اليوم الخميس أول أيام موسم الجوزاء وهي من المواسم الانتقالية فغرتها تنهض رياح السموم والتي تعمل على رفع درجات الحرارة ولهذا تعتبر الجوزاء بداية الحر اللاهب، بما يسمى بجمرة القيظ فالفترة المحصورة بين الجوزاء إلى دخول سهيل هي الفترة الأحر في السنة على الإطلاق وتحتوي على الجوزاء الأولى والثانية والمرزم والكليبين ومدتها اثنان وخمسين يوماَ.

فأولها صباغ اللون وأوسطها طباخ التمر وآخرها جداد النخل، وفيها تتجاوز الحرارة الخمسين في جنوب العراق والكويت وشرق ووسط السعودية وليبيا والجزائر وهي المناطق الأحر في العالم هذا في الظل وأما تحت أشعة الشمس المباشرة فتختلف باختلاف السطح فعلى الأسطح السوداء أعلى من الأسطح البيضاء وتتجاوز السبعين درجة.

والسبب العلمي هو منخفض الهند الموسمي فخلال هذه الأيام ينشط ويمتد منه لسان يمر على بحر قزوين وصحراء إيران ويحتبس في جبال زاجروس ومع الضغط عليه ينفذ وينبطح في الأرض الواقعة بين العراق والكويت ومن ثم ينفرش ليشمل السعودية والبحرين.

وتتكون الجوزاء من نجمين هما الجوزاء الأولى والجوزاء الثانية وعدد أيامها 26 يوما، وتتسم بشدة لسع الشمس وحمو الأرض وارتفاع الرطوبة على السواحل وشدة هبوب رياح السموم وهي رياح شمالية غربية يثور مع الغبار.

‏‏وعلامات دخول الجوزاء كثرة الضبان ولجوء العقارب والأفاعي للأماكن المظللة هربا من أشعة الشمس الحارقة ونزول اللون في بعض النخيل وإحمرار رؤوس الأثل في الصحراء وكثرة سمك الميد في الخليج وعودة الشمس من أعلى مد لها شمالاً فيبدأ الليل بأخذ حصته من النهار بما يسمى بالانصراف ولهذا السبب قال العامة: ( لا حر إلا بعد الانصراف ولا برد إلا بعد الانصراف ) أي لا يأتينا الحر اللاهب إلا بعدما تنصرف الشمس.

‏ويقول العامة (إذا طلعت الجوزاء فامل الحوزاء) أي إذا طلع نجم الجوزاء فإنك تستطيع أن تملأ جيبك من عذق النخلة بسرا وقد احمر أو أصفر، ‏ويقال أن الجوزاء هي حوض النخلة أي أنك تملأه ماء بسبب شدة الحرارة وحاجة النخلة للسقي في الجوزاء. ‏

وتحتاج بلح النخيل إلى موجة حر في الجوزاء حتى يصبغها اللون، وهي الموجة التي سنعيشها خلال الأسبوع القادم ‏وإذا دخل اللون النخيل تحتاج إلى حرارة لتطبخه حتى يتحول إلى تمر وهذا سيحدث مع دخول موسم المرزم بعد ست وعشرين يوما تقريبا.