حذرت الكاتبة الصحفية نورة محمد السياح الخليجيين في أوروبا عامة ولندن خاصة من الاستعراض بالسيارات الفارهة والساعات والمجوهرات والحقائب الغالية، والتي تجعل من هؤلاء هدفاً سهلاً للصوص، وذلك بعد حادث طعن أحد الخليجيين في لندن، واقتلاع ساعة من يده بالقوة.

وقالت في مقالها ” مهايطية لندن.. نحذركم! ” المنشور في صحيفة ” عكاظ “،: “كنا نعيش بهدوء في الفترة الماضية في لندن، قبل انتعاش السياحة الخليجية، ولم نرَ من يفاجئ المارة بسرعة دراجته واقتحامه لمسار لا يمشي فيه عادة من يقودها، لكي يسرق هاتفاً محمولاً في غفلة من صاحبه. ولم نشاهد شخصاً يقطع الرصيف بالمنتصف وهو راكب دراجته الهوائية مسرعاً، ويكاد يصيب المارة، وهو يهدف إلى سرقة حقيبة فاخرة لسيدة خليجية تتباهى بها.. ولم نشاهد لصوصاً يجلسون بيننا في المقاهي، مخترقين الأمكنة، ليسرق النظر ليعرف أرقام بطاقتك البنكية السرية عندما تحاسب قبيل مغادرتك المكان، ثم يهجم عليك بالقوة بمجرد خروجك.. كل ما ذكرت في الأعلى وأكثر، حقائق تزداد يوماً بعد يوم مع تزايد أعداد السياح في بعض العواصم الأوروبية، خصوصاً لندن وباريس وجنيف “.

وتضيف الكاتبة: ” في الواقع، أقدِّر شخصياً أننا بشكل عام في الخليج لا نملك تلك المساحات الشاسعة للتنفيس عن راغبي الاستعراض ” المهايطية ” وهواة الفشخرة الزائدة، لذلك يظل أصحاب هذا «النقص» منتظرين أية فرصة للظهور والاستعراض بالسيارات الفارهة والساعات والمجوهرات والحقائب الغالية، وحجز طاولات المطاعم و” الكافيهات ” بالآلاف! كل منا يحترم رغبة الناس في التجمل والظهور الأفضل أو حتى لفت الانتباه، فتلك حرية شخصيّة، ما دام يصرف من حر ماله، ولكن عندما يتجاوز الأمر إلى الضرر بالآخرين من أبناء جلدتك بشكل مباشر أو غير مباشر، ويعرضهم لترصد اللصوص والمجرمين بما يهدد حياتهم، فتلك الممارسات يجب أن تتوقف. ولتعلم أن عائلات خليجية تعرضت للأذى؛ بسبب هذا الهياط والاستعراض غير السوي، لا لشيء إلا لكونها تحمل نفس الملامح والبشرة والملبس، أو مؤشرات تدل على أنه من نفس جنسية المهايطي، ولديّ قصص كثيرة ربما أكتب عنها لاحقاً! “.

وتحذر نورة محمد من تعرض الخليجيين لحوادث الاعتداء والسرقة، وتقول: “في هذه الحالة يا محترم، لم تعد تلك حرية شخصية كما كانت من قبل، بعد أن بتنا معرضين للهجوم والاعتداء كما حصل مع سياح خليجيين في لندن. خصوصاً أن العاصمة البريطانية من المدن التي يفضّل السائح فيها غالباً المشي على الأقدام بدلاً من استخدام المواصلات العامة، وهذا ما يجعل الأمر يزداد سوءاً.. في كل عام يتكرر هذا الأمر، ولكن صيف هذا العام تكرر بطرق مختلفة؛ إذ أصبح اللصوص يتنقلون في الشوارع وبين السواح وكأن لا وجود للشرطة، وقد ابتكروا بكل تمرد طرقاً جديدة يمارسون فيها السرقات، ولا خوف يسكنهم من القبض عليهم! “.

وترصد نورة محمد العديد من الحوادث وتقول: “قبل ليالٍ كادت يد أحد الخليجيين أن تقطع بالسكين؛ بسبب ساعة كان يرتديها، واكتفى السارق بطعنه حتى اقتلع الساعة من يده بالقوة.. وقبلها وقف لص أمام أحد المقاهي الشهيرة في حي نايتسبريدج الشهير في لندن، وكان يجلس فيه شخص خليجي يرتدي ساعة، كما قيل يتجاوز سعرها 100 ألف باوند (ما يقارب نصف مليون ريال سعودي)، ولم يستطع أي شخص في ذلك المقهى منع اللص، وهو ما جعل الضحية بكل بساطة ينزع تلك الساعة الثمينة بكل هدوء ويسلمها للص حتى لا يزهق روحه! وقبل ذلك، سُكِب الأسيد الحارق على سيدة خليجية محجبة بالقرب من مطعم شهير وسط لندن، وترك اللص السيدة بألم وتشوهات، وكل ذلك بسبب الكراهية أو لسرقة حقيبة يد أو ساعة ثمينة أو «موبايل» جديد! لا أتحدث من فراغ ولا أكتب قصصاً خيالية، بل تلك قصص واقعية مسجّلة لدى شرطة لندن، وما ذكرته هو قليل من كثير، والعلم اليقين عند السفارات الخليجية.. وما يحزن أيضاً ويجب ألا نتجاوزه أن بعض السياح جاؤوا للسياحة وهم غير مقتدرين على دفع تكاليف الرحلة، وقاموا بالاقتراض لهذا الهدف، ومن ثم يتعرضون للأذى والسرقة؛ جراء تصرفات أهل (الشو)! “.