الأسرة هى المأوى الدافئ، والملجأ الآمن والعلاقة الطبيعية المفترضة بين أركان هذه الأسرة هي الحب والمودة وتقع مسؤولية ذلك بالدرجة الأولى على المرأة بحكم التركيبة العاطفية التي خلقها الله تعالى عليها ولكي تتمكن الزوجة من القيام بهذا فهي تتوقع من الزوج التعاون والتقدير بالإضافة للعطاء والاحترام المتبادل ولكن في بعض الأحيان قد تتحول الأسرة إلى حلبة صراع حيث يلجأ أحد أفراد الأسرة إلى استخدام القوة المادية والمعنوية استخداماً غير مشروع لإلحاق الأذى ضد أفراد آخرين من هذه الأسرة.

وتُبين جميع الدراسات التي تجريها الدول العربية على ظاهرة العنف الأسري في مجتمعاتها أن الزوجة هي الضحية الأولى وأن الزوج هو المعتدي الأول مما يجعله قضية حساسة كونه أمر عائلي بين الزوج والزوجة ويأتي بعد الزوجة في الترتيب الأبناء والبنات كضحايا للعنف الأسري.

ووفقاً للإحصائيات فإن ما لا يقل عن 30٪ من النساء في مصر يعانون من ممارسة العنف الأسري ضدهن ويشمل ذلك الضرب، الإهانة، الإيذاء النفسي. وغالباً النسبة الحقيقية أعلى من ذلك بكثير ولكن غالبية النساء لا يعترفن بتعرضهن للعنف الأسري بسبب الخجل أو الخوف أو حرصهن على الأبناء والكيان الأسري مما يجعلهن غير قادرات على طلب المساعدة أو الطلاق بسبب ما يتعرضن له خاصةً وإن كان في مجتمع مثل المملكة يصعب فيه رصد تلك الظاهرة ويرجع الاجتماعيون ذلك إلى خوف الزوجة من الفضيحة.

تقول الدكتورة هناء المطلق أستاذة علم النفس أن الضرب يحدُث خلف الأبواب المغلقة والأسوار العالية في مجتمع يميل إلى التكتم ويخاف الشائعات والقلاقل، وتؤكد أنها لم تطلع على إحصائيات علمية تخص هذا الموضوع، حتى إن وجدت فالأمانة العلمية تجعلني أفكر مرتين قبل أن أستند إليها، فعادة ما تعتمد الإحصائيات على ما يصل إلى المحاكم أو المستشفيات،وتشير إلى قلة الحالات التي تصل إلى المحاكم أو المستشفيات نظراً لحساسية الموضوع وطبيعته الشخصية، ثم إن الزوجة في الغالب تتكتم على ما يحدث لها من ضرب، أو تبقيه في إطار عائلي ضيق .

وفي ذات السياق تستطرد الدكتورة المطلق مشيرةً إلى: أنها ترى الكثير من الحالات المؤلمة إلا أنها لا تعتقد بانتشار الإيذاء الجسدي في المجتمع السعودي كما هو الحال في مظاهر أخرى كالإيذاء النفسي مثل الاستهانة بمشاعر الزوجة، وتبخيس قيمتها وأفكارها وآرائها، إضافة إلى التهديد بالزواج من أخرى دون وجه حق أو عدل، بل إن البعض يكررها كثيراً على مسامع زوجته وهو لايقصد ذلك فعلاً ولكنه يحب المزاح بالألعاب النارية. وأقول نارية لأن المرأة لا شعورياً (تأخذها جد) وتسقط في أحاسيس مريرة من الشعور بالعجز وقلة الحيلة وعدم الأمان لمستقبل بيتها وأطفالها، خصوصاً حين تتوفر لها أخت أو أم تعرضت إلى مزاح مشابه انتهى بـ(كارثة).