احتفلت ” آبل ” في التاسع والعشرين من يونيو الماضي بالذكرى العاشرة لإطلاق جوال ” آيفون ” ، الجهاز الذي أصبح مرادفًا لمفهوم الهواتف الذكية قبل عقد من الزمان.

وبدا الجوال الجديد لمن طالعه قبل طرحه بالأسواق -وهو مغلق بالطبع- مجرد قطعة زجاجية داخل إطار معدني وهو ما أرادت ” آبل ” أن يراه الجميع بالفعل، لكن عند تشغيل الجهاز بدت الأمور مختلفة تمامًا وظهر سحره الخاص.

وتعتبر ” آبل ” نفسها شركة برمجيات في المقام الأول، وترى أن أجهزة مثل ” ماك بوك ” و ” آيبود ” و ” آيفون ” و ” آيباد ” و ” تلفزيون آبل ” و ” ساعة آبل ” ما هي إلا مركبات لمفاهيمها التشغيلية الأساسية.

وتمكن ” آيفون ” من إحداث تغيير جذري في أعمال الجوالات حول العالم، وفرض نفسه وأثره على حياة مئات الملايين من الناس حول العالم، وأسهم في تطوير طرق التواصل واللعب وحتى التعلم والعمل، لكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة حول ” آيفون ” هو أنه أثر على خمس صناعات رئيسية.

– كان أول القطاعات الذي تأثر بصنع جهاز بحجم كف اليد يحتوي على عبقرية ” آبل ” ، هو قطاع صناعة الحواسيب الذي بلغت مبيعاته حتى طرح ” آيفون ” حوالي 400 مليون جهاز سنويًا.

– لكن مع تزايد الاعتماد على ” آيفون ” وغيره من الجوالات الذكية التي باتت أدوات حيوية لتداول المعلومات واستخدمت في تعزيز الإنتاجية والتواصل والترفيه، أصبحت الحواسيب أقل قيمة.

– حتى طرح ” آيفون ” واشتعال ثورة الجوالات الذكية، لم يكن هناك أي وسيلة للاتصال بالإنترنت سوى أجهزة الحاسوب الشخصية أو المحمولة.

– تتراوح مبيعات القطاع الآن بين 275 مليونا إلى 290 مليون جهاز سنويًا.

الاتصالات

– دارت معظم نماذج أعمال شركات الاتصالات مثل ” فيريزون ” حول الصوت قبل إصدار جهاز ” آيفون “.

– أصبح نقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت شائعًا بحلول عام 2000، وبدأت الشركات في الانتقال إلى الصوت الرقمي بدلًا من أساليب الاتصال الأرضية الثابتة.

– لكن ظهور ” آيفون ” دفع هذه الشركات دفعًا للخروج من الأعمال التقليدية، ويعد اختفاء كبائن الهواتف التقليدية التي كانت لا تزال تنتشر في شوارع المدن قبل عقد من الزمان أكبر دليل على هذا التحول.

– مزودو خدمات الاتصالات اليوم، هم شركات البيانات التي غيرت نماذج أعمالها تمامًا عما كانت عليه في الماضي، وأضافت لها المعلومات والخدمات الترفيهية، وأصبحت كلها قنوات لأنواع متعددة من الخدمات المتعلقة بالبيانات.

الأفلام وأعمال التلفزيون

– كان يتوجب على الناس طيلة عقود الذهاب إلى السينما لمشاهدة فيلم جديد، أو الجلوس أمام التلفزيون في المنزل لمتابعة أحد البرامج.

– لكن ” آيفون ” أصبح بمثابة منصة متنقلة للفيديو منذ عام 2007، واضطرت شركات الإنتاج والاستوديوهات التلفزيونية لتوسيع أعمالها لتشمل نقل منتجاتها إلى الجوالات.

– بفضل الملايين من أجهزة ” آيفون ” أصبح الناس قادرين على مشاهدة مقاطع الفيديو المختلفة والأفلام والبرامج في أي وقت وفي أي مكان.

الألعاب الإلكترونية

– قبل عام 2007 كان يتم تشغيل معظم الألعاب عبر المنصات مثل ” بلاي ستيشن ” أو ” نينتندو دي إس ” بجانب الحواسيب الشخصية.

– وسع ” آيفون ” سوق الألعاب المحمولة وخلق فئة جديدة كليًا تمارس عن طريق اللمس، ما دفع شركات مثل ” نينتيندو ” للدخول إلى هذه الفئة.

الصحة

– يمكن للمرء اليوم استخدام ” آيفون ” لمراقبة مختلف المؤشرات الصحية، وكذلك الوصول إلى المعلومات الطبية التفصيلية، وكذا ربط الأفراد بمختصي الرعاية الصحية والحصول منهم على المشورة في أي وقت وأي مكان.

ويبقى القول إن الأثر الأقوى لجهاز ” آيفون ” كان على الشركة نفسها، والتي كانت تعرف قبل إطلاق الجوال بـ ” آبل كمبيوتر ” ، ثم أصبحت الآن ” آبل ” التي تنتج العديد من الحواسيب والمنتجات الأخرى.

ويشكل ” آيفون ” أكثر من 60% من إجمالي إيرادات الشركة، التي تواصل تسجيلها لمستويات قياسية عامًا تلو الآخر، حتى أصبح هذا الابتكار واحدا من المنتجات الأكثر مبيعًا في التاريخ، بعدما بيع منه نحو 1.3 مليار وحدة حول العالم حتى الآن.