لم تكن حديثة ولكن أصبحت ظاهرة ، ولهذا الأمر فتحت الأبواب على مصراعيها ، وأمسى في متناول الجميع ، مثل العاقل والمجنون ، والمحافظ والمنفتح ، والمتربي والمتردي والسوي وعكسه ووووو إلخ .. وليس عليك سوى الدخول عبر روابط لتجد نفسك بين العشرات من الرجال والنساء يبحثون عن حلقة ضائعة في حياتهم ، يمعنون النظر في كل بيان جديد عند نزوله فلعله يدنوا مما تخطط له وتحتاج إليه ، ببساطة هي قروبات تطبيق الواتس آب الذي مر متجاوزاً الزواجات الكثيرة التقليدية والقليلة العاطفية ليكون بذلك مبتكراً منها الزواجات الإلكترونية لمواكبة التطور بضغطة واحدة على رابط أزرق وتكون محاطاً بالبيانات التي لا تهدأ ولا تكل حينئذٍ ، فربما صدفة من غير ميعاد تجتمع بشريك إلكتروني بينما كنت تتابع بصمت .

يحتضن الفتيات

بين طلبات قبلية وأخرى حضرية وأيضاً بين سعودية وأخرى أجنبية ، تتم الزيجات اليوم تحت شعار قروبات للزواج الشرعي سواءً المعلن أو المسيار ولمن في الداخل أو الخارج ، ولا يخفى على أحد الطفرة وكيف أن شبكات التواصل الاجتماعي سهلة للغاية من حيث تحميلها والشروع باستخدامها في الهواتف المحمولة ، إنما وصل الحال لوسيلة هي الأسهل بينها ، هو تطبيق الوآتس آب الرائج بين الناس في هذه الفترة ، والذي تجاوز مستخدموه الملايين من الناس ، وبالإمكان العرض عليك بقروبات تهمك ولك حرية الرفض أو القبول بالانضمام إليها ، فقروبات الزواج العلني والسري ساعدت في دغدغة أحلام الفتيات ومداعبة خيال الشباب وزراعة الأمل في قلوب المحرومين من الزواج لكسر العقبات ، بعرضها للصفات الموجودة وطلبها للمواصفات المرجوة وبعيداً عن تكوين صداقات فيتم طرح بيانات لإضفاء تقاليد وأساليب ورغبات خاصة بهم وهوايات يعشقونها وغيرها لجمع المتفقين والمتفقات من حيث الطلبات والميول الشخصية ونوع الوظيفة وكم المرتبات ، إلا أنها أتاحت الفرصة في أرض خصبة للمتنكرين والمتنكرات خلف معلومات خاطئة ، ليكونوا سبباً رئيسياً في خلق الانتقادات لهذا النوع من العلاقات عبر الخطابات ، والجدير بالذكر بأنها مكتظة تقريباً بالمضافين والمضافات في تلك القروبات وتجد من يضطلع بالإشراف عليها بكل أريحية إزاء التعب ، وقد أوشكت في فترة أن تكون هي في المقدمة على غرار بقية التطبيقات في جمع رأسين بالحلال ليعود الحلم يحتضن كل فتاة محرومة وتبقى دموعها معلقة في مقلتيها تأبى أن تنهمر وتسهر محدقة إلى ذاك الرجل المنتظر عن طريق قروب في تطبيق واتس آب بكل اطمئنان لأن من يقوم عليها كان ليؤكد أو يدحض لهن الشكوك حول خطورتها إن وجدت أصلاً من الأساس .

زوجين وأكثر

مع خوف الكثير مما يشاع في الأرجاء من قيام بعض النسوة لجمع أكثر من زوج تحت مظلة المسيار وبأيام محددة مسبقاً لكل منهم ، إلا أن هناك تزايد لتطغى الطريقة عند البعض بدهس أي قيم في هذه الوسيلة ، بينما آخرون يرون ذلك مفتاح لفك الأغلال ونقطة انطلاق بدلاً من الوقوف عند مفترق طرق مبددين مخاوفهم وكاسرين حواجزهم وسائرين في أرض شائكة ، وعند بعض النسوة تعد فكرة سحرية ولا ضير في ذلك ولا وجود للمستحيل فيها عكس ما كانوا يظنون بأن الفرصة ضئيلة وذلك يؤكد بما لا شك فيه أن المحاولة لديهن بإراداتهن كرغبة في الإثبات والجدية في البديل عما مضى والتجربة بهذه الطريقة تبرهن بأنهن فعلاً لم يقفلن باب الرجاء ، بل في نظر البعض منهن لن تكون أكثر مرارة من تجربة سابقة قد مرت بها .

بصيص أمل

وعن قرب لهذه الوسائل ولتقدير الأهمية والقيمة الفعلية والخيرية للفكرة وعما إذا آتت أكلها لحالات مجتمعية رجالية ونسائية عاشوا معاناة حقيقية من طيلة انتظار فترة العزوبية وصولاً للعنوسة أو حالات طلاق أو ترمل أو تحقيق التعدد لمن لديه أسبابه وطلباته ، خصوصاً مع انتشارها والتي دعت لبزوغ فجر جديد وضياء بارقة أمل سطعت على محيط دائرتنا العربي للارتباط بالزواج الشرعي ، ولكن للأسف ليس كل بارقة تجود بمائها ، فالبيانات المستقبلية الحقيقة قد تكون أحداث جسام بين نصب ونصيب ، وحب وتأنيب ، وخدع وبدع ، وتربص وخلاص ، وكفقيد عائم على سطح المياه يراها مجرد بصيص أمل أو وميض وتختفي ويغرق ، ومن منظار آخر يراها حقيقة ووجد لوجدان كم أراد الشراكة الروحية فيها بعيدا عن الاصطناعية وينجو بها.

نساء يعانين

ما ساعد في انتشار هذه الفكرة لتصبح ظاهرة في أوساط المجتمع المدني ودون عبء في الإجراءات هي طبعا المغالاة والمباهاة في المهور ، وكذلك عدد العوانس الكبير ، وأيضا ازدياد حالات الطلاق ، ورغبة التعدد للرجال مع وجود العائق الكبير وهو انهيار الزواج الأول ، فتوجه الكثير لهذه القروبات كمتعلق بقشة يخاف الغرق ويرغب السرية التامة ، دون النظر للأضرار المترتبة على زواج إلكتروني يقدم البعض عليه حتى بلا مبالاة اتجاه إخلاله للمفهوم الحقيقي للزواج الطبيعي ، ودائما وأبدا القوامة للرجل لكي لا يختل التوازن أو تميل كفة الميزان ليسوء سلوك المرأة وتؤثر بالتالي على نفسها ومجتمعها ، ومع إيجابيات وسلبيات هذه الطريقة الحديثة التي ترأست المواقع والمنتديات لتصل للقروبات في متناول الباحثين ، فقد يخدم فئات عدة أهمها النساء اللاتي يعانين من إعاقة أو عقم ثم العوانس والمطلقات والأرامل .

نظرة مادية

أكد أحد مدراء القروبات ن. ج بأن هذه الطريقة حديثة وجدية لجمع رأسين بالحلال وتخدم بكثرة الغير متزوجين ، كما أضاف قائلا بأنه لدي تقريبا عدد مائة وخمسون خطابة في قروب خاص ، وبقية القروبات الستة تشمل الجنسين للزواج المعلن أو المسيار ، وحيال الخطابات اللاتي غير جديرات أو كن لهن مواقف سلبية بالنصب أو الاحتيال على باحث أو باحثة فأنه يستخدم معهن الحذف والتشهير في كل القروبات ، كما يؤيد وضع أنظمة لهذه القروبات حفظاعلى سلامة سيرها للزواج ، غير أنه يسعى جاهدا بذلك لفعل الخير والسعي وراء الأجر عكس ما ابتدأ به الأمر بالنظرة المادية ، مطمئنا بأن السرية يتم توفيرها لمن يطلبها في البحث ومحاولة التوافق بينه وبين الطرف الآخر .

عشرة ألف

فيما ذكر أحد الخطابين بأنه نسعى لفصل القروبات لأصحاب الطلبات من الطرفين مع رغبة الخطابات البقاء ضمن الطريقتين لجمع وحصر الرغبات ، ونرجح فكرة قروب مخصص لكل منطقة تكون مرتبة ويتم تصنيفها وتوفير طلباتها ، مشيرا أنه يتم الحذف المباشر وإلغاء طلب الغير جاد مقابل إزعاجه خارج السياق الخاص بأمور الزواج ، وأن الأكثرية من النساء أمالهم بعيدة وأقرب للسراب ويفضلن البعض منهن الوحدة على القبول بزواج لم يقبل طلبها المحال وشروطها المستحيلة ، لافتا أن في العرض والطلب نسبة طلبات النساء تعد طبعا أعلى بعشرة أضعاف طلبات الرجال للزواج ، ثم استطرد قائلا مشروعنا حاليا يصب في التعدد لأكثر من امرأة ونرى تقريبا أن يكون المهر من عشرة ألف إلى ثلاثين ألف.

أسلوب الإقناع

وأضاف آخر بأن الكثير لا زالوا صامتين ومتفرجين ونجهل الأسباب ، وبشكل عام الخطابات جديرات لمقابلة العديد من الجنسيات العربية والنظر في الطلبات ، بينما الأغلبية منهنيمتلكون أسلوب الإقناع ويستخدمنه في التعاطي مع البيانات الخاصة بالمتقدمين والمتقدمات ، وفي طريق هذه المهمة يلاقي الخطابين الرضا وليس في الأمر خطورة تذكر ، موضحا بأن الإقبال أكثر جدية من النساء للارتباط ولكن بشروط أحيانا قاسمة للظهر ، مواصلا حديثه أنه نتجنب عرض أرقام هواتف الباحثين أو الباحثات ، داعيا أيضا تفادي ما وقعن فيه بعض القنوات من أخطاء في هذه المسيرة لمحاولة التوافق ومحذرا في الوقت نفسه لكيلا يقع الطلاق مستقبلا لا سمح الله وأن على الشخص أن يستخير الله فهذه عشرة ورحلة عمر ، متمنيا الارتقاء بهذهالرؤية وتحقيق المراد وتصعيدها والنهوض بها لما تتميز به من عمل خيري .

مختلط

كما كشف أحد الخطابين أ. م بأن القروب الخاص به قد أنشئ قبل شهرين تقريبا ، مشيرا إلى أنه للزواج المعلن فقط ويخدم جميع الأطرف ومؤكدا كذلك أنه يعد الجسر المفضل حاليا للوصول للهدف المنشود ، مبينا أن لديه أكثر من عشر خطابات ومضيفا كذلك أن عمله لوجه الله عز وجل ، وما يخص الخطابات فهو على ما يقف ويتفقان عليه العريس والعروس مؤيدا بدوره انتشار هذه الوسيلة لزيادة حالات الزواج وموضحا أنه يتم تحديد رغبة المضاف للدخول في قروب مختلط أو غير مختلط مع توفير كافة الاحترام والتقدير ، مقيما دور الخطابات بسبعين في المائة حيال ما يقمن به من عمل عظيم ، ومبديا أسفه بأن العرض أكثر من الطلب للزواج وأن أكثر المقبلات على هذه الطريقة هن ممن يعانون بعد اليأس من الأقارب ثم يلجأن بطبيعة الحال لهذه القروبات بعد الله في طلب ما يناسبهن ، مؤكدا وقوفه مع الصادقين وأنه ليس للكاذبين مكان بيننا .

البحث والتحري

أشارت الخطابة أم حسين بأن هدفها الأول ابتغاء الأجر ثم الكسب الحلال ، وتوضح أيضا أنها قامت كخطوة أولى بعمل بطاقة تعريفية لمهنتها ونشرها بأسلوب ترغيبي لاستقطاب الشباب والفتيات ، وتؤكد أيضا أن المجتمع يسير على حسب ثقافته وعاداته وتقاليده إلا أنه تقبل فكرة الزواج عن طريق الخطابين والخطابات عبر تطبيق الواتس آب ولكن بحذر وحرص شديد والذي يرجع طبعا لأسلوب الخطابة نفسها ، مضيفة بأن التردد والخوف يرافقها حيال الطريقالمملوء بالمجهول لعدم الثقة التامة ببعض الأطراف وبالتالي تبرئ ذمتها أمام أصحاب الطلب بالبحث والتحري قبل الأقدام على الزواج من قبل الطرفين ، لافتة إلى إنها تستخدم مع سيء الأخلاق أسلوب الحظر وإبلاغ مشرف القروب ليتم حذفه ولا يتم النظر لطلبه .

لا يمانعن ذلك

قالت خطابة أخرى بأن كثير من الطلبات يتم رفضها إذا كان الشخص كبير ويطلب فتاة صغيرة للزواج المعلن بسبب اختلاف الثقافة والحالة المادية أو فارق السن الكبير ، ولكن في زواج المسيار لا يمانعن ذلك ، موضحة بأن من مساوئ المسيار قد يستخدمه بعض الرجال بغية الطلاق بعد فترة معينة من الزواج ، أو جمع الفتاة للمال ثم الاعتذار وتقوم بعدها بتغيير رقم هاتفها وتختفي ، ولكن بشكل عام وبعيدا عن الاحتيال والركض خلف الثراء السريع يتم القبولبحسب الجمال والحسب والنسب والطبقة والمستوى والمميزات في الطرف الآخر ، مؤكدة مبالغة بعض الفتيات في الطلبات وهي تعارضهن ، فيما تم تزويج حالتين إحداهما مسيار ومحاولات أخرى كثيرة تم إلغائها لعدم الاتفاق أو لظروف معينة .

تجاوزن الثلاثين

تقول إحداهن بأن الباحثات من جميع الفئات والأغلبية العظمى لفتيات تجاوزن حد الثلاثين ومنهن الجامعيات ولكن لهن شروط تحول دون زواجهن ، والرجال يطلبون منهن تحت سن الثلاثين ومن الموظفات وهنا تكون الفجوة كبيرة ويحصل التنافر ، مبينة أن نصيبها من وراء البحث لتوفيق رأسين بالحلال خمسة ألف ريال وعربون ألف ريال من الرجل ، فيما لو كانت الحالة المادية لا تسمح فينخفض المبلغ بالتالي ومن الفتيات ألفين ريال بدون عربون ،ومفيدة بأن المهر تحدده أسرة الفتاة مع العريس والبيانات الأولية هي فقط للموافقة المبدئية ، ومضيفة إنها غير معتقدة أن هناك ما يعيب لهذا الشيء خصوصا أنه أولا وأخيرا يبقى الأمر سامي وشريف في طلب الستر بالحلال وإن اختلفت الوسيلة .

بدون أطفال

بدورها خطابة أخرى تقوم باستخدام النصح والإرشاد والتعامل بكل ود مع العائلات وبكل مصداقية وطول بال وسعة صدر ، مشيرة إلى أن ما يزيد المسألة تعقيدا أن بعضالنساء يطلبن الأعزب أو المطلق أو الأرمل ويشترطن عدم وجود أطفال وهذا يصعب المسألة والبحث في الأمور للوصول إلى بر الأمان , ذاكرة أنه بالمقابل هناك أخريات يطلبن الستر ولا يتشرطن ولكن العقبة في أهليهم وخاصة القبائل منهم ، ونوهت كذلك أن العصبية القبلية لها دور كبيرفي تراكم العوانس بالمجتمع ، مؤكدة رؤيتها لحالات كثيرة أحزنتها وحاولت المساعدة بشتى الطرق ولكن دون فائدة ، معلنة بأن الطلبات الأكثر هي منهن بنسبة 80% وقد تجاوزن الخامسة والثلاثين ، وأخيرا أبدت إنها تخلي مسؤوليتها من بداية الأمر إذا كان هناك تلاعب أو خداع .

هضم حقوق

أوضحت الخطابة أم فهد بأنه لا توجد عقبات في هذه الطريقة للارتباط كونه تطرح الأسئلة ويتم تبادل البيانات وأخيرا النظرة الشرعية وأن هذه الطريقة عبر تطبيقالواتس آب تختلف عن الأخرى من التطبيقات وتقبلها الكثير ، وتؤكد أنه بلا شك تخدم العوانس والمطلقات والأرامل وفعالة جدا ولنا دور كبير في التوجيه وتقديم الاستشارة وتقريب وجهات النظر ، وتلفت إلى أن المسيار فيه هضم لحقوق المرأة وتنازلها يكون بسبب الحاجة هذا غير عدمجدية الرجال في المبيت والمهر والإنجاب والمصروف والسكن ، والتي إن لم تتنازل لن يجد في الأصل أصحاب المسيار طلباتهم ، وأضافت بأنها تتأكد من عمر الفتاة من صورة شهادة الميلاد وأما الجمال إما صورة ترسل أو ألتقي بها ، ثم يتم طلب رقم ولي أمرها للتواصل إذا تمت الموافقةمن الطرفين .

أريد عريسا متفتح

قضت الخطابة أم عبدالله أربعين عاما في هذا المجال لجمع رأسين بالحلال لتستمر وتجمع أيضا حالات كثيرة ومن عدة مناطق بهذه الطريقة الحديثة والتي تقبلها المجتمع بقوة على حد قولها ، ولكن تبين أن بعض الباحثات يطلبن أغنياء وبدون زوجة أو كطلبات أخرى إذا له أطفال فلها سكن خاص لها وذلك يثير غضبها جدا ، وأفادت أن البعض منهن يصعبن الأمر علينا بقول نريد من شمال الرياض وأخريات نريد من جنوبه وأن يكون العريس متفتح ، بينما ترىالخطابة أم عبير أن المسيار مشاكله كثيرة ولم تمر عليها أي طلبات فيها غش للمواصفات لحد هذه اللحظة والكثيرات يقمن بتغيير الطلبات بعد الاقتناع ، فيما تذكر الخطابة أم محمد أن البعض من الفتيات يطلبن أن ننبه العريس أن المسألة عن طريق أهل الخير ليذكر ذلك لدى أهلها .

المستحيل

أبدت تعاطفها الخطابة أ . ح مع الشباب والفتيات وطلبت من جميع الأهالي أن يستروا على أبنائهم وبناتهم بتزويجهم بحال طلبوا الزواج وحسب إمكانياتهم وأن يقتدوا بهدي وسنة سيد المرسلين بالزواج ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم زوج عثمان ابنتيه رقية وأم كثوم ، وهو ليس بهاشمي ، والأحاديث كثيرة في ذلك ، وقد قال سبحانه: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض ، وفساد عريض) وعدم المبالغة بطلب المهور والشروط المستحيل تلبيتها من كلا الطرفين والتنازل قليلا ليتم الاتفاق ، داعية الله التوفيق للجميع لما يحبه ويرضاه .

العنوسة

ونوه أبو متعب كأحد الخطابين ومشرف قروب الزواج المعلن بأن الزواج سنة الحياة وقائم على النصيب ولكل شخص منا نصيبه ، وأن تعثر حالات زواج الأقارب و غير الأقارب لا تعني انتهاء موضوع الزواج بالكلية ولكن كل طرف يحتاج الآخر ، فلا أمور للنساء تقوم بلا رجل ولا رجل تكتمل أموره إلا بامرأة فهي شراكة بينهما وتقوم عليهما ، ولذلك جعل ديننا الحنيف الرجال والنساء مكملان لبعضهما ، وفي وقتنا الحاضر أصبح الزواج للمظاهر والبذخ وغيره من المسببات للعنوسة كالمتطلبات من مهر وقدره ، وإنما مع تطور التكنولوجيا المؤدية إلى قيام بما يسمى قروب في برنامج الواتس آب فساعد ذلك كثيرا للمعلنين فيها وإرسال طلبات تكون بالحد المعقول وعدم التمسك بالشروط التعجيزية .

الحقيقة المطلقة

مطلقة إذن يعني ذلك أنها سيئة وأن كانت في حالة أخرى كخلعته هي مثلا فنفس السوء في نظر المجتمع ، بينما هو لا يتجاوز فيما يخصه مسألة نصيب لا أقل ولا أكثر من ذلك ، مع هذا كله نجد أنه تم كسر الحاجز النفسي وتذكر عروض وطلبات بكل شفافية كان شاب مطلق أو فتاة مطلقة للبحث عن شريك بلا اهتمام في إنقاص بعض الناس لآخرين بلا مراعاة لمشاعرهم أو الظروف التي حالت دون نجاح الزواج الأول ، منددين بهذه الطريقة بالحرية والخروج من القفص الاجتماعي وبالزواج الشرعي الذي لا يغضب الله ورسوله ، ودونهما لا يهمهما المتطفلين أو المحطمين لقلوبهما من محاولة قد تفشل وهم يصارعون للوصل إليها وسعيا لإنجاحها مع نسيان الماضي وعدم النكاية به .

الرياض – جازان

قروبات عديدة تضم خطابات سعوديات وخليجيات كقروب لكل المناطق وقروب العرب للزواج وقروب زواج أجنبيات ومسيار وقروب زواج الرياض – جازان وقروب جدة والكثير الكثير منها ، فطلبك يرسل من قبلك لخطابة كويتية أوفلسطينية أومصرية أوحضرمية أوسعودية للنشر في كل القروبات وعلى الكثير من الباحثات في المملكة ثم الانتظار ، فمع وجود الحضري والبدوي والخضيري والقبيلي لكنه لا وجود لتعصب أو عنصرية ولم تكن هناك مشاكل تذكر ولك اختيار ما يناسبك لا ما يناسب الآخرين ولا يستطيع شخص أن يعلق على طلبك ، كذلك وجود أبناء وبنات مواطنات سعوديات غير العروض الخاصة بالأجنبيات والمقيمات .

مقدار الراتب

كل ما عليك القيام به هو تعبئة استمارة بيانات طلب زواج وعادة تقتصر على ذلك فقط من حيث المعلومات والصفات والمواصفات.. الاسم والجـــــنس ، الجنسية ، الأصل ، العائلة، العــــمر ، الحالة الاجتماعية ، الطــــول والــــوزن ولون البشرة ، العرق ابيض أو أسمر وعدد الأطفال إن وجد وأين الســــكن (المدينة) ، المستوى التعليمي ، المسمى الوظيفي ، الحالة الصحية والزواج المطلوب معلن أو مسيار والمواصفات المطلوبة في الشريك وصفات ترغب إضافتهاعن نفسك ونادرا في بيانات يتم فيها ذكر مقدار الراتب ، لأنه بهذه الطريقة يسهل على الخطابة البحث بسلاسة عما يناسبك فلديها هي من الطلبات الجاهزة أو القيام بالبحث من جديد لتوفير لك ما طلبت .

تحفظات

أبدى الأستاذ ف . غ تحفظه حيال الزواج الإلكتروني وذلك من وجهين ..قائلا الوجه الأول أن الخطابين والخطابات يدفعهم الطمع فلا يخلصون للطرف الذي لجأ لهم ، متابعا حديثه أننا قد سمعنا عن بعض حالات الدجل حتى أن بعض الضحايا كان يغرر به ويكتشف أن الطرف الآخر رجل يمارس النصب والسرقة ، وقد حصل أن سرقت سيارات بعض العرسان .

والوجه الثاني لو سلم أحد الأطراف من هذه الصورة من الدجل السافر ، فإنه لا يعرف الكثير عن شريك حياته ولا عن اسرته ولا عن دينه وخلقه ، علما بأن بعضها قد تنجح ، ولكن أظن أن إحتمال الفشل أكثر من إحتمال النجاح .

تسيير دون تخيير

فيما يعتبر الأستاذ س . ج بأن الزواج الإلكتروني وسيلة يستخدمها العديد من الناس في مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق غايات وأهداف مختلفة ومتفاوتة فحاله كحال كل وسائل التواصل الأخرى وحسب الاستخدام تتحقق الغايات والأهداف مع الأخذ في عين الاعتبار ماترتب أو قد يترتب على إقامة علاقات إلكترونية لغرض الزواج فأصحاب المقاصد الشريفة قد يرتكبون بعض الأخطاء الجسيمة من خلال هذا النوع من الزواجات من خلال شروط واشتراطات العقد المزعوم مما يجعلهم في زاوية ضيقة الخناق تجعلهم يفشلون في الوصول لشرف المقصد فيندم من يٌقدم على هكذا خطوة ويعمم تجربته دون فحص للأخطاء التي وقع فيها في وقتٍ مبكّر .

ويضيف قائلا أن ماتقوم به الخطّابات من التوفيق بين الراغبين والراغبات من أعمال السمسرة التي لاتخلوا من الغِش والتدليس في الغالب من جميع الأطراف في ظل إخفاء حقائق وإظهار أكاذيب مع اختلاف الأهداف بين راغب متعة أو هارب يشتهي راحة وبين راغبات في المال وباحثات ينشدن الاستقرار والسكينة المفقودة فالوسيط بأجرٍ معلوم مهما أظهر من حٌسن النوايا يبقى المال هدفه الرئيسي في كل زمان ومكان.

ويذكر كذلك أن الأمل يبقى مرهون بٌحسن نية الراغب فإما أن تكون خدمة ونعمة أو جٌرم ونقمة تفتح جرحاً غائراً أو تنكأ جرحاً آخر لا يندمل .

ويشير إلى أن المجتمعات كافة ومن خلال الطفرة الإلكترونية أصبحت تسير دون تخيير حتى في القبول والرفض لكل ماهو جديد ومستحدث مما يجعل الفرصة مواتية جداً للراغبين والراغبات في جعل من حولهم يتقبلون الوقائع بوضعهم في دائرتها دون هوادة فيصبح الخيار هو أن ترضى أو تتقبل .

مخاوف معششة

بالإجمالي حظيت الطريقة بإقبال الكثير وبلا أدنى شك سنجد من يستغل ذلك ويكون بالنسبة له كسوق للمتعة ، ينتقي ويبيع بأرخص الأثمان ، والأغرب سعي الشباب لمن تكبرهم سنا وراء المال أو الصغيرات وراء الأكبر منهن كذلك طمعا لتحقيق طلباتهن من أناس جاهزين قاموا بتكوين أنفسهم ، ومع وجود اختلاف الطريقة عن العلاقات عبر الإنترنت للحب المزيف والزواج المخادع وفقدها للمصداقية ، تتميز هذه بعرض الصفات ليحدد المتلقي موقفه ويختارما يناسبه في شريك حياته مباشرة من خلال خطابين وخطابات لا يتأخرون بالرد عادة ، ولكن الخوف من انقلاب السحر على الساحر لتصبح وسيلة للانحراف ووقوع ما لا يخطر في بال أحد من تبعات سيئة ومشاكل أسرية ومجتمعية ، فبوجود أهل العفة والخير إلا أنه أهل الشر متواجدون تحت الغطاء الشرعي دون رادع أو عقاب مفروض عليهم في تلك الوسائل ، وبين مؤيدين للفكرة ومعارضين للفتاة وللشاب بأنها هي سيئة وهو أسوأ بقبولهم لهذه الطريقة في البحث بين جنبات المجتمع لهما ، إلا أن العملية تمضي قدما لجمع رأسين بالحلال من الشرق للغرب ومن الشمال للجنوب ومن السعوديين والمقيمين ، وقد تعرض الأكثرية للخداع والكذب والزيف في المعلومات من قبل الآخرين ، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه بالنسبة نجح الأغلبية فيها واستفاد منها وأثمرت عن زواجات تيسرت بعد الله في المواقع الاجتماعية ، ولا زال الوضع يحتاج للكثير من الدراسات لسن أنظمة ووضع لقاءات تعريفية بأضرار وفوائد هذه الزيجات والبحث فيها أكثر لتصل بطرق ونسب مختلفة أقله للعائلات وتوعية للمجتمعات ، وإلا ستبقى المخاوف منعشة في أذهان الجميع ومعششة على عتبات نفوسهم .