سنوات مضت أتذكرها جيداً كان لاعبو الهلال فيها ينطلقون فرحاً من المنصة للاحتفال مع مدرجاتهم العظيمة بلقب تعبوا فيه وقدموا أمتع كرة قدم تعرفها الملاعب السعودية إلا أنهم يخذلون بفرحة باردة ولا يستمعون إلا لعبارة واحدة (آسيا..آسيا).

يواجه الهلال التعاون في أحد منعطفات الدوري الهامة قبل فترة توقف مؤثرة وجماهير الملكي مشغولة بعدم ضم الحبسي للبطولة الآسيوية.
غاب الهلال لسنوات عن لقب الدوري وحققه بعض من كانوا السبب في أن تكون بطولة آسيا هي مطلب وعقدة الجماهير الهلالية فشاهد الجميع فرحتهم التي وصلت إلى أعماق البحار وسطح القمر وكأنهم نالوا أعتى البطولات بعد منافستهم للريال والبرشا والمانيو.
أعتقدت بعد الموسم الماضي أن جماهير الهلال أستوعبت الدرس وأدركت أن الجميع في دورينا يسعى لهدف وحيد هو تعطيل الملكي أولاً ثم البحث عن أي إنجاز يفلت من يديه.

مع حرارة صيف الرياض بدأت تذوب أحلام تعدل الحال وبأتت العاطفة هي من تحكم جماهير الزعيم من جديد وعدنا لسماع اسطوانة (الآسيوية وغيرها مابي).
للأسف أن (بعض) جماهير الهلال بأتت خير من يجيد صناعة الأزمات وأصبحت الوبال على فريقها دون شعور منها بضغط الفريق وكأن عدم تحقيق هدف واحد يهدم كل الانجازات الباقية التي يقاتل الفريق لتحقيقها.

يعي المتابع كمية الأوجاع التي سببها الهلال للبعض بكافة انجازاته وما النواح والعويل الذي حدث بعد توثق البطولات إلا دليل على أن همهم هو أن لا ينال الهلال ولو كأس ماء فما بالك بأن يحقق بطولة من أمامه.

أتمنى أن لايندفع القارئ الهلالي ويعتقد بأنني أسوق الأعذار للإخفاق الآسيوي مبكراً ولكن البطولات ينالها من يعطيها إلا في حالات استثناء كما
حدث من سيدني الذي ربما يكون قد أعطى أموراً لا نعلمها ولكن هل يقارن لاعبي الهلال المحليين والأجانب بقدرات لاعبي فرق شرق القارة..!

نعم الهلال يملك رجالات مؤثرين وداعمين ولكن دعمهم من واقع محبه ولن يجني الداعم منهم أي مكاسب وهذا الفرق الذي خلق الهوة بين محترفينا ومحترفي أندية آسيا التي تعتمد على شركات تمولها بأعتى المحترفين وما هالك وأوسكار واليكسون وأحمدوف إلا دليل.

نعم الآسيوية حلم أدعو الله أن يتحقق ولكن أن لم تتحقق سيتجدد الحلم وسيبقى الطموح أن يحافظ الهلال على انجازاته الموسم الماضي ويكررها ولن أتسى التغريدة الأسطورية والتي أعتبرها أفضل تغريدة رياضية في تاريخ تويتر بأن الهلالي لن يحزن في يوم أكثر من حزنه بعد سيدني ولن يفرح بلحظة أكثر من لحظة الجحفلة.

دائماً يكون الدليل على تطور الاندية لدي هو تطور المنتخبات فكيف نطمح لتحقيق البطولات ونجومنا المحليين لاتقارن قدراتهم بقدرات أصغر موهبة من
شرق آسيا وبفكرها وطموحها وهذا ما يتضح بين منتخبنا ومنتخباتهم.

فيلسوفيات..
– يبقى الخيار الاول والأخير في ضم أي لاعب لأي قائمة أو مواجهة هو خيار للمدرب وحده وهو من يتحمل عواقبه.
– نعم الحبسي والجميع يتمنى مشاركته ولكن الأقرب للمجموعة من بين الجميع والأدرى باحتياجاته هو المدرب فقط.
– فتحت الجماهير الهلالية الباب على مصراعيه لكل سفيه بأن يروج الاشاعات حول عدم الاستقرار في البيت الهلالي بسبب عدم ضم الحبسي وكان الخلل الوحيد في الأزرق هو حراسة المرمى فقط.
– ساقتبس من صديقي سامي الباتلي بانني لا أخشى على الهلال من خسارة آسيا لذاتها ولكني أخشى أن تدمر ردة الفعل والضغط الذي وضع الهلاليين إدارتهم ومدربهم فيه على باقي الموسم.