اعتبر وزير خارجية فرنسا جون ايف لودريان ، أن استمرار النزاع السوري اصبح أمرا مخزيا للمجتمع الدولي،مشيرا إلى إمكانية احراز تقدم باعتماد أسلوب جديد يشمل أسس قوية وجسور جديدة بين مختلف الأطراف المعنية.
جاء ذلك في الحوار الذي اجرته صحيفة ” لوموند ” الفرنسية مع جون ايف لودريان ونشر في عددها الصادر اليوم الخميس.
وردا على سؤال حول ” الخط الأحمر ” الذي حدده الرئيس الفرنسي في سوريا، قال لودريان إنه في اللحظة التي سيتم فيه توثيق استخدام اسلحة كيميائية وتحديد المسؤولين عن ذلك ” سنتعامل مع الامر ” ، مؤكدا ان موقف الرئيس ايمانويل ماكرون كان في غاية الوضوح بشأن هذه النقطة .
وأضاف أن الأمر سيتمثل في إثبات أن اتفاق 2013 حول تفكيك ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية الذي تم إبرامه برعاية روسية على وجه الخصوص قد تم انتهاكه مجددا على نحو متعمد .
وحول تصريحات الرئيس ماكرون التي أكد فيها أن داعش عدو فرنسا وأن بشار الأسد عدو الشعب السوري، اجاب لودريان بأن هذه رؤية الرئيس للأمر وبأن الواقعية تقتضي عدم جعل رحيل بشار الأسد شرط مسبق للتفاوض .
وأوضح أن الواقع أيضا هو عدم التصور أن يكون هناك حل للنزاع حول الرئيس السوري، لافتا إلى أنه لا يرى كيف يمكن أن يعود ملايين اللاجئين السوريين إلى ديارهم دون حدوث أي تطور .
وعما اذا كانت الحرب على داعش في سوريا و العراق قد اقتربت من النهاية، أكد لودريان أن الأمور تتقدم على نحو ملحوظ وأن الجيش العراقي على وشك استعادة مدينة الموصل معقل التنطيم الارهابي .
وفي الرقة معقل التنظيم في سوريا، اشار لودريان الى التقدم الذي أحرزته القوات المدعومة من التحالف الدولي مما سمح بتضييق الخناق على داعش.
وأضاف أن الجهود المبذولة تؤتي بثمارها بالرغم من خطر انكماش و تفرق مقاتلي داعش لا سيما في منطقة الفرات الأوسط.
وأوضح أن مفاوضات الحل السياسي لا تتقدم لانهاء النزاع الذي خلف في ست سنوات أكثر من 360 الف قتيل وملايين اللاجئين و النازحين، مؤكدا أن أمن فرنسا لن يتحقق بشكل كامل -بخلاف هزم داعش عسكريا- الا بانهاء الفوضى في سوريا.
وأشار إلى أن فرنسا تقترح عددا من المبادىء لاعادة اطلاق العملية السياسية والدبلوماسية حول سوريا و هي مكافحة كافة آشكال الارهاب وحظر استخدام وتصنيع الاسلحة الكيميائية و ضمان توزيع المساعدات الانسانية على كل المحتاجين في سوريا ووضع حل سياسي يشمل كافة اطياف الشعب السوري وذلك بدعم من الامم المتحدة وخاصة الاعضاء الدائمين بمجلس الامن و دول المنطقة.
وأضاف لودريان انه انطلاقا من هذه الأسس لا بد من العمل على اقامة المناطق الأمنة المتفاوض عليها في محادثات استانة واستكشاف كل طرق الحوار وتنفيذ عملية انتقالية مع كل من ينضمون لهذه المبادىء.