مع نهاية موسم الصيف لا يرحّب الأولاد غالباً بفكرة انتهاء العطلة، والتحضير لمرحلة مدرسية أساسها الكدّ والجهد. ولكن، لا مفرّ من هذا الواقع المحتّم. فها هي المدارس فتحت أبوابها لاستقبال التلاميذ، وعلى التلاميذ والأهل التحضير للعودة إلى المدرسة.

الاستعداد

لا يجب أن يتابع التلميذ عيش آخر أيام العطلة كما بدايتها، بل عليه أن يستعدّ نفسياً وعائلياً وفعلياً لمواكبة التغيير المقبل. تستعرض خبيرة الإتيكيت كارمن حجّار رزق في حديث لإحدى الصحف المصرية ، أفضل السبل حتّى يستثمر الأهل والأولاد آخر أيام العطلة بشكل مفيد وينطلقوا في أوّل الأيام المدرسية بزخم ونجاح.

التواصل

لا مفرّ من أن يخاف الأبناء ويشعروا بالتوتّر وبثقل التحدّيات على مشارف بداية العام الدراسي. يلعب الأهل دوراً أساسياً في تهدئتهم وتشجيعهم على المضي قدماً. الحوار بين الأهل والأبناء مهم ويجب أن يُبنى على الدعم النفسي والتأكيد للولد أنه سيكون قادراً على رفع التحدّيات والنجاح وأنه لن يعود وحده إلى المدرسة، بل برفقة كلّ التلاميذ، وخصوصاً أصدقائه الذين سيلتقي بهم قريباً.

وبالنسبة للأطفال الصغار لا بدّ من تشجيعهم بترديد الأهل على مسامعهم الكلام الإيجابي عن المدرسة ومنه أنّ ” المدرسة مكان جميل، وفيها نشاطات كثيرة، مثل الرسم، واللعب والذهاب في رحلات، والتعرّف الى أصدقاء “.

مشاركة الطفل بالتحضير

قبل حلول الموعد الرسمي لدخول المدرسة، تنصح خبيرة الإتيكيت الأهل بأخذ أولادهم إليها، أثناء توجّهِهم لدفع الأقساط، أو لشراء الثياب المدرسية والقرطاسية. يشكّل اصطحاب الطفل لشراء القرطاسية والكتب خطوة تضعه على السكّة المدرسية وتعزّز اندفاعه واستعداده النفسي.

وهو سيستمتع باختيار الشنطة وزجاجة المياه (غورد)… والدفاتر التي تعجبه وعليها شخصيات كارتونية يحبّها مثل سوبرمان… أو دورا، وباربي للبنات…

الدرس والتذكّر

يمكن للأهل بعد شراء الكتب تصفُّحها مع الأولاد في البيت، بهدف تذكيرِهم بمضمونها، ليتمكّنوا مِن استيعاب أيّ معلومات حديثة ستشرحها المعلمة في المدرسة، بشكلٍ أفضل. ويحثّ الأهل أبناءَهم على مراجعة بعض المعلومات الدراسية والعمل على إنهاء الفروض الصيفية، ليدخلوا في جوّ المواد الدراسية وإتمام الواجبات من جديد.

التنظيم قبل المدرسة

على الأهل أن يُعوّدوا أولادَهم تدريجاً على التخلّي عن الفوضى التي سادت الفرصة ليسترجعوا النمط النظامي من خلال الخطوات التالية:

• إذا كانت العائلة تُمضي عطلتها الصيفية في منزل جبلي أو في مقرّ على البحر… من المهم تركه والعودة إلى المنزل الشتوي، وذلك قبل حوالى الأسبوعين من بدء العام الدراسي، ما ينقل الأولاد من جوّ العطلة الصيفية إلى أجواء السنة الدراسية الجديدة.

• وبعد أن أعتاد الأولاد على السهر لوقت متأخر والنهوض في وقت متأخر أيضاً، ستعود الساعة لتقرع باكراً منذرةً بوقت الاستيقاظ. على الأهل استغلال الأيام القليلة المتبقية قبل عودة الأولاد إلى المدرسة لتعويدهم من جديد على النوم باكراً، حتّى يتمكّنوا من أن يَصحوا باكراً مفعمين بالنشاط بعد إتمام 8 ساعات من النوم أقلّه.

• يُستحسن حثّ الولد على إعادة تجهيز مكتبه حيث يدرس بعد الظهر، فيضع الكتب والقرطاسية عليه، والتجهيزات الجديدة للعام الدراسي.

• يساعد وضع جدول زمني والقيام بالعدّ التنازلي مع الأولاد الصغار، مثلاً: يبقى 5 أيام للمدرسة، 3 أيام… على تحضيرهم نفسياً.

في المدرسة للمرّة الأولى
تكون المهمة أصعب على الأهل والطفل خلال يومه الأول من السنة الأولى في المدرسة. يبكي الكثير من الأطفال جراء الخوف من الابتعاد عن الأهل، والشعور بالغربة.

تؤكّد خبيرة الإتيكيت كارمن حجّار رزق أنّ التحضيرات لدخول الصغير إلى المدرسة للمرّة الاولى تُستهلّ قبل بضعةِ أيام من موعد الدخول الرسمي. يصطحبه أهله ليتعرّف الى الطريق المؤدّية للمدرسة، وعلى المبنى من الخارج. ومن المهم أن يدخل الملعب والصفّ والحمّامات مُسبقاً حتّى يتآلف مع المكان، ما يخفّف من عصبيّتِه وقلقه في اليوم الأول.

وتساعد القصص الأهل على إخبار الطفل الصغير عن المدرسة وتجهيزه نفسيّاً، إذ يمكن أن يرووا له حكايات يدخل أبطالها للمرة الأولى إلى المدرسة حيث يفرحون ويلتقون بأصدقاء جدد…

دقّت ساعة الصفر
لا ترسلوا طفلكم ذات الثلاث سنوات إلى المدرسة في اليوم الأول بـ«الأوتوكار»، بل رافقوه إلى الصفّ بأنفسكم وعرّفوه الى المعلمة والمساعِدة. وحتّى لو بدا متوتّراً ذكّروه أنكم ستذهبون لبضع ساعات وتعودوا لجلبه. إن بكى فور اتجاهكم للمغادرة لا تعودوا بل ابتعدوا وتأكّدوا أنّه سيتوقّف عن البكاء بعد رحيلكم.