كشف الباحثون في جامعة ” جلاسكو ” بسكوتلندا عن تقنية تكنولوجية جديدة يمكن أن تؤدي إلى تحديد أكثر دقة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكر النوع الثاني.

فقد اكتشف الباحثون الأوروبيون والأمريكيون مؤشرات جديدة محتملة أطلق عليها ” مؤشرات حيوية ” لمرض السكر في شكل بروتينات وجزيئات تسمى ” الرنا الميكروي ” (هو جزىء من الحمض النووى الريبى)، حيث يعتقدون أن هذه الجزيئات ستصبح أهدافا جديدة لتطوير عقاقير مكافحة لمرض السكر.

ويأمل الباحثون وفق النتائج المنشورة في عدد أغسطس من مجلة ” بلوس واحد ” الطبية أن تساعد التقنية المتوصل إليها فى معالجة الزيادة العالمية المضطردة فى مرض السكر النوع الثانى، والتي تؤثر حاليا على 415 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم، في ظل توقعات بارتفاع أعداد المرضى إلى 642 مليون بحلول عام 2040 .

ويعد مرض السكر النوع الثاني من الحالات الشائعة والتى تتميز بإرتفاع فى مستويات السكر فى الدم مصحوبة بمضاعفات خطيرة على المدى الطويل بما فى ذلك على العين وظائف الكلى وأمراض القلب مما يقلل من متوسط العمر المتوقع ويؤثر حاليا على 000 292 شخص بالغ في اسكتلندا بواقع 5.4 في المائة من السكان.

وقال جون بيتري، الباحث في معهد ” القلب والأوعية الدموية والعلوم الطبية ” بجامعة ” جلاسكو ” : يمكن الوقاية من العديد من حالات مرض السكري النوع الثاني عن طريق التدخل المبكر والمكثف للحد من تناول السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني ومنع زيادة الوزن المرتبطة مع أنماط الحياة الحديثة.

وتشير الأبحاث إلى أنه في السنوات السابقة على إصابة شخص بمرض السكري من النوع 2 تزيد الخلايا المنتشرة في جميع أنحاء البنكرياس من نشاطها في إطار عمل إضافي لإنتاج الأنسولين إضافي للحفاظ على مستويات السكر في الدم طبيعية قدر الإمكان .. و بحلول الوقت الذي يتطور فيه مرض السكر تصبح هذه الخلايا “مستنفدة” ولم تعد قادرة على صنع ما يكفي من الأنسولين لمعالجة الأغذية وتخزينها.

لذلك نظر الباحثون فى البروتينات المتواجدة فى عينات الدم بين الأشخاص قبل ثلاث سنوات من إصابتهم بالمرض ومقارنتهم بعينات أخذت من أشخاص في نفس المرحلة العمرية والوزن ممن أستطاعوا المحافظة على نسبة السكر في الدم مستقرة وطبيعية خلال نفس الفترة.

وعكفت الدراسة على قياس 1.129 بروتينا فى كل من عينة دم فضلا عن 754 جزيئا يسمى ” الرنا الميكروى ” المعروف بتنظيم التعبير عن الجينات .. وقد استخدم الباحثون نماذج إحصائية للعمل بها والتى كانت أفضل فى التنبؤ بمرض السكر .

وأشارت المتابعة إلى أن هذة الجزيئات قد أظهرت سلسلة التغييرات التى تطرأ على الخلايا المنتجة للإنسولين، والتي تعكس شكل من أشكال ” الإجهاد ” حيث تبدأ في فقدان خصائص إنتاج الإنسولين سبب الإجهاد .