أصبحت قصة الطفل البريطاني شارلي جارد ” 11 شهراً ” مصار جدل الإعلام البريطاني والأمريكي حيث تسببت صورة هذا الملاك البرىء في استعطاف قلب ترمب ومن أجله طلب الرئيس الأمريكي مقابلة مع رئيسة وزراء بريطانيا ” تريزا ماي ” ، على هامش قمة العشرين، وتقدم عضوان بمجلس النواب الأمريكي بمشروع قانون، ووصلت قضيته إلى المحكمة العليا في بريطانيا، ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية، واليوم هو الميعاد الذي حدده قاضٍ بريطاني لرفع أجهزة التنفس الصناعي عنه ليموت؛ لكن للأطباء في مستشفى جريت أورموند ستريت بلندن رأي آخر.

وروت صحيفة ” الديلي تلجراف ” البريطانية، قصةَ الطفل شارلي جارد، أنه في شهر سبتمبر عام 2016، اكتشف الأطباء في مستشفى جريت أورموند ستريت بلندن، أنه يعاني من حالة جينية نادرة تمنعه من تحريك ذراعيه وقدميه، أو التنفس من دون أجهزة طبية؛ فتم وضعه على أجهزة التنفس والإعاشة الصناعية.

ولكن ثار جدل حادّ في بريطانيا وأوروبا وأمريكا بشأن حالته، ولاقت اقتراحات حول نزع الأجهزة التي تُبقي الطفل على قيد الحياة، رفضاً قاطعاً من والديْ شارلي (كريس جارد، وكوني ييتس)، إضافة إلى أفراد ومجموعات حقوقية في بريطانيا والولايات المتحدة تطالب باحترام رغبتهما.

في شهر يناير 2017، اتصلت أم الطفل جارد (كوني ييتس) بطبيب أمريكي أعلن أنه سيُجري علاجاً تجريبياً لحالة الطفل؛ فقامت بفتح صفحة للتبرع لجمع مبلغ 1.5 مليون دولار من أجل العلاج.

وفي شهر إبريل 2017، بدأت المحكمة العليا في بريطانيا النظرَ في قضية الطفل شارلي جارد؛ لاتخاذ قرار؛ إما برفع أجهزة التنفس الصناعي أو الإبقاء عليها.
وقال أطباء بريطانيا: إن الأجهزة يجب أن تُرفع عن الطفل؛ لكن الطبيب الأمريكي أعلن عن تجارب لعلاج الطفل؛ وهو ما منحه أملاً في الحياة، ودفع والديه لرفض قرار رفع الأجهزة، وحكَم القاضي برفع الأجهزة، ورفضت المحكمة التماساً من والديه بالعدول عن القرار.

ولجأ والدا الطفل إلى المحكمة الأوروبية، التي رأى قضاتها الإبقاء على الأجهزة حتى 19 يونيو الماضي على أقل تقدير؛ وهو ما دفع والديْ الطفل إلى إعلان خسارتهما المعركة.

ولكن في 2 يوليو 2017، تدخّل البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، في القضية، وأعلن أن أجهزة الإعاشة لا يجب رفعها عن الطفل، وعرضت دولة الفاتيكان استعدادها لاستقبال “جارد” في مستشفاها المتخصص بعلاج الأطفال.

وفي 3 يوليو غرّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر ” تويتر” ، بأن الولايات المتحدة الأمريكية يسعدها مساعدة الطفل ” شارلي جارد ” .

وحسب صحيفة ” الديلي ميل ” البريطانية؛ أعلن ” ترامب ” عن استعداده لمناقشة قضية جارد مع رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي، على هامش قمة العشرين.

وكان مركز جامعة كولومبيا الطبي في نيويورك، قد أبدى استعداده لاستقبال الطفل ” جارد ” ، أو توفير علاج تجريبي لمستشفى جريت أورموند ستريت البريطانية.

وقال موقع قناة ” الحرة “: إن عضويْ مجلس النواب الجمهوريين براد ونسترب وترنت فرانكس، تَقَدّما بمشروع قانون الاثنين الماضي، يطالب بمنح الطفل البريطاني شارلي غارد (11 شهراً) ووالديه، حق الإقامة في الولايات المتحدة؛ حتى يتسنى علاجه بأحد مستشفيات أمريكا.

وفي 9 يوليو 2017، وبعد حصول والديْ جارد على توقيع 350 ألف شخص، تقدّما بالتماس للمستشفى في بريطانيا؛ من أجل السماح للطفل بتجربة العلاج الجديد.
وفي 10 يوليو عاد الوالدان إلى المحكمة العليا في بريطانيا بأمل جديد؛ مؤكديْن أنهما حصلا على أدلة عن علاج لحالة الطفل.

ويبقى اليوم هو الفيصل؛ فهل يتم رفع أجهزة الإعاشة عن جارد، أم توافق بريطانيا على سفر الطفل إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج؟ وتقول ” الديلي ميل ” : إن الأطباء في مستشفى جريت أورموند ستريت بلندن، لن يرفعوا الأجهزة؛ بل ربما يذهبون بالقضية للمحكمة مرة أخرى.