اتجهت الدول العربية إلى طريق فضح الدوحة دوليًا، عبر جولات خارجية تكشف ملف دعمها للإرهاب، وتقديم المستندات والملفات التى تؤكد تمويل ” تنظيم الحمدين ” للإرهاب، كان من بينها جولة وزير الخارجية عادل الجبير لفرنسا، وتأكيده تقديم ملف كامل حول دعم قطر للإرهاب، إلى باريس.

تحركات الرباعى العربى الداعى لمكافحة الإرهاب الممول من الدوحة، يضع النقاط على الحروف بشأن التصعيد الدبلوماسى العربى ضد قطر، مما يساهم فى تشجيع المجتمع الدولى على فرض عقوبات ضد الدوحة خلال الفترة المقبلة.

وفى هذا السياق، أكد النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن التحركات الخارجية للرباعى الداعى لمكافحة الإرهاب الممول من قطر، هى تحركات مهمة تواجه التحركات القطرية التى تسعى لتصوير صورة زائفة عن مقاطعة الدول العربية لها، ومحاولة الترويج للمظلومية.

وأضاف أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن التحركات القطرية الخارجية لابد أن يقابلها تحركات من الدول العربية المكافحة للإرهاب لتدحض أكاذيب قطر خارجيًا، خاصة أن هذه التحركات مدعومة بأدلة وبراهين تكشف للمجتمع الدولى حقيقة قطر خارجيًا.

من جانبه قال محمد مصطفى الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى، إن التكالب المحموم الذى بدأ فى الانطلاق من العواصم الغربية، والذى بدأ بوزير خارجية الأمريكى ريكس تيلرسون إلى الدوحة، وتبعه وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان فى جدة وسوف يتواصل هذا التكالب المضطرب كلما اشتد الإصرار فى الضغط على قطر.

وأضاف الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى، أن هذا التكالب إنما يهدف لإنقاذ قطر وإحباط مسعى الدول الأربع (مصر ـ السعودية ـ الإمارات ـ البحرين) فى وقفتها الجادة ضد تمويل الإرهاب ودعمه ليس حباً فى قطر، ولا خوفاً على قطر الدويلة الصغيرة المارقة، بل لأن قطر كانت الأداة المنفذة لمشروع الكبار فى الغرب بقيادة واشنطن، وكذلك مشروع دعم وصول الإخوان المتأسلمين لحكم مصر، ومن ثم ينطلق إدارة الإرهاب المتأسلم من مصر بعد تمزيقها، ليتحول الشرق لحالة من الفوضى يستثمرها الغربيون فى انتعاش أوروبا، وحقنها بمصل الشباب بعدما نال منها المشيب وغدوا فى خريفهم من العمر.

وتابع الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى: لقد كانت قطر أداة التنفيذ الغربية فى هذا المشروع الفوضوى، ذاك الذى أسقطه الشعب المصرى العظيم فى الثلاثين من يونيو لمَّا أطاح بحكم الإخوان المتأسلمين، من هنا يكون إنقاذ قطر من باب الخوف من فتح الصندوق الأسود الذى لو تم فتحه، سوف نشهد فضائح بالجملة لمسئولين فى تلك العواصم التى أربكها وصدمها سقوط التدابير والمخططات، تلك التى حيكت على مدار سنوات خلت، كانت قطر فيها مجرد مخلب قط لنهش منطقتنا خدمة لمصالح خارجية.

واستطرد محمد مصطفى: الآن أتى ما لا بد من الوقوف أمامه وقفة حاسمة، بعدما خسر الغربيون رهانهم فى إسقاط مصر رأس خيمة المنطقة، وبالوقوف على تصريح الوزير القطرى فى هذا الصدد، يتبين لنا بجلاء مغزى الاضطراب الأمريكى والأوروبى تجاه ما رفعوه من شعار خادع برَّاق هو (محاربة الإرهاب) ساعة صرَّح وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثانى خلال مؤتمر صحفى فى روما 1/ 7/ 2017 وقبل انتهاء مهلة حددتها دول المقاطعة لقطر إذ قال: “إن قطر تقع فى أسفل القائمة للدول المتورطة فى جرم تمويل الإرهاب”.
وأوضح أن هذا القول لم يكن من قبيل السقطة كما توهم البعض أو زلة لسان، بل كان القول مدروسًا ومقصودًا بأن تصل الرسالة للدول الكبرى التى استخدمتنا فى زرع الفتن والكوارث بدعمنا للإرهاب ومباركته.. فكانت رسالة تهديد من قطر للغرب مفادها: إن لم تنقذونى من ورطتى سأفضح الأمر كله.

بدورها قالت الناشطة الحقوقية، داليا زيادة، إن هناك توافدًا ملحوظًا من القوى الدولية على المنطقة العربية هذه الأيام فى محاولة للاستفادة من الأزمة الحالية، ولكن على المسئولين فى الدول العربية الأربعة التى تحاول معاقبة قطر على تورطها فى أعمال الإرهاب فى المنطقة أن تكون حذرة جداً فى تعاملها مع الدول الغربية التى تريد التدخل فى الأزمة، لأنهم فى النهاية لا يسعون إلا لمصلحتهم فقط سواء قدمت قطر هذه المصلحة أو الدول العربية الأربعة.

وأضافت الناشطة الحقوقية: يجب استغلال هذه الفرصة فى تحقيق أكبر مكاسب ممكنة فى إطار محاربة الإرهاب ورعاته فى المنطقة وعلى رأسهم التحالف الآثم بين قطر وتركيا وإيران، منذ وقت قريب، نجحت السعودية فى الضغط على بريطانيا لفتح تحقيقات بخصوص الإخوان، لكن لم تسفر هذه التحقيقات عن نتيجة مرضية، ومصر والإمارات نجحتا فى الضغط على أمريكا لتناول ملف الإخوان، لكن لم نر أى نتائج ملموسة من الجانب الأمريكى أيضاً، ربما تكون مبادرة السعودية الآن لتحريك ملف الإخوان ودعم قطر للإرهاب لدى فرنسا هو تكرار لتلك المحاولات، لكن يجب أن نكون حذرين جداً، بحيث لا نأخذ مجرد وعود ويبقى التنفيذ معلقاً، بعد أن تحصل الدول الغربية على المصالح التى تريدها وأغلبها يأخذ شكل الاستثمارات والدعم المالى من الدول العربية الغنية.

من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هناك مسعى عربيًا لإشراك المجتمع الدولى والدول الغربية فى مسار الضغوط على الدول الداعمة للإرهاب، بحيث يكون هناك إجماع دولى لدى العالم بتمويل قطر للجماعات الإرهابية، وبالتالى يتم فرض عقوبات من المجتمع الدولى على الدوحة.

وأضاف الباحث الإسلامى أن هذه المساعى بدأتها مصر فى مؤتمر دول التحالف ضد داعش وتستمر بعرض الملف على مختلف البلدان الغربية بغرض كشف الغطاء السياسى الدولى عن قطر، وهو ما تقوم به المملكة العربية السعودية فى باريس الآن، خاصة فى ظل استمرار قطر فى استضافة العناصر الإرهابية وعدم طردهم.