يواصل رموز «الإخوان» والمتعاطفون معهم في المملكة الاختفاء من مواقع التواصل الاجتماعي بذرائع وهمية بعد أن حاول بعضهم في البداية الإمساك بالعصا من المنتصف فيما يتعلق بأزمة قطر إرضاءً لمن يرتبطون بهم في الدوحة سواء النظام الحاكم أو قيادات الإخوان الإرهابية الهاربة.

وبينما استقبل الشارع العربي هذه المواقف بكثير من الاستغراب الممزوج بالغضب أكد خبراء عرب في شئون الجماعات أن هذا الأمر يتسق تماما مع التوجه الأيديولوجي والعرف لجماعة الإخوان التي تزعم أن الأمة مقدمة على الوطن في إطار المؤامرة الكونية لتمكين التنظيم الدولي من السيطرة على مقدرات العالم.

وأضاف الخبراء أن الوطن لا اعتبار له لدى الإخوان رغم تصادم ذلك مع مقاصد الشريعة الإسلامية وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي عبر عن رفضه البالغ حينما هاجر من مكة إلى المدينة وقال إنها أعز بقاع العالم إليه وأنه لو لم يجبره الكفار على الخروج منها ما خرج.

وأشارت المصادر لـ ” صدى ” أيضًا إلى أن رموز الإخوان يخشون الوقوع ضد طائلة النظام الذي قضى بتجريم الانتماء للتنظيمات الإرهابية أو إعلان التعاطف معها.

وكانت مواقف رموز الإخوان في المملكة في الأزمة القطرية وتهديد أمن الوطن قد تراوحت بين ” صمت القبور ” أو اتخاذ مواقف غير محددة أو محاولة التأثير بشكل مباشر مع الرأي العام العربي داخل المملكة وخارجها أو الاختفاء من مواقع التواصل الاجتماعي دون إعلان أو تقديم مبررات واهية.

وكان متابعون لمواقع التواصل قد سخروا من تغريدة لأحدهم قبل أن يختفي قال فيها ” تلبية لرغبة أهلي فأني أتوقف عن التغريد ” .. وبنفس المبرر المتهافت غرد آخر قائلا: بعد ضغط من أسرتي أعلن انسحابي من تويتر.. ورد عليه متابع قائلا: ” معذور خد الباب وراك.. يوم مرسي وأنت ما تنوم ” في إشارة إلى إزاحة حكم الإخوان في مصر ومحاكمة الرئيس المخلوع محمد مرسي.

أما إخواني ثالث فكان أكثر وضوحا في موقفه الداعم لقطر إذ قبل أن يغلق حسابه غرد قائلا: ” الثبات على المبدأ انتصار ” وقبلها كانت له تغريدة سابقة في اليوم الوطني القطري قال فيها: ” قطر في الخير كالمطر ” .
واكتفى الإخواني الرابع بغلق حسابه تماما بعد إعلان المملكة ومصر والإمارات والبحرين مقاطعة قطر إلى أن تثوب لرشدها.

وكان إخوان منشقون عن الجماعة ومتابعون لمواقع التواصل الاجتماعي قد استنكروا بعض تغريدات إخوان سعوديين إبان ما تسمى بـ ” ثورات الربيع العربي ” منها ما غرد به أحدهم قائلا: ” إن مستقبل المنطقة يحدده ما يحدث في مصر الآن وقد جهزت أجهزة الإعلام وتحركت مافيات السلاح والمخدرات المرتبطة برموز الفساد للغداء بكم فتغدوا بهم ” ورد عليه أحد متابعيه منتقدا انحياز المملكة لاختيار الشارع المصري، وقال أحد متابعيه الآخرين: الذي يدار في مصر مؤامرة كونية حقيقية ينضم إليها ويناصرها كل من حاد الله ورسوله.

أما الإخواني السعودي الذي يتردد أنه هرب إلى تركيا فقد سبق أن غرد لنفي صفة الإرهاب عن حماس ومبررًا تأييدها للإخوان: ” إذا كان هؤلاء إرهابيين فأنا إرهابي ” .

وهاجم أحدهم في تغريدة الشيخ محمد بن زايد وتطاول عليه قائلا: ” إنه بلاء الربيع العربي ” .. ونقلت الجزيرة مباشر تغريدة لأحد منظري الإخوان السعوديين قال فيها: “فرحي بثورات الربيع العربي ليس لانتصار الإسلاميين بل لرد الأمر للشعوب ” ، فيما يبدو أنه يشير إلى دعمه للعمليات الإرهابية في الدول العربية إبان الربيع العربي.

وقد احتفى أحد الإخوان السعوديين بالإرهابي مفتي الإخوان يوسف القرضاوي معتبرا أنه إمام الأمة وكرر في تغريدة له جملة: ” والله إنه الإمام ” .

وكان الإخوان قد تقاطروا على المملكة منذ عام 1965 تحت زعم ” الهروب من الاضطهاد ” في بلادهم لتحقيق حلم مرشدهم حسن البنا بإيجاد مركز لهم في المملكة وهو ما رفضه في حينه المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله، ولم يحترموا خصوصية المملكة الحاضنة للحرمين الشريفين والراعية للمسلمين من كل أنحاء العالم وسعوا إلى بث أفكارهم في مجال التعليم وعبر المعاهد العلمية الثانوية التي يلتحق بها الناجحون في المرحلة المتوسطة هربًا من المواد العلمية وتحقيقًا لرغبة ذويهم في الاستزادة من المناهج الشرعية.. وتزامنت مع ذلك نشأة ما عرف بالجماعة ” السرورية ” نسبةً إلى معلم سوري اتخذ نهجًا قريبًا من نهج الإخوان وإن اختلف معهم على مدار ثلاثين عامًا إلى أن تم ترحيلهم بعد أزمة الخليج والغزو العراقي للكويت.