أثر أحدث هجوم للإخوانية توكل كرمان على التحالف العربي -الذي نجح حتى الأن في تثبيت الشرعية وتجنيب اليمن الإنزلاق إلى الحرب الأهلية- عدة تساؤلات أخطرها عن العلاقة بين ما يفترض أنه متناقض وهو الكيان الصهيوني وقطر وبين عزمي بشارة الإسرائيلي مستشار أمير قطر والإرهابية الإخوانية توكل كرمان وكذلك بين قناة الجزيرة التي سخرها نظام الحمدين كذراع لإثارة الفتنة ودعم الإرهاب في المنطقة وقناة بلقيس التي تمتلكها توكل كرمان وتجندها في خدمة قطر والحوثيين والمخلوع صالح ضاربة باستقرار بلدها عرض الحائط.

وكانت توكل كرمان -مخالفة لجموع الشعب اليمني- قد هاجمت التحالف العربي ووصفت الدور العظيم الذي قام به في اليمن بـ ” العدوان غير المقبول على حاضر ومستقبل اليمن ” .

هذا التساؤل حول العلاقة بين ما يبدو أنها المتناقضات الستة ( بشارة وتوكل – إسرائيل وقطر – الجزيرة وبلقيس ) طرحته ” صدى ” على خبراء عرب متخصصين في الشؤون اليمنية … وكانت الإجابة المفاجئة أنه لا يوجد أي تناقض على الإطلاق، بل إن الطبيعي هو أن الأدوات الستة استخدمت منذ البداية في تنفيذ مؤامرة ما يسمى ” الفوضى الخلاقة ” في المنطقة العربية، وإن كان ثمة تفاوت فهو مجرد توزيع أدوار واختلاف في توقيت الظهور على الساحة.

وسخر أحد الخبراء من مسرحية منح توكل كرمان جائزة نوبل مذكراً بما قاله أحد السياسيين اليمنيين من أن الدوحة لعبت دوراً في تلميع السياسيين اليمنيين التابعين لتنظيم الإخوان، وقال نصاً وبوضوح : قطر قامت بعمليات فساد مالي لضمان استقرار اللجنة المانحة لجائزة نوبل للسلام على ذهاب الجائزة للإخوانية توكل كرمان.

وأضاف الخبير ” إذن لا غرابة على الإطلاق في العلاقة بين توكل والإسرائيلي عزمي بشارة فالاثنان يعملان في خدمة نظام قطر إما تسديداً لفاتورة جائزة نوبل بالنسبة لتوكل أو انطلاقاً من شعار بشارة ” نحن في خدمة من يدفع أكثر ” ، ومن ثم فإن توكل وبشارة وجهان لعملة واحدة.

وأجمع الخبراء على أن هذا هو السلوك السياسي الطبيعي لنظام قطر الذي يوظف أمواله لشراء عملائه وانتصاراته المزعومة بدءاً من لاعبي الكرة ومروراً بتنظيم ملف المونديال وشراء الأبواق الإعلامية ووصولا إلى إيواء الإرهابيين ودعم نشاطاتهم الإرهابية.

ومن ثم فإن الطبيعي أن تجند توكل كرمان قناتها بلقيس لتكون فرعا لقناة الجزيرة في اليمن وأن تنتهج القناتان تكنيكاً إعلامياً تجاوزه وعي الشعوب وهو ” أكذب كثيرا ولو لم يصدقك الآخرون ” ، وأشار أحد الخبراء إلى أن الجزيرة وبلقيس وحدهما من روجتا لكذبة المعتقلات السرية وحالات الاختطاف والإخفاء القسري في جنوب اليمن.

أما عن العلاقة بين اسرائيل وقطر فيقول الخبراء أن الاحتلال قاسم مشترك والاختلاف فقط أن إسرائيل تحتل دولة عربية ونظام قطر جلب المحتلين لبلاده من العصابات الإرهابية والحرس الثوري الإيراني وأخيرا تركيا الباحثة عند موطئ قدم لها في الخليج، ناهيك عن القواعد العسكرية الأجنبية.

ولا يرى الخبراء الثلاثة أي غرابة في وصف توكل لقطر بأنها العظمى الحبيبة وتواصل خداعها حين تبشرها بالخروج منتصرة من أزمة المقاطعة العربية قائلة ” النصر مسألة وقت والبقية تفاصيل “.

أما هجومها الأخير على التحالف العربي التي شاركت فيه قطر إلى أن انكشف دورها التآمري ودفع ثمنه المقاتلون الإماراتيون الأبرياء فإن التناقض بدا واضحا في تصريحات توكل كرمان خاصة وأنه قد سبق لها أن امتدحت معرض التغريدات المدفوعة الثمن حيث قالت أن انسحاب قطر أضعف بالفعل عمليات التحالف العربي في اليمن.

وتوقف متابعون دائمون على مواقع التواصل الاجتماعي أمام هذ الكم الكبير من الكراهية التي تكنها توكل كرمان للمملكة وذكروا بتطاولها إلى درجة وصفها بـ ” راعية الإرهاب ” ، ثم حينما أعلنت المملكة ضمن الرباعي العربي مقاطعة نظام قطر، ذهبت كرمان إلى أبعد من ذلك حين وصفت عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل بأنها محاولة من المملكة لفرض وصاية على اليمن.

إلا ان الخبراء أكدوا لـ ” صدى ” أن هذا هو الدرس المرسوم والمسبق الدفع لتوكل كرمان من قبل من تعمل في خدمتهم بالدوحة خاصة وأنهم من سددوا فاتورة منحها جائزة نوبل.