قال الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” مؤخرًا إن بلاده تملك احتياطيات نفطية أكثر من أي بلد آخر وهو أمر لم يعرف حتى قبل خمس سنوات، فيما أكد وزير الطاقة ” ريك بيري ” أن عصر هيمنة الولايات المتحدة على قطاع الطاقة يوشك أن يبدأ.
لكن تقريرا لموقع ” أويل بريس ” كان له رأي مخالف ووصف الرغبة الأمريكية بالهيمنة على سوق الطاقة بأنها تقع في منطقة ما بين الطموح والعبثية، مشيرًا إلى أنه منذ بدء العام الحالي استوردت الولايات المتحدة أكثر من 9 ملايين برميل نفط يوميًا، فيما بلغ متوسط صافي الواردات أكثر من 7.3 مليون برميل يوميًا، فكيف يمكن لأكبر مستورد في العالم أن تعتمد عليه البلدان الأخرى في تلبية حاجتها؟
وفي بيانات إحصائية لشركة ” بي بي ” و ” Labyrinth ” للخدمات الاستشارية حول سوق الطاقة العالمي هذا العام، حلت الولايات المتحدة في المرتبة العاشرة عالميًا من حيث أكثر البلدان امتلاكًا للاحتياطيات النفطية.
وقال التقرير إن ” ترامب ” و ” بيري ” ربما اعتقدا في تصريحاتهما على تقرير للباحث ” جون مولدين ” و ” ريستاد إنرجي ” الذي أظهر الولايات المتحدة الدولة الأكثر امتلاكًا للاحتياطيات النفطية القابلة للاستخراج، والذي جاء كالتالي:
لكن هذه البيانات تم تفسيرها بشكل خاطئ، وكشفت ” ريستاد إنرجي ” أن ” مولدين ” أخطأ باستعراضه الموارد القابلة للاستخراج (كل النفط الموجود في بطن الأرض بغض النظر عن القيمة التجارية) كاحتياطيات مؤكدة.
فيما يدعي الرئيس التنفيذي لشركة ” Pioneer Natural Resources ” ” سكوت شيفيلد ” أن المنطقة النفطية الأشهر في الولايات المتحدة تحتوي على ما يزيد على 160 مليار برميل من النفط، وتعتقد ” وود ماكنزي ” أن موقع ” ولف كامب ” وحده سيضيف 3 ملايين برميل يوميًا للإنتاج الأمريكي بحلول عام 2024.
لكن إدارة معلومات الطاقة قدرت احتياطيات النفط في المنطقة خلال عام 2015 بحوالي 782 مليون برميل، أي أقل بكثير من احتياطيات حقلي “ب اكن ” و ” إيغل فورد ” البالغة 5 مليارات و4.3 مليار برميل على التوالي.
وأظهرت بيانات لـ ” كونوكو فيليبس ” و ” بيونير ” في عام 2016 أن استخراجهما للاحتياطيات المؤكدة غير المطورة في الحوض سيبلغ ذروته بحلول عام 2019، حيث تتوقع الشركتان ارتفاع إنتاجهما من هذه الموارد أعلى 70 ألف برميل يوميًا خلال سنتين من حوالي 30 ألفًا الآن، على أن يهبط إلى نحو 60 ألفًا بحلول عام 2021.
وأخيرا تحتاج الولايات المتحدة لمضاعفة حجم احتياطياتها النفطية كي تصبح منتجا مسيطرا بسوق النفط، لكن حتى مضاعفة احتياطيات الحوض البرمي ولو لمرتين ما هي عليه الآن لن تفي بالغرض.