تعاني الكثير من السيدات من مشكلة تحديد الخطوط العامة للمنهج التربوي الذي سنعنمده لتنشئة أبنائها.ولأن أهم خطوة هي تحديد الأسس والمفاهيم العامة، وجب عليك سيدتي التفكير مليا قبل تبني أي منهج تربوي.

فالضرب على سبيل المثال هو وسيلة لتخويف الطفل ومنعه من القيام ببعض الأمور، لكنه يترك مشاكل نفسية واجتماعية عند الطفل وتبني فكرة الضرب من عدمها تتطلب منك تفكيرا مطولا حتى تتحملي مسؤولية اختياراتك.

وفي هذا المقال تقدم لك أخصائية في تربية الأطفال ، أهم أسس التربية السليمة التي عليك معرفتها.

ثنائية الثواب والعقاب

في فترة ما من عمره، يحتاج كل طفل بدأ بالوعي والفهم أن يميز بين الصواب وخطأ ويكون ذلك عبر تحديد ثنائية الثواب والعقاب ، الثواب الآني حتى يعلم ابنك أن بعض الأشياء التي يقوم بها هي أشياء خاطئة، عليك أن تقدمي له مقابلا في نفس الوقت الذي يقوم فيه بالسلوك الجيد.

فالجزاء الآني يجعل ابنك يشعر بقيمة فعل الخير، ونتائجه الإيجابية على حياته في المستقبل بصفة عامة. لكن الأهم هو أن تعلمي ابنك بهذا أن فعله للخير لن يضيع أبدا، وأنه سيرى نتائج أعماله الخيرية بسرعة وسيحصد صاحب العمل الخيري دائما وبسرعة نتائج عمله.

التنبيه

لا يمكن بحال من الأحوال أن تعاقبي ابنك دون “تحاكميه” ودون أن تتركي له فرصة حتى “ يدافع ” عن نفسه. لكن قبل كل هذا عليك أن توضحي له قوانين الحياة ، والأهم هو أن تتركي لابنك فرصة إصلاح الخطئ الذي اقترفه، فلكل منا الحق في فرصة ثانية، ليكفر عن ذنوبه.

العقاب

مازالت بعض السيدات يتبنين نظرية العقاب الجسدي أو الضرب لاعتقادهن أن هناك مخاطر يجب حماية الطفل منها عبر ضربه. وهذا في حد ذاته غير مقبول بالمرة لأن التضحية بالمستقبل النفسي والاجتماعي للطفل على حساب نجاح تربيته اليوم هو مظهر خطير من مظاهر الأنانية.

فالأم التي تضرب ابنها اليوم ليظهر بمظهر الطفل المؤدب، هي في الحقيقة تسلب مستقبله النفسي وحتى الأخلاقي للظلام والمجهول.

ثنائية الحزم والعفو

تحب الأم أن تعفو على ابنها في بعض الأحيان، لكن العفو يتنافى مع مفهوم الحزم والشدة. تحديد الأساسيات الطفل لا يعرف في بداية حياته أن هناك أساسيات وثانويات. لكن نوعية العقوبة التي يتعرض لها وإمكانية العفو عنه هي التي تحدد عنده الأساسيات.

لذلك عليك أن تحددي المواضيع التي لا يجب أن تتهاوني فيها مع طفلك حتى يعلم أنها من الأساسيات ولا يمكن التسامح فيها. وبعفوك عنه في بعض الأحيان سيعلم أن العفو ممكن في بعض المسائل غير المهمة. العفو بمقدار كثرة التسامح مع الطفل ستفقده الإحساس بالمسؤولية واحترام واجباته. كما أن كثرة التسامح تفقد القانون قيمته، فماهي فائدة قانون جُعل ليتم اختراقه والعفو عن مخترقيه؟ لذلك عليك أن تكوني أقل تسامحا مع ابنك.