وضع عضو الجمعية العلمية السعودية للعقيدة والأديان والفِرَق والمذاهب، إبراهيم حسن الزبيدي، روشته للحجاج في يوم عرفة، موضحا أن الحاج يسير بعد طلوع شمس التاسع من ذي الحجة من منى إلى عرفة، وأي مكان من ساحات عرفة أجزأه الوقوف فيه؛ ما عدا ما استثناه النبي صلى الله عليه وسلم وهو بطن عرنة؛ مشيراً إلى أن حدود عرفة بُيّنت بعلامات وكتابات توضح عرفة من غيره.
وأضاف: ” على الحجاج أن يصلوا الظهر والعصر قصراً وجمعاً بأذان وإقامتين، إذا زالت الشمس، وكذلك تقصر الصلاة الرباعية في عرفة ومزدلفة ومنى، وفي منى يقصر ولا يجمع؛ بل يصلي الحاج كل صلاة في وقتها؛ لعدم الحاجة إلى الجمع ” .
وأوضح : ” وبعد الصلاة يتفرغ الحجاج للدعاء والتضرع والابتهال إلى الله تعالى، وهم في منازلهم من عرفة، ولا يلزمهم أن يذهبوا إلى جبل الرحمة، ولا يلزمهم أن يروه أو يشاهدوه أو يستقبلونه حال الدعاء؛ وإنما يستقبلون الكعبة المشرفة ” .
ويفصّل في شأن الدعاء قائلاً: ” ويستمر الحاج في الدعاء سواء دعا راكباً أو ماشياً أو واقفاً أو جالساً أو مضطجعاً، على أي حال كان، وعليه أن يختار الأدعية الواردة والجوامع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) ” .
وأوضح: ” يستمر ضيوف الرحمن في البقاء بعرفة والدعاء إلى غروب الشمس، ولا يجوز له أن ينصرف منها قبل غروب الشمس؛ فإن انصرف منها قبل الغروب، وجب عليه الرجوع، ليبقى فيها إلى الغروب؛ فإن لم يرجع وجب عليه دم؛ لتركه الواجب، والدم ذبح شاة يوزعها على المساكين في الحرم، أو سُبع بقرة أو سبع بدنة ” .
وأشار إلى أن وقت الوقوف يبدأ بزوال الشمس على الصحيح، ويستمر إلى طلوع الفجر ليلة العاشر؛ فمن وقف نهاراً؛ وجب عليه البقاء إلى الغروب، ومن وقف ليلاً، أجزأه، ولو لحظة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أدرك عرفات بليل، فقد أدرك الحج)”.
وأوضح ” الزبيدي ” أن حكم الوقوف بعرفة أنه ركن من أركان الحج؛ بل هو أعظم أركان الحج؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة)، ومكان الوقوف هو عرفة بكامل مساحتها المحددة؛ فمن وقف خارجها؛ لم يصح وقوفه.