‏ في النادي وبعد التمارين الرياضية أعتدت أن أجلس في مكان هادئ لأسترخي فكرياً وأتناول مشروب الديتوكس الذي لا أدري هل له مفعول لحرق الدهون، أم لا ،ولا أخفيكم أني ربما تناولت قطعة شكولا معه هي طقوس لي أحس بالراحة جداً في ممارستها وأستمتع بذلك ،لكن اليوم كان مختلف جداً جلست أمامي امراءة في عمر الخمسين تتحدث بالهاتف ولم تعر لوجودي أي أهمية كانت المكالمة التي تجريها قد أخذت كل فكرها ،تضايقت من جلوسها دون أستئذان ومن أرتفاع صوتها وأخذت أردد في نفسي متى نتحضر ونحترم حقوق وخصوصية الأخرين كنت أسمع حديثها مجبره وسمعت الكثير من صراخ محدثها فقد كان صراخه مسموعا ،بعد مرور عشر دقائق من الأتصال انتهت المكالمة فرحت جداً لعلها تذهب وأعود لهدوئي ،إلتفتت إليّ وقالت أعذريني جلست دون أستئذان ونزلت دمعتها ،تجمدت الكلمات على شفتي فأنا أضعف عند بكاء أنسان ، صمت قليلا ثم استجمعت كل شجاعه أملكها وقلت أرجوك لا تبكي ،وماذا يبكيك ؟ هل أستطيع أن أساعدك ؟؟تنهدت بصوت مرتفع وناولتها كأس الماء ثم بدأت تروي حكايتها قالت أناأم لثلاث أولاد وبنت منذ خمس وعشرين سنه مات زوجي وكنت في عنفوان جمالي وشبابي وتركت كل رغبه لي من أجلهم وهم الآن يشار اليهم بالبنان فقد حصدت ثمره صبري بنجاحهم بادرتها أذا لماذا تبكين ؟؟ قالت أعيش في بيتي وحيدة كل أبنائي متزوجين وكل زوجه ترفض أن تعيش معي وبنتي تعيش مع زوجها في أمريكا مبتعثه لإكمال دراستها، تمضي الساعات وأناوحيده وقد تقدم لي جارنا الذي توفت زوجته قبل شهر وطلب الزواج مني ،وولدي الآن يحدثني عن رغبته ورغبةجميع أخوته بعدم زواجي قاطعتها بسؤالي لماذا ؟؟؟ نزلت دمعتها مره أخرى وقالت (يقولون ويش تبين بالعرس ) ثم قالت( مايعرفون أني وحيده) ،ليتهم يعرفون ماقدمت لهم لقد ضحت بأغلى سنوات عمرها وجمال تقاسيم وجهها وسواد شعرها وصحتها لم تكون تريد أن تتخلى عنهم في ضعفهم والآن يبخلون عليها بأبسط حق من حقوقها أن تتزوج وأن تجدلها من تمضي معه بقية عمرهاالبر ليس ماديا دائما ،بوجه نظري أن أروع أنواع البر أن تمنح هذه الأم حرية الأختيار ربما نحتاج أن نعي مفهوم البر الحقيقي و أن ثمة أشياء في الحياة لها قيمة وليس لها ثمن فقهوة الصباح مع نصفها الاخر وفضفضة المساء ومشاركة الأفراح والأحزان لن نستطيع شراءها بالمال .