بينما يعانى المسلمون الروهينجا فى إقليم راخين (سلطنة أراكان الإسلامية المحتلة) بدولة بورما من أعنف عاصفة اضطهاد دينى فى التاريخ على يد الجيش البوذى الذى يرتكب أبشع جرائم ضد الإنسانية، تبرعت قطر بـ30 مليون دولار لمساعدة المتضررين من إعصار هارفى الذى ضرب ولاية تكساس الأمريكية، ولم ترسل دولارا واحدا للمشردين والمكلومين المسلمين على الحدود البورمية ـ البنجلاديشية.

يتضح من المواقف القطرية لكل ذى عينين أن سلوكها يستهدف أمرا أساسيا، بعيدا عن مساعدة المتضررين أو المواقف الإنسانية، وهو ابتزاز صناع السياسة فى واشنطن وكسب تأييدهم فى أزمتها مع الدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من تنظيم الحمدين.

ليس هذا فحسب بل إن مشعل بن حمد آل ثانى سفير قطر فى واشنطن أعلن عن إنشاء صندوق خاص بهذا الشأن للعمل مع حاكم تكساس، والمنظمات المعنية ومسؤولين محليين بالولاية، وهو ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية التى أكدت أن المساهمة القطرية تعد أكبر مساعدة أجنبية تقدم للمنكوبين من الإعصار.

وتفيد تقارير دولية أن الدوحة أقدمت على هذه الخطوة، لإظهار دورها ” البنّاء ” فى العالم، وسط أزمتها الدبلوماسية مع الدول العربية التى طالبت قطر بالكف عن دعم الإرهاب وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية لها، ودعم وتمويل الإرهاب، وإيواء عناصر مطلوبة دوليا وهى: مصر، والإمارات، والسعودية والبحرين.

ويضرب أمريكا إعصارين شديدين هما هارفى وإيرما، ووصل الإعصار إيرما إلى اليابسة بولاية فلوريدا الأمريكية اليوم الأحد محملاً برياح مدمرة ومنذرا بارتفاع منسوب المياه بشكل يهدد الحياة، ما تسبب فى أكبر عملية إجلاء فى تاريخ الولايات المتحدة بعدما خلف دماراً كارثياً على ساحل شمال كوبا، وفقا لتقارير بثتها وكالات الأنباء.

وطالب سيناتور فلوريدا بإجلاء نحو 6 ملايين مواطن أمريكى فى الوقت الذى كانت فيه العاصفة على بعد 145 كيلومتراً جنوب شرقى مدينة كى وست بفلوريدا عند منتصف الليل محملة برياح تقترب سرعتها من 193 كيلو متراً فى الساعة، خوفا من حدوث خسائر فى الأرواح البشرية.

وبالرغم من كل هذا الدمار فى أمريكا إلا إنه لا يساوى شيئا أمام ما يفعله الجيش البورمى بحق الأقلية المسلمة، إذ يحرق منازلهم ويغتصب جنوده الساديون النساء ويلقون بالأطفال أحياء فى الأنهار، وهو الأمر الذى لم يلفت نظر السياسة القطرية.

صمتت الحكومة القطرية بينما تحرك الهلال الأحمر القطرى (هيئة غير حكومية) معلنا عن تخصيصه فقط مبلغ مائة ألف دولار أمريكى بشكل مبدئى لتوفير المتطلبات الأساسية لخدمة اللاجئين والنازحين من مسلمى الروهينجا ممن هربوا بسبب تصاعد أعمال العنف ضدهم فى إقليم راخين بميانمار، وفقا لبيان رسمى.

وهكذا ظهرت الدوافع القطرية بوضوح من مساعدة المنكوبين، ودللت الدوحة على إن أموالها فى سبيل السياسة وليست فى سبيل الله أو الإنسانية.