أطلقت هيئة السياحة والتراث الوطني السعودي برنامج تأشيرة السياحة إلى السعودية، على أن تقرها كل من وزارتي الخارجية والداخلية خلال الأيام القادمة، حسبما أفادت ” العربية “.

وتسمح هذه التأشيرة للراغبين بزيارة المملكة أن يحصلوا على تصاريح من قبل شركات سياحية معتمدة وضمن جدول زماني ومكاني محدد، الأمر الذي يسمح للباحثين عن التجربة والسفر بزيارة مدائن صالح الأثرية، وذلك لأول مرة منذ آلاف السنين.

مدينة الحجر أو مدائن صالح، موقع أثري في المملكة يقع في محافظة العُـلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة ، وتحتل موقعاً إستراتيجياً على الطريق الذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين و بلاد الشام ومصر.

ويطلق اسم الحجر على ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة المنورة وتبوك، ويقال: الحجر كانت تعرف بمدائن صالح أو قرى صالح. وتقع الحجر على بعد 22 كم شمال شرق مدينة العلا السعودية.

وتم تسجيل الموقع ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، ليصبح بذلك أول موقع أثري يتم تسجيله في المملكة، وفي ” الحجر ” التي تعد أحد أشهر المواقع الأثرية عالميا، تنوعت النقوش الكتابية بين العربية الجنوبية واللحيانية والثمودية والنبطية واللاتينية والإسلامية، في مضامين تذكارية وتأسيسية ودينية ونقوش ملكية.

ومن فجر التاريخ كانت هذه المواقع عاصمة لحضارات متعاقبة منذ ما قبل الميلاد وحتى القرن العشرين، لم تفقد خلالها مدائن صالح أهميتها التاريخية والجغرافية كطريق تجارية ودينية، وورد ذكر ” الحجر ” في القرآن الكريم على أنها موطن قوم ثمود، الذين عقروا الناقة التي أرسلها الله لهم آية فأهلكهم بالصيحة.

وتشتمل منطقة الحجر 153 واجهة صخرية منحوتة، كأكبر مستوطنة جنوبية لمملكة الأنباط وعاصمتهم الثانية بعد البتراء في الأردن.
ويتجلى في الآثار الباقية أن الأنباط يبنون قبورهم كما يبنون قصورهم، في إتقان وفخامة، بما يؤشر إلى الثراء وعلو المرتبة الاجتماعية، ومن أجل ذلك جلبوا أمهر المهندسين والحرفيين الذين تفننوا في نحت رموزهم الدينية.