قال الداعية الإسلامي، عمرو خالد، إن النبي صلى الله عليه وسلم رسخ لقاعدة قوية في خطبة الوداع توضح أن الدين هو الأخلاق والمعاملة مع الغير، ” فالدين هو الخلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين ” .

ودلل خالد بقول النبي: ” أيها الناس.. المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأعراضهم.. والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ” .

وشدد خالد في الحلقة السابعة من برنامجه ” حجة الوداع ” المذاع على موقعه الرسمي وعبر صفحته الرسمية على ” فيس بوك ” على أن المسلم والمؤمن ليس من صلى وصام وحفظ القرآن بلسانه ومظهره متدين وقلبه فارغ من الإيمان، يردد ولا يعي ما يقول، ولكن المؤمن من سبقت أخلاقه لسانه وحفظ حرمة الناس وأعراضهم، وكانت أخلاقه نبراسًا قويًا تدل عليه، حتى وإن كان بسيطًا في فهمه للدين.

وأوضح أن الحج هو الاستسلام لله، أي الخضوع والتسليم لله تعالى، فيجب على الحاج أن يعي معنى قوله ” إنا لله وإنا إليه راجعون ” ، أي إننا وما نملك من مال وولد ونفس لله عزوجل وإليه راجعون.

وأشار خالد إلى أن الحج ومناسكه وأركانه قائمة على حكاية سيدنا إبراهيم مع ولده إسماعيل حينما رأى إبراهيم في رؤياه ” يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فأنظر ماذا ترى ” … ليرد عليه ابنه إسماعيل قائلاً: ” يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ” .. حيث وصل الأب وابنه لقمة الاستسلام لله والخضوع لأوامره سبحانه.. ففداه الله بذبح عظيم.

وأردف خالد، أن ” المغزى من قصة الذبح، هو ذبح الشهوات والخطايا، ومحاربة الشيطان في كل وساوسه، بعد أن تمثل الشيطان في صورة رجل عجوز لإسماعيل وأمه هاجر، لينهاهم عن تنفيذ الأمر، فيقوموا برجمه بسبع جمرات على ثلاث دفعات ” .

وتابع خالد، أن ” الهدف من الحج الإقلاع عن الذنوب وعقد التزامات جديدة وعهود ووعود مع الله تعالى، ونبذ عهود الشيطان، فيجب على المرء الاستسلام لله والخضوع والخشوع له عز وجل وتجديد النوايا مع الله حتى يمن علينا بنعمة أداء الحج ” .

واستطرد قائلاً: ” أول أركان ومناسك الحج النية، وهي نية الإقلاع عن العقود الباطلة التي تغضب الله، وعند الإحرام يجب التجرد من كل ما يغضب الله، وعند الاغتسال للإحرام يجب غسل القلب من كل شر وضغينة، وعند التلبية يجب أن يتذوق الحاج حلاوة التلبية واستشعارها وسماع إجابة الله.. لبيك عبدي ” .

وأكد الداعية الإسلامي، أن في تقبيل الحجر الأسود، فيه معاهدة لله بترك المنكرات وفعل الخيرات بعد التحلل من الإحرام ومناسك الحج، وعند السعي يجب أن يشعر الحاج أنه على باب سيده يطلب ويرجو العفو والمغفرة.

واستطرد: ” عند الوقوف بعرفات يستشعر الحاج أنه عرف الله حق المعرفة، وأن تنزل عليه السكينة حتى يتيقن أن الله استجاب دعاءه وسكن قلبه، فيجب على من يكتب له الحج أن يتذوق حلاوة الحج ويصل لقمة الاستسلام لله، فهكذا كانت حجة النبي صل الله عليه وسلم، فالدين يظهر في الأخلاق وليس في المظهر واللبس والكلام فقط ” .