي لما سيحصل في قادم الايام.

وكثير من المختصين والباحثين في الصحة العامة وسياساتها أشاروا لخطورة عزل السكان ذوي الدخل المحدود أو غير القادرين على شراء سكن خاص فيهم مما يجعل مجمعاتهم السكنية وأحيائهم محل صورة نمطية قد تعزلهم عن محيطهم.

بل وجدوا أن قاطني هذه المجمعات يكونون عرضة مقارنة بغيرهم في كثرة الامراض والعوامل المسببة لها بجانبها النفسي والجسدي.

الحل في توفير سكن لا يكون بعزل طالبيه في مجمعات قد يشار لها في يوم من الايام بالسوء أو النظرة الدونية. فكرة الدمج مهمة ومطلوبة حتى نحافظ على صحة ساكني هذه المجمعات ونحفظ لهم كرامتهم من بعض الصور النمطية التي قد تتشكل مع مرور الزمن.

ختاماً أجد أن مثل هذه المشاريع تتعارض مع التوجيهات الكريمة ورؤية ٢٠٣٠ بتقديم مفهوم الصحة العامة وجعلها في كل السياسات التنموية في الدولة واعتقد أن على المسؤول مراجعة ذلك وجعل هذا الامر مطبقاً على أرض الواقع لتحقيق الاهداف المنشودة.