يعد غار حراء المكان الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على النبي، من أهم المعالم الإسلاميّة في مكة المكرمة، حيث كان يختلي فيه رسول الله محمد قبل نزول القرآن عليه بواسطة جبريل، بغاية التفكر في الخلق وفي أحواله .

ويقع غار حراء شرق مكة المكرمة، على يسار جبل عرفات، على أرتفاع 634 متر تقريبا، ويبعد تقريبًا مسافة 4 كم عن المسجد الحرام.كما يستغرق الصعود إليه مدّة 40 دقيقة، ويتكوّن من قطع صخرية ضخمة، ويحكي ذكريات رجل طالما تردّد عليه وقضى الساعات والاَيّام والاَشهر في رحابه، يتعبد اللّه ويتأمّل في الكون وفي آثار قدرة اللّه وعظمته.

الغار الصغير يتسع من البَاطِن لخمسة أشخاص، أما الداخل فيكون وجهه متجها نحو الكعبة المشرفة مباشرة، لكن النقطة الملفتة أن الثقوب الموجوده في الغار تطل على المسجد الحرام من عدة أتجاهات، كما انها تسمح لدخول الهواء من الأمام ومن اليمين وايضاً تسمح بدخول ضوء القمر الذي يضيئ الغار من الداخل.

ويحتل الغار مكانة غالية في قلوب كل مسلم، ويحرص الكثير من المعتمرين والحجاج والزوار على زيارته.

وتعتبر الثقوب الموجودة في غار حراء أحد الأسباب التي تمكنك من مشاهدة بيت الله الحرام بوضوح وخاصة وانت داخل الغار وكان صلى الله عليه وسلم من هذا المكان في غار حراء يُشاهد الكعبة؛ ذلك البيت المقدَّس الذي له مكانة عند الله وحرمة لا يدانيها أي مكان آخر في الدنيا؛ ولعل هذا هو السرُّ من وراء اختيار غار حراء تحديدًا؛ لأن الذي يجلس في هذا الغار -وإن كان بعيدًا عن مكة بدرجة كبيرة- يستطيع أن يرى بوضوح بيت الله الحرام من هذا المكان البعيد.